بدر الاستاد: مزاجية الرقابة
بدر الأستاد★
قبل عدة أيام عرضت مسرحية (آي ميديا) للمخرج الكويتي سليمان البسام، في مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشرة في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، وأثناء تصفحي للصحف والمجلات الإلكترونية لمعرفة الآراء النقدية حول العرض، لاحظت إشارة البسام إلى أن العرض (مُحارَب) حيث قال: إنه واجه “عراقيل إدارية رسمية داخل الكويت عرقلت عرضه، لولا اللجوء إلى تقنية الدعوات الخاصة، بدعم من دار الآثار الإسلامية لإقامة العرض لصالح جمهور الكويت.
حين قرأت تلك العبارة التي ذكