محمد فهمي: في فيلم” ألف مبروك “..هل نحتت هوليوود منا؟!


محمد فهمي★
إن لم تكن شاهدت فيلم “ألف مبروك” للنجم ” أحمد حلمي” والمستوحى من أسطورة إغريقية اسمها “سيزيف”، فدعني في سطور قليلة أذكرك بأحداثه.
يقوم الفنان “أحمد حلمي” بدور “أحمد” العريس المنتظر الذي من المقرر أن يقيم حفل زفافه على خطيبته “مريم” وتدور كل أحداث الفيلم في إطار كوميدي فانتازي بما يتعلق بتجهيزات الفرح من حجز القاعة، وبدلة، واوبن بوفيه، وغيرها من الأشياء التي تتعلق بهذا اليوم السعيد، ويتبقى فقط لمسات بسيطة قبل ليلة الزفاف.

يستيقظ “أحمد” ليجد كافة أفراد عائلته في المنزل، ومصفف شعر والده، وشقيقته تستعد لزفاف بكل حب؛ لتشارك شقيقها فرحته على الرغم من فتور العلاقة بينهما، ويقضي “أحمد” يومه ما بين العمل وتحضيرات الزفاف، حتى الساعة الثانية عشرة صباحاً؛ ليجد نفسه يفارق الحياة قبل أن يدخلها.
ولكن كيف لبطل الفيلم أن ينتهي الخط الدرامي الخاص به بعد مرور أقل من عشرين دقيقة على بدايته، هنا كانت الحبكة الدرامية أن أحداث الفيلم لا تنتقل بعد الوفاة، وتسلط الضوء على حزن ذويه وصدمة خطيبته، ولكن يُسلط الضوء على تكرار اليوم بالكامل، ولكن باختلاف بعض التفاصيل؛ لوعي البطل أن هناك شيئاً ما لابد من اكتشافه قبل أن يواجه مصيره المحتوم وهو “الموت”.
Happy death day
لا أعتقد ان مبدعي هوليوود لجؤوا للنحت من أعمالنا المصرية، ولكن قد تكون توارد أفكار بين صُنَّاع الفيلم “ليلة موت سعيدة” ، وصُنَّاع فيلم “ألف مبروك” في اختيار نفس تيمة العمل مع اختلاف بعض الخطوط الدرامية، فمثلاً بدلاً من أن تدور الأحداث حول ليلة الزفاف لليلة “أحمد جلال” غُيرت إلى ليلة حفل عيد الميلاد بتاريخ 18 سبتمبر لـ “تيري” بطلة الفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة شابة جميلة، تدعى “تيري” وهي طالبة في الجامعة، ولكنها طالبة مستهترة تعيش حياتها كما يحلو لها ما بين الحفلات والعلاقات العاطفية، وفي صباح يوم عيد ميلادها تستيقظ بشكل مفزع في غرفة سكن الجامعة الخاص بأحد زملائها في الجامعة، ويدعى “كارتر” والغريب أنه لا يوجد أي علاقة بينهما سوى الصف الدراسي، لكنها ليست على معرفة شخصية به، ويحاول أن يشرح لها ما حدث ليلة أمس، حينما كانت ثملة لا تقوى على العودة لغرفتها، وتغادر مسرعة للحاق بمحاضرة الصف الدراسي، وتقابل أصدقاءها بشكل اعتيادي لا يثير الشك مطلقاً.
وتعود إلى غرفتها ليلاً، وتفاجأ بأن زملاءها أقاموا لها حفل عيد ميلادها، وتتوالى الأحداث حتى تقابل شخصاً غامضاً مُقَنَّعاً يتتبع خطواتها؛ لتفاجأ أنه يحاول قتلها بأي شكل، وبالفعل ينجح في قتلها.

