ندى مرجان: ” رحلة 404″ في أوسكار 2025!
ندى مرجان ★
وهي المرة الثانية على التوالي لفيلم من انتاج فيلم كلينك من بعد فيلم “ڤوي! ڤوي! ڤوي!” لعمر هلال العام الماضي.
تواصل منى زكي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي وتنهال عليها التهنئة لترشيح فيلمها الأخير “الرحلة 404 ” ليمثل مصر في سباق أوسكار أفضل فيلم دولي لعام ٢٠٢٥.
والذي قام بتأليفه محمد رجاء منذ عام 2011 تحت عنوان “القاهرة- مكة”، ليخرجه المخرج هاني خليفة عام 2024 بعنوان الرحلة 404 تحت لافتة للكبار فقط “+ 18” وكان السبب في الفترة الكبيرة بين التأليف والعرض هو عدم رضا العديد من المنتجين عن الفيلم إلا أن محمد حفظي وشاهيناز العقاد كان لديهم وجهة نظر أخرى، وحصد الفيلم ما يقارب العشرة ملايين جنيه في أول أسبوع فقط من عرضه.
وأعرب هاني خليفة عن سعادته بتمثيل الفيلم في جائزة الأوسكار “مبروك لكل فريق العمل أن الرحلة وصلت، مبروك لكل من ساهم في وصول تلك الرحلة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين ساعدوا في تنفيذ هذا المشروع وخروجه للنور ووصوله إلى تلك المرحلة على مدار 14 عاماً، سواء فنانين أو ضيوف شرف أو صناع من موسيقي تصويرية وصوت وتصوير وغيره”
اعتمد الفيلم، الذي تدور أحداثه في ثلاثة أيام، على العديد من الصراعات التي تواجهها “غادة” الشخصية الرئيسية بسبب تعرضها لأزمة تفرض عليها أن تبحث في أجندة الماضي لطلب مبلغ من المال على سبيل الاقتراض، فتلجأ لشهيرة التي تستغل حاجتها لتدفعها للعودة للخطيئة، وهشام الذي ربطتها به علاقة سابقة، ثم زميلها بالجامعة الذي خدعها باسم الحب، وكان السبب في انحرافها عن الطريق الصحيح، وياسر الذي يواجه أزمة في حياته، وطارق الذي تزوجته لستة أشهر ثم اكتشفت عقدته النفسية التي لازمته منذ طفولته، وعلى الرغم من العودة لماضيها إلا أن المخرج لم يستخدم الفلاش باك ليوضح تلك العلاقات، بل تدور الأحداث من خلال سرد سلس وجذاب بإيقاع متماسك بفضل مونتاج محمد عيد.
كان الصراع الخارجي يكشف الكثير من الخلل بالمجتمع كونه مجتمعًا قاسيًا على الفرد بشكل عام وعلى المرأة بشكل خاص ولا يغفر لها، فبالرغم من الخطأ الذي ارتكبته غادة وزميلها إلا أنه تزوج وأنجب وأصبح صاحب معرض في حين أن المجتمع يذكرها كل يوم بما ارتكبت في حق نفسها، وأنها لن تكون المرة الأخيرة أبدًا حتى إذا تابت، ويمكننا الإشارة إلى أن المخرج هاني خليفة منذ فيلمه الأول «سهر الليالي» يهوى الدخول إلى ما وراء الأبواب، باحثًا في العلاقات الاجتماعية المتشابكة والهشّة، والأسر المفككة التي خرجت من طبقة شعبية فقيرة، لكن لا يعنيها سوى أن تستحوذ على أموال الابنة رغم أنها تعرف مصدرها.
وتعيش غادة صراعًا نفسيًا طوال الفيلم في ظل رغبتها في التطهر والتوبة عن ماضيها، بينما يدفعها من حولها جميعًا دفعًا لطريق المعاصي من ناحية، ويدفعها اضطرارها من ناحية أخرى فلم يصبح أمامها سوى النصب أو الزنا أو السرقة وبالرغم من أن النفس أمارة بالسوء إلا أنها كانت تعود عما تنوي، وكأن الحكمة في صعوبة الرحلة إلى الله.
ونفى المؤلف محمد رجاء أن يكون الفيلم عن قصة واقعية، مؤكدًا أنه تجسيد لفكرة الصراع بين الخير والشر، وظهر ذلك الصراع على مستوى أغلب الشخصيات، فبالرغم من ظلم طارق زميلها لها إلا أنه ساندها في محنتها، وبالرغم من أن شيري تعد القوادة المسئولة عن غادة في الماضي إلا أنها كانت سبب رزق حلال لها ولأهلها عندما قررت غادة التوبة.
وظهر ذلك التناقض في غادة نفسها عندما تخلت عن والدتها في المستشفى، ثم محاولة دفع النفقات لعلاجها، وعند مساعدتها للسيدة المريضة، ثم سرقتها لذهبها، ثم إعادة الذهب مرة أخرى.
ولعبت الموسيقى التصويرية، التي وضعتها الأردنية سعاد بوشناق، دورًا مؤثرًا في كثير من مشاهد الفيلم؛ حيث إنها تنطوي على قدر من الغموض، ولا تعبر بشكل صريح عن الحالة الدرامية، وبالنسبة للستايلست مروة عبدالسميع، فقد وضعت بعضًا من التفاصيل التي خدمت الشخصية، حتى وإن لم يلاحظها المتلقي مثل الوشم على رقبة غادة، الذي كان بمثابة ختم الماضي على جسدها، وكان يخفيه الحجاب “الطرحة” التي كانت ترتديها كرمز للتطهر والتوبة، والتي حرصت أن تثبتها على رأسها كلما دفعتها الأحداث للتخلي عنها بشكل مادي أو رمزي.
شارك في هذا الفيلم : منى زكي – محمد ممدوح – محمد فراج – شيرين رضا – خالد الصاوي – عارفة عبدالرسول – محمد علاء – سما إبراهيم – رنا رئيس – جيهان الشماشرجي – ملك بدوي – نادية شكري – ميران عبد الوراث.
★ ناقدة فنية ـ مصر.