محمد فهمي: اسألني أنا .. مدوباهم اتنين”ماري منيب” .. أشهر حماة في السينما المصرية .


محمد فهمي★
زمن الفن الجميل وأحكامه، على الرغم من عشقنا لأفلام الأبيض والأسود، وحبنا التلقائي لكل نجوم تلك الفترة، رغم تقديمهم نفس الدور طيلة مسيرتهم الفنية.
“ماري منيب” واحدة ممن حكمت عليهم السينما المصرية؛ نتيجة لملامحها القوية والقريبة من الشر، وبصمة صوتها المميزة في دور “الحماة”، ولكن نظراً لعملها في المسرح مع مجموعة من أعمدة المسرح الكوميدي، قدَّمت الحماة بخفة دم ملحوظة، وتركت أثراً فنياً في جميع أدوارها، والتي تخطت 200 فيلم سينمائي.
بداية مختلفة عن مخيلتك!
بدأت الفنانة “ماري منيب” حياتها الفنية مبكراً جداً، ولكن ليس كما تخيلت، فبدايتها كانت “كراقصة ملاهي”، بعدها بدأت رحلتها مع المسرح الكوميدي، وأثبتت جدارتها بشكل كبير مع بشارة واكيم، وعلي الكسار؛ حتى انضمت لفرقة الريحاني (1937) ، وعملت معه حتى وفاته (1949)، بعدها توَلَّت مسؤولية الإدارة مع بديع خيري، وعادل خيري، وكانت شريكة في الفرقة، التي شكلتها مع زوجها الأول الممثل الكوميدي “فوزي منيب”، الذي أنجبت منه ولدين، وظلت محتفظة باسمه؛ حتى بعد انفصالها عنه.
المرجع الرئيسي لدور “الحماة”
توالت نجاحات “ماري منيب” ؛ حيث قامت ببطولة عدة أفلام سينمائية، واشتهرت بدور الحماة الشريرة؛ التي تحاول التدَخُّل في شؤون ابنتها، وتفسد حياتها الزوجية، وظلت تعمل في المجال الفني طيلة (35) عاماً، ومن أشهر افلامها :
حماتي ملاك، الحموات الفاتنات، حماتي قنبلة ذرية، لصوص لكن ظرفاء، لعبة الست، وأم رتيبة، ومن المسرحيات؛ التي أشتهرت بها حتى وقتنا هذا مسرحية “إلا خمسة” مع الفنان “عادل خيري” ومن إيفيهاتها العالقة في الأذهان، والتي أصبحت ( كوميكس) على مواقع التواصل الاجتماعي “انتِ جاية تشتغلي اِيه”؟
أيقونة بين الكبار
تركت “ماري منيب” إرثاً كبيراً في حقبة الزمن الجميل، ولكن ما أثار إعجاب جمهورها؛ أنها كانت عاملاً مشتركاً بين جميع نجوم الكوميديا في الأبيض والأسود، بدءاً من نجيب الريحاني، وإسماعيل يس، وإنتهاءاً بعادل إمام وأحمد مظهر في فيلم “لصوص ولكن ظرفاء”، وكانت في تلك الفترة، تتنافس مع واحدة من أهم صُنَّاع الكوميديا، وهي الفنانة “زينات صدقي” ولكن كان لكل واحدة منهما لون وطعم خاص تميزت به في عالم الكوميديا، ومن المشاهد الأيقونية لها في فيلم “اِعترافات زوج” مع “فؤاد المهندس” عندما حملها صعوداً وهبوطاً على درج المنزل، ورفض الأخير استبداله بأي دوبلير؛ حتى لا تقل جودة المشهد، ويظهر لنا بكل إيفيهاته ولزماته بشكل طبيعي جداً، ومن أشهر إيفيهاتها :
“طوبة على طوبة خلي العركة منصوبة”، “الخناقات دول الفلفل والشطة بتوع الجواز”، “حماتك مدوباهم اتنين” “اهري يا مهري وأنا على مهلي”.
أما أهم لزماتها فكانت “جتك نيلة” عندما تُبدي اعتراضها على أي تصرف خلال أحداث الفيلم.
وفي الحادي عشر من فبراير من كل عام تحُلُّ ذكرى ميلاد الفنانة الكوميدية المصرية ، ذات الأصول الشامية “ماري منيب”، التي ولدت في دمشق في سوريا سنة (1902)، وتوفيت في القاهرة في الحادي والعشرين من يناير (1969)، والتي تميزت بملامحها المصرية القوية، ومصطلحاتها النابعة من كل حي وشارع مصري، وقدَّمت فناً خالداً، وتعلَّق بها الجمهور المصري والعربي على مدار العصور ، وحتى وقتنا هذا.
★كاتب ـ مصر.