مسرحمشاركات شبابية

محمد القلاف: هل اختفى المسرح المدرسي في الكويت؟

محمد علي القلاف★

“أصبحت ممثلاً من خلال تقديم المسرحيات المدرسية ومسارح الشباب، ثم مسرح الشباب الوطني في بريطانيا العظمى، ثم درست في أكاديمية لندن للموسيقى والفنون المسرحية؛ بالنسبة لي كانت هذه طريقة جيدة لدخول الميدان والعمل في المسرح” الممثل البريطاني شيواتال إيجيوفور

يعتبر المسرح أحد الفنون القديمة منذ الإغريق إلى يومنا هذا، وهو المكان الذي يقوم عليه ممثلون سواء على خشبة المسرح أو في أي مكان ما أمام الجمهور، أحدها المسرح المدرسي الذي له دور مهم في حياة الإنسان، فنجد في الكويت قد تأسس المسرح في بدايته مدرسياً بريادة الشيخ عبدالعزيز الرشيد عندما قدَّم مسرحية مكتوبة، وعرضها في عام  1924 في المدرسة الأحمدية، ثم مع تطور التعليم أُنشئت المدارس والمناهج، كان المسرح المدرسي أيضاً له دور مهم للطلبة وأولياء أمورهم، الذين تقبَّلوا هذا النوع من الفن، فأصبحت الدولة متميزة ومتقدمة على مستوى الخليج، بل حتى في الوطن العربي.

ولكن عند تراجع البلد في جميع المستويات منها التعليم وفقدان المسرح المدرسي أثر تأثيراً كبيراً غلى مستوى الطلبة، نجد تصريحاً مهماً للدكتور أ.د خالد رمضان في كونا شهر أكتوبر 2007 يقول: (الاهتمام بالأنشطة المدرسية من أجل تنمية مهارات الطلبة، وبناء شخصية الطفل.. لأن المدرسة هي المكان الأول لصناعة الإنسان)

وأشار أيضاً إلى أن (معظم الفنانين المتميزين كانوا نتاجاً للمسرح المدرسي)

يتبين لنا أن أحد أسباب تراجع التعليم، هو غياب المسرح المدرسي ففي حقبة السبعينيات والثمانينيات كان له دور كبير في التحصيل العلمي والثقافي والمعرفي، بل كان يساعد على علاج ممن لديهم صعوبة وبطء تعلم، بل حتى من فيهم توحد، فالمسرح ليس مصحة علاجية، بل رافد معين للعلاج، ولدينا نماذج كثيرة عن دور المسرح في المساعدة للعلاج من أمثال: ناهضت إيملي بلانت مع التأتأة بالتمثيل، أما توم كروز لديه صعوبة تعلم في النطق والفهم، فقد ساعده التمثيل في العلاج، أخيراً كيرا نايتلي التي كانت لديها عسر قراءة.

فالتقارير لدى جمعيات النفع العام أمثال الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم، والجمعية الكويتية للدسلكسيا يشيرون إلى أن تواجد هذه العلل في الطلبة بالمدارس، فالقطامي نائب رئيس للدسلكسيا يقول: (70% فيهم صعوبة تعلم) وهذه كارثة، أما آمال الساير رئيسة كالد في إحدى الطرق العلاجية تقول: (إن مسرح المواهب داعم لهذه الفئات).

إذنْ على وزارة التربية والتعليم إعادة المسرح المدرسي، وبقوة لكي يساهم في بناء هذا الطالب الإنسان من جميع النواحي والمستويات، ويكون رافداً علاجياً للحالات مثل صعوبة وبطء التعلم، والتوحد وغيرذلك، فيتم تخصيص مهرجانات ومسابقات لأفضل نص وعرض،  وكذلك المعلمون والمعلمات أن يتعلموا هذين المجالين، بل حتى يستفيدوا من خريجي  المعهد العالي للفنون المسرحية في قسمي النقد والتمثيل، سواء بتدريس الطلبة كتابة نص وطريقة التمثيل، وأيضاً الدعم المادي لرواتب موظفي الأنشطة المدرسية، وتوفير الإمكانيات المادية من ديكورات وأزياء، وغيرها من المستلزمات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى