مسرح

إسراء ياسر:”أنا إنسان “..دعوة لتسليط الضوء على معاناة المكفوفين.

إسراء ياسر

مسرحية “أنا إنسان” عمل درامي بأسلوب كوميدي يُسلط الضوء على قضية حساسة ومهمة تتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة المكفوفين، وأهمية استماع المسؤولين لهم وتعزيز قدراتهم.

تميزت المسرحية بروحها الإنسانية ورسالتها الاجتماعية الواضحة، مع مزيج من الأداء الممتع والغناء الذي عزز إيصال الفكرة.

النص الدرامي

النص كان بسيطًا وواضحًا، مما جعله مناسبًا لطبيعة العمل والجمهور المستهدف، إذ كانت القصة  مؤثرة، حيث تناولت رحلة تحول المسؤول من التجاهل إلى التعاطف بعد تجربة مؤقتة للعمى، كما أن استخدام الفكاهة خدم النص بشكل كبير، إذ أضفى جوًا من الحيوية وخفف من حدة الموضوع، مما جعل الرسالة تصل بفعالية أكبر.

الإيجابيات

نص إنساني يتناول قضية اجتماعية مهمة بطريقة مبتكرة.
وعن الحوار فكان  عفويًا ومناسبًا لطبيعة الشخصيات.
كما أن المزج بين الكوميديا والدراما ساهم في جذب الانتباه.

السلبيات

بعض المشاهد كانت بحاجة إلى تعمبق أكبر لإبراز المعاناة اليومية للمكفوفين.
وكان من الممكن  استغلال نهاية المسرحية لتقديم حلول ملموسة بدلًا من الاكتفاء بالتأثير العاطفي.
فضلًا عن الضحك غير المبرر لبعض الممثلين حيث كان الممكن الاستفادة من هذه الفكرة  في إظهار أن الشخصية تعاني من إعاقة مزدوجة وجعلها مناسبة وإضافة لفكرة النص.

الأداء التمثيلي

أظهر أعضاء الجمعية والممثل مازن العجاوي أداءً قويًا ومؤثرًا، حيث عكسوا بصدق مشاعر المكفوفين وتحدياتهم،  فكان مازن العجاوي متميزًا في دوره كمسؤول غير مبالٍ في البداية، ثم كشخص متأثر بواقع المكفوفين.
إضافة إلى الأداء العفوي والطبيعي من قبل أعضاء الجمعية، مما جعل المشاهد يشعر بمصداقية القضية.
استخدام الغناء والأغاني المرافقة كوسيلة للتعبير عن المشاعر، وهو ما أضفى لمسة فنية مميزة.
ولكن بعض الأداءات بدت مترددة قليلًا، ربما بسبب قلة خبرة بعض الممثلين على المسرح.

الإخراج

الإخراج كان بسيطًا ومتواضعًا، وهو أمر يتناسب مع طبيعة الممثلين وظروف العرض، قلة الحركة والإضاءة الخفيفة لم تضعف المسرحية، بل أضافت لها عمقًا إنسانيًا يعكس بساطة الحياة اليومية للمكفوفين.
وتم توظيف الحركة المحدودة بما يخدم طبيعة الممثلين المكفوفين.
وجاء استخدام الإضاءة الخافتة والهادئة بما يعكس أجواء القصة.
لكن وللأسف غابت بعض العناصر البصرية الإبداعية التي كان يمكن أن تعزز الرسالة، مثل استخدام الرموز أو الإسقاطات الضوئية واظهار ملامح المكفوفين وتفاعلهم مع الصوت.

العناصر التقنية

كانت التقنيات الصوتية جيدة في الأغاني وساهمت في خلق جو من التفاعل.
تفاوت الأداء في مقاطع الـ Voice Over بدا واضحاً رغم انه لم يؤثر على طبيعة المسرحية.
أما الموسيقى فقد أضافت بعدًا شعوريًا قويًا وساهمت في إيصال الرسالة.
و كان الديكور بسيطًا للغاية، وربما كان يمكن تحسينه لإضافة عنصر بصري يُغني العمل.

قضية المكفوفين

مسرحية “أنا إنسان” نجحت في تقديم قضية المكفوفين بلمسة فنية وإنسانية، مع إيصال رسالة واضحة للمسؤولين حول ضرورة سماع أصوات ذوي الإعاقة واستغلال قدراتهم بالشكل الأمثل، وعن الأداء والغناء كانا من أبرز نقاط القوة.
كان هناك مجال لتحسين بعض الجوانب التقنية والإخراج، وتطوير النص ليشمل حلولًا عملية تُحفّز الجمهور على اتخاذ خطوات إيجابية، وتحسين جودة الـ Voice Over والكورال لضمان تناغم الأداء، وإدخال عناصر بصرية أكثر إبداعًا تعزز التجربة المسرحية دون التأثير على طبيعة العرض.
وختامًا،  فمسرحية “أنا إنسان” تعد عملاً فنيًا يحمل رسالة إنسانية واجتماعية عميقة، تمكن من تسليط الضوء على واقع المكفوفين ومعاناتهم بأسلوب بسيط وفعّال، ورغم بعض الملاحظات على النص والإخراج، إلا أن الأداء المؤثر وروح الفريق جعلت من العرض تجربة تستحق التقدير، فالمسرحية ليست مجرد عرض فني، بل دعوة صريحة للتأمل والتغيير، حيث تأمل أن تكون مصدر إلهام لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة وتحقيق اندماجهم الكامل في المجتمع.

مسرحية: أنا إنسان

المكان: مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي
الممثلون: أعضاء جمعية الزرقاء الخيرية للمكفوفين والممثل مازن عجاوي.


★ شاعرة ـ لبنان.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى