منيرة العبد الجادر:”ضد مجهول”.. تجربة مسرحية مختلفة!

منيرة العبد الجادر ★

حين يأتي شخص؛ ليحرك مَنْ حوله كما يشاء، دون وعي منهم، كأنهم أحجار شطرنج، فما الذي يمكن أن يحدث!؟ هذا ما يتناوله عرض “ضد مجهول”، ضمن مهرجان باك ستيج المسرحي، في دورته الأولى.
تدور قصة المسرحية، حول المحقق (ماركوس) الذي يسعى لحل موضوع قضية المفقود (جاك) ، ثم يظهر المحقق (جوزيف) ؛ ليتنافس مع (ماركوس)، ‏وإذ به ‏يخفي هويته؛ لنكتشف في نهاية المسرحية أن (جوزيف) إبن العمدة‏ ‏غير المعترف به، الأمر الذي تسبب بقتل زوجة والده، وقتل المحقق (ماركوس) أيضاً، بل إن (جوزيف) كان على وشك قتل والده؛ لولا تدخل الشرطة في اللحظة الأخيرة.

دلالات المكياج

أُفتتح العرض بتسلط بقعة إضاءة على شخص يتداخل معه صوت صرخة “جاك مفقود”، ‏ثم يظهر المحقق (ماركوس) ‏؛ ليوضح لنا ‏إمكانيته العالية ‏للوصول إلى المجرم؛ ‏ومِنْ ثَمَّ يأتي مشهد تحقيق (ماركوس) مع ‏والد المفقود، و‏تسلل (جوزف) للمشهد، واقتحامه التحقيق.
‏خلال العرض، ‏لعب المكياج دوراً مهماً ‏في تظليل وجوه ‏جميع الشخصيات باللون الرمادي، ‏بإستثناء شخصية الضابط،  دلالة على أن لكل واحد منهم قناعاً ‏يخفي من خلاله مصلحته الشخصية، بينما الضابط ‏على نقيض بقية الشخصيات.

‏السرد المباشر

‏لفت انتباهي استخدام المونولوج ‏السردي لدى أكثر من شخصية، على سبيل المثال شخصية (جوزف) سردت مونولوجاً عن قيمة المال والسلطة في هذا الوقت، ‏بعد ذلك ‏تأتي شخصية (جيمي) ‏بسرد آخر عن ‏قيمة العدل، ثم شخصية (الضابط) تختم المسرحية بمونولوج عن قيمة الشرف، وقد أدى تعدد الحوارات الفردية المطولة إلى هبوط الإيقاع، مما أدى إلى ملل المتلقي.
‏إلى جانب هذا، وظف المخرج ‏تقنية التسجيل الصوتي ‏بين المَشاهد، ‏والتي كانت ‏بمثابة المذياع، الذي يتم من خلاله الإعلان عن الأخبار، وكشف الأسرار، وقد كانت التقنية غير موفقة، خاصة أن تكرارها جعل المتلقي يتوقع الاستماع للتسجيل الصوتي بعد كل مشهد، بالإضافة إلى عدم وجود أي فعل ‏على خشبة المسرح، يتزامن مع ذلك التسجيل.

تميز الأداء التمثيلي

كان الأداء التمثيلي من أبرز عناصر العرض؛ حيث اتسم بالتوازن، ولم يغرق بالمبالغة المفرطة، ‏أما المجاميع، فأعتقد‏ أن مشاهدهم ‏كانت مقلصة جداً، رغم جماليتها، ‏على سبيل المثال، ظهروا في بداية المسرحية بصورة معتمة، ‏بعدها قاموا بعملية البحث عبر حركة عشوائية في المصابيح اليدوية، ‏مما شكل صورة جمالية ‏مميزة، لكن دورهم توقف عند هذا الحد.

رغم ما سبق، إلا أن عرض “ضد مجهول”، اِستطاع أن يُقدم للجمهور تجربة مسرحية مختلفة،  جعلتهم يخرجون من العرض في حالة من الرضى والسعادة، ساهم في ذلك بصورة كبيرة، الجهد المميز الذي بذله جميع الممثلين، بلا استثناء.

‏مسرحية “ضد مجهول”
‏تأليف: بدر المصيليخ
‏إخراج: فهد العثمان
‏تمثيل:  عبد الهادي حسين، عبد الوهاب حسين، أحمد إياد، عبد الرحمن التويتان، محمد الحسيني، زينة الموسى، فارس السالم

★ناقدة ـ الكويت.