ولكنها تستيقظ في الليلة التالية كما حدث في “ألف مبروك” تماماً ، وتتكرر الأحداث بكل تفاصيلها مع اختلاف وعي بطلة العمل “تيري” عندما تشعر أنها ربما تعاني من “ظاهرة ديجافو” وتستمر ليلة تلو الأخرى؛ لتكتشف أن هناك من يتوعدها بالفعل، وأن تلك الكوابيس ما هي إلا إنذار قدري؛ لتكتشف هذا الشخص الذي لم يأتِ على بالها أنه يريد إنهاء حياتها بشكل مأساوي، والسبب قد يكون لا قيمة له من وجهة نظرها، وتختلف طريقة الموت في كل ليلة، وهي تحاول الفرار من مصيرها المحتوم.

الغموض حبكة أداء متقن
الفيلم من إخراج “كريستوفر لاندون” وينتمي إلى نوعية أفلام الغموض، على قدر عالٍ من الذكاء في قالب رعب بشكل جديد ومختلف، نجح الفيلم في استغلال فكرة إعادة اليوم لأكثر من تسع مرات بشكل متتالٍ بدون أي ملل، ونجحت في إعداد أجواء متصاعدة درامية مع توالي الأحداث، التي تنتج عن زيادة وعي “تيري” بما يحدث، وكذلك تشابك العلاقات حولها، وتعددها مع احتمالية وجود دافع لكل منهم لقتلها؛ نظراً لطبيعة شخصيتها الغريبة، التي تتسم بالغرور والثقة الزائدة عن الحد، التي قد تخلق لها أعداء دون أن تدري، وتم استخدام تلك الأحداث داخل حبكة درامية محكمة.

بالإضافة إلى تقديم أداء تمثيلي متميز للغاية، من بطلة الفيلم “جيسيكا روث” فهي الوحيدة التي كانت على علم بما يحدث على عكس باقي الممثلين، الذين نجحوا في الحفاظ على تكرار نفس الأداء التمثيلي في إعادة المشاهد بشكل متميز، وكأنه يقدم لأول مرة، والناتج عن الجهل بما يحدث لـ “تيري” وهل إن كانت صادقة، أم ثملة، أم مجرد هواجس، وما زاد من حدة توتر الأحداث، هو النهاية غير المتوقعة عند الكشف عن هوية الجاني.استخدام الأمثل لعناصر الفيلم.

نجح صُنَّاع فيلم “ليلة موت سعيدة” في توظيف كافة عناصر الفيلم بالشكل، الذي يخدم الفيلم دون إهمال، أو إفراط، فعلى سبيل المثال كانت الإضاءة، العامل الأكثر فعالية في تصاعد الحدة الدرامية للمشاهد، وبالأخص مشاهد المطاردات بين “تيري” والقاتل المجهول، وأيضًا الديكور، مناسب للغاية لمواقع الفيلم الخاصة بالجامعة، والسكن الجامعي، والمستشفى دون تكلف، وعرف المخرج “كريستوفر لاندون” منذ اللحظة الأولى أن مفتاح نجاح الفيلم، يكمن في تصديق الممثلين لأدوارهم بشكل يوحي بالشك تجاه كل شخصية، وإبراز دوافع القتل لـ “تيري” حتى تتضح الحقيقة، والكشف الأخير عن القاتل الغامض

الاستخدام الأمثل لعناصر الفيلم
نجح صُنَّاع فيلم “ليلة موت سعيدة” في توظيف كافة عناصر الفيلم بالشكل، الذي يخدم الفيلم دون إهمال، أو إفراط، فعلى سبيل المثال كانت الإضاءة، العامل الأكثر فعالية في تصاعد الحدة الدرامية للمشاهد، وبالأخص مشاهد المطاردات بين “تيري” والقاتل المجهول، وأيضًا الديكور، مناسب للغاية لمواقع الفيلم الخاصة بالجامعة، والسكن الجامعي، والمستشفى دون تكلف، وعرف المخرج “كريستوفر لاندون” منذ اللحظة الأولى أن مفتاح نجاح الفيلم، يكمن في تصديق الممثلين لأوارهم بشكل يوحي بالشك تجاه كل شخصية، وإبراز دوافع القتل لـ “تيري” حتى تتضح الحقيقة، والكشف الأخير عن القاتل الغامض.
★كاتب ـ مصر.