د. إيناس صقر : الفنان التشكيلي” ياسر رستم” سلفادور دالي مصر!
د.إيناس بدر الدين صقر★
ياسر رستم (1971-2024) فنان تشكيلي مصري من مواليد القاهرة، تخرَّج في كلية التربية الفنية، جامعة حلوان عام 1996، حصل على درجة الماجستير في الديكور “عمارة داخلية” من ميلانو- إيطاليا، كما حصل أيضاً على ماجستير في التصوير، وماجستير في النحت، وفي عام 2009 حصل الفنان ياسر رستم على درجة الدكتوراه في التصوير من أكاديمية دومو في ميلانو- إيطاليا، وبالرغم من أن فكر “رستم” وتجربته الفنية سيريالية؛ لكنه لا يتصف بأفكار السيرياليين؛ ولكن يمكن وصفه سلفادوري التكوينات والطابع والأسلوب، تأثر بأعمال سلفادور دالي أثناء دراسته الأكاديمية بكلية التربية الفنية ، حيث أقيم معرض للفنان سلفادور دالي بالقاهرة في التسعينيات بمجمع الفنون ، وكانت الشرارة الأولى لإبداعاته مستمداً من دالي كل أدواته، وتجاوز نفس تجاوزته، وأعجب به أعجاباً شديداً.
رستم 100×70 أكريلك على توال-2001
يتشابه “رستم” مع دالي في تنظيم التكوينات داخل فراغ اللوحة، وتقسيم الخلفية إلى سماء وأرضية، وتتشابك العناصر والرموز في تكوين مترابط ذي علاقات تؤكد الفكرة والمعنى المراد التعبير عنه، مما يجعل أسلوبه يتبع السلالة السيريالية.
السلالات الفنية: هي تتمثل في مجموعة من الفنانين المتابعين لمدرسة فنية تركت أثراً في أعمالهم، وتوحد الأسلوب، والتقنيات الفنية معها؛ ولكن لم يعيشوا في نفس الزمن، ولا نفس المكان والظروف ، وقد رأى كاترفيج-1859- مجموع الأشخاص المتشابهين يكون سلالة، إن الفنانين الذين ينتمون إلي السلالات الفنية هم من تأثروا بالأثر، وليس بالسبب الأساسي في تشكيل رؤية المدرسة الفنية
اِكتسب “رستم” سمعة عالمية، لدرجة أن البعض من كبار الفنانين التشكيليين حول العالم أطلقوا عليه لقب “دالي المصري”، أو سلفادور القرن الحادي والعشرين، بسبب لوحاته المتميزة، التي تحتاج إلى التأمل، بالإضافة إلى امتلاك الخيال، مشيرة إلى أن “رستم” يعتبر عن جدارة «سيد التيار السريالي الحالي»، من خلال صوره المذهلة التى تمزج بين القديم والحديث؛ لتؤلف شيئاً غريباً تماماً.
رستم-100×70-وسائط متعددة-2000 دالي-75×54-1960-birth of goddess
تأثر “رستم” في بداية مشواره الفني بزيارته للمعابد المصرية القديمة أثناء رحلة جامعية للأقصر، وأسوان ولم يكن المكان فقط هو المؤثر؛ ولكن شرح الرموز والفلسفة الفكرية للمصري القديم من قِبَل الدكتور محمود مبروك ، وجد “رستم” نفسه في الفكر الرمزي الذي نتجت عنه حضارة كبيرة، واختزن العديد من الرموز والمفردات في ذاكرته البصرية، والتي ظهرت لاحقاً في أعماله بتكوينات سيريالية؛ جمعت بين الخيال الماضي، وواقع الأحداث المجتمعية للحاضر.
أكمل “رستم” دراسته الأكاديمية، وقام بدراسة النحت، والعمارة الداخلية، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه، وعمل فترة في مجال الأثاث والديكور، وقد انعكس ذلك في أعماله الفنية، وظهرت الأعمده بطرز مختلفة، وكان لشكل المقاعد ذات الطرز المختلفة ظهور متكرر في أعماله، وتناولها بتفاصيل دقيقة، وإن كان ذلك يقصد به إسقاطات سياسية في بعض اللوحات الفنية.
رستم-أكريلك على توال-130×100-1999م
توفي رستم 15/7/2024 تاركاً للوسط الفني رصيداً من الأعمال الفنية الفريدة، وقد شارك الفنان خلال حياته بالكثير من المعارض الدولية والمحلية ، والجدير بالذكر أن حركة النقد التشكيلي لم تهتم كثيراً بأعمال “رستم” أثناء حياته، ولم ينتبه له المسؤولون عن الفن التشكيلي ليشارك بأعماله في المعارض ويتواجد في الفعاليات الفنية المهمة؛ وينافس بأسلوبه زملائه الفنانين ، ولم تهتم الصحافة الفنية- للأسف الشديد – الا بذكر خبر وفاته!
★ناقدة فنية ـ مصر.