إذاعة وتليفزيون

ندى مرجان:علا عبد الصبور، تعود لتقول: “لا”.

ندى مرجان ★

تعود علا عبد الصبور، مرة أخرى في سبتمبر ٢٠٢٤ من إنتاج نتفلكس؛ لتطلعنا على جديدها كالصديقة التي يفصلنا عنها مشاغل الحياة، ثم نلتقي؛ لنطلع على ما حدث من جديد في حياتها، وها هي علا، تعود للبحث عن نفسها مرة أخرى، بعد رفضها الرجوع لطليقها هشام، في الموسم الأول من البحث عن علا.

تخوض (علا عبدالصبور) مغامرة جديدة برفقة عائلتها؛ حيث إنها ستتحمل مسؤولية والدتها (سهير) بالإضافة إلى تحمُّلِها مسؤولية أبنائها وحدها، بسبب ظروف سفر(هشام) والدهم، ومسؤولية (زينة) صديقة ابنتها (نادية) منذ الموسم الأول، علاوة على التهديدات التي تواجها للحفاظ على second chance  الذي يُعَدُّ فرصة ثانية لحياة (علا عبد الصبور) وليس مجرد مشروع، رافضة التخلي عن طابعه الخاص، أو اللهاث خلف المادة على حساب جمهورها المستهدف، وهو ما يكاد يفقدها فرصتها للاستمرار، فهذه المرة، لم يتمحور العمل حول (علا) والبحث عن رجل في حياتها فقط ، وإنما سلط الضوء كذلك على خيوط درامية جانبية، مثل مشاكل المراهقة، وعواقب التربية الإيجابية الحديثة، مما أتاح المساحة لمتابعة البطلة كأم، وهو الدور الذي بدت فيه أكثر نضجاً وفطنة منه كأنثى لا تزال متلهفة للحب، وسريعة التعلق ، الأمر الذي جاء مثيراً للتساؤلات بشأن سر ذبذبتها غير المنطقية بين النضج والسذاجة.

ومن جهة أخرى، أجاد الطفل عمر شريف (سليم) والمراهقتان ياسمينا العبد (زينة) وأيسل محمد رمزي (نادية) أدوارهم، وتجسيد مشاعر مراحلهم السنِّية، وأهمية وجود الآباء والأمهات حول الأبناء؛ لتفهُّم مشاعرهم، وأنهم في حاجة مُلحة لهم في بعض الأوقات، خاصة حينما يواجهون أول مرة في كل شيء، في حين جاءت عودة طارق الإبياري (حازم) ، وهو شقيق البطلة عودة موفقة، ومفيدة درامياً من ناحية إبراز ثقل الحمل على شخصية (علا) وأن تدخُّل الأقارب في تربية الأبناء، يمكن أن يؤدي لنتيجة عكسية، وأحسن صُنَّاع العمل بالبعد عن ظاهرة ضيوف الشرف الكثيرين في كل حلقة، والتركيز على حبكة متماسكة، تركز على حياة البطلة، واختياراتها.


وبفضل إخراج هادي الباجوري، أضيفت تلك الحالة المبهجة، والمريحة للعين، ولقد اختار أماكن تصوير ذات ألوان خلابة، ومشاهد طبيعة جذابة، ومفتوحة على مرمى البصر، سواء بالمزرعة في القاهرة، أو الفرح المقام على الشاطئ، أو كل ما جرى تصويره في الريف الفرنسي.

ولم تكن تلك المرة الاولى للنجم التونسي ظافر العابدين، أن ينضم في عمل لهند صبري، كونهما يحظيان بكيمياء من نوع خاص، والتي ظهرت بينهما بأعمال سابقة، مثل مسلسلي “فيرتيجو” في 2012″ و”حلاوة الدنيا” في 2017 ،  وبسبب ذلك التعاون في ذاكرة جمهور العمل، أطلق رواد التواصل الاجتماعي لقب (العوض) للمرة الثانية على ظافر العابدين، وخاصة بسبب دوره في مسلسل “حلاوة الدنيا” التي تدور أحداثه بين هند صبري، في شخصية (أمينة) التي تكتشف أنها مريضة بالسرطان مع اقتراب موعد زواجها؛ لتبدأ في إعادة النظر في علاقتها بمن حولها، وإعفاء خطيبها هاني عادل (عمر) من حرج الزواج منها وهي مريضة، فيخذلها ويتخلى عنها؛ لتظهر شخصية العوض (سليم) الذي لعب دوره ظافر العابدين.

وعن اختيار ظافر، للمشاركة في البحث عن علا، في موسمه الثاني، أكدت هند صبري، أنه كان بمخيلة الجميع منذ مرحلة الكتابة الأولى، فمن جهة يتطلب الدور رجلاً ذا جاذبية طاغية، ومن جهة أخرى يجب أن يجيد الفرنسية وإن كان أكثر ما شجعها على ترشيحه للدور بصفتها المنتجة التنفيذية، ما يجمع بينهما من انسجام خاص.
ومحمود الليثي (منتصر/ مونتي) لعب دور البيست فريند في حياة (رضا) التي لعبت دورها ندى موسى، والذي يغير منه خطيبها، فهذه الشخصية الدخيلة على مجتمعنا كانت السبب في إنهاء أكثر من علاقة في الحياة الواقعية، خاصة علاقات الشباب الذي يتبع أسلوب الحياة الغربي.

وللمرة الأولى لا يكون العمل مناسباً أن يحمل عنوان “البحث عن زوج لعلا”، وذلك لأن ما يميز هذا الموسم هو قدرة البطلة على قول: “لا”، ورفض الأوضاع التي لا تُرضيها، دون تقديم تنازلات لأول مرة، والاهتمام بأولوياتها، حيث إن “البحث عن علا” الموسم الثاني هو عمل درامي اجتماعي قصير، من 6 حلقات عن العلاقات، ومسؤولية الأهل تجاه الأبناء، والأهم اختلاف درجات الوعي، وسبل التربية بين الأجيال، وما يحمله ذلك من إيجابيات وسلبيات، وعلى الأرجح سيكون هذا العمل لقاءنا الأخير مع شخصية علا عبد الصبور، فهي أخيراً وجدت نفسها.


★ ناقدة ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى