سارة صقر:كيفَ قدَّمَ مسلسل” ساعته وتاريخه ” قضيةَ فتاة جامعة المنصورة؟
سارة صقر ★
عُرضت أولى حلقات مسلسل ” ساعته وتاريخه” للمخرج “عمرو سلامه” ؛ ليسلط الضوء على القضايا الجنائية بالمحاكم المصرية، خاصة القضايا، التي تتعلق بالابتزاز .
وكانت أولى الحلقات بعنوان “تلصص” اِختارت إحدى القضايا المصرية الاجتماعية، التي أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لعام ٢٠٢٢ ، وهي قضية” فتاة جامعة المنصورة”، التي وقعت أمام بوابة الجامعة ، والتي كثُرت فيها الأقاويل حول سلوك، وأسلوب حياة الضحية، التي جعلتنا نرى بشاعة وقسوة حكم الملايين من الناس على الضحية، بدلاً من التعاطف معها، أو على الأقل الاكتفاء بالدعاء لها ؛ لكن وعلى الجانب الآخر دافع الملايين عنها أيضاً، وتم عمل هاشتاج بعنوان “حق الضحية، والقصاص لها” وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام على الجاني.
لكن ما يهمنا هو كيفية تناول المخرج للقضية في حلقة واحدة من منظور مغاير، وتحت هدف واحد ألا وهو “التوعية” حول أهم القضايا، التي كَثُرَ حدوثها في وقتنا الحالي ، مثل الابتزاز والتحرش والاستغلال، التي قد تؤدي إلى حدوث كوارث؛ بهدف تجنُّب وقوع ضحايا آخرين بذلك الخطأ في ظل زمن كثرت فيه الكراهية والغل، والحقد، ووجود نفوس مريضة بيننا، لم تستطعْ تقبُّل ” الرفض ” مما أدّى لوجود قضية قتل؛ أثارت الرأي العامَّ كهذه القضية الغامضة، التي قام المخرج من خلال عدسته، ورؤيته بفتح جراح قلوبنا؛ حول هذه الذكرى الأليمة في إطار توعوي بسيط ، وأظهر في نهايه الحلقة، الدعمَ الحقيقي من المجتمع والدولة؛ حيث تم توضيح ارقام خِدمات دعم المواطنين، في الوزارات المختلفة، التي تتدخل فور حدوث جرائم الإنترنت .
مما يتوجب منَّا الإشادة بالمخرج “عمرو سلامة” والمؤلف “محمد عزت” على المعالجة الدرامية الرائعة.
والأداء المميز للفنانة “مايان السيد” في دور “نادية” في دِقَّة انفعالها، وطبيعة واقعية واضحة.
كما لا بد من الإشادة بالممثلين الجدد ، الذين سبق لهم تجربة اختبارات قوية في برنامج “كاستنج” التي قدمتها الشركة المتحدة للخِدمات الإعلامية، التي نبَّهتنا لوجود مواهب عديدة ، وحقيقة ستظهر لنا فى الفترات القادمة، وهذا ما تحقَّق بالفعل في هذا العمل.
في انتظار عرض القضايا الأخرى من ذلك المسلسل، الذي هو بمثابة رؤية حقيقية لما يدور حولنا، كما لو كان حدثاً واقعياً، وليس عرضاً يمُرُّ على شاشة أمامنا.
★ خريجة قسم الدراما والنقد المسرحي ـ جامعة عين شمس ـ مصر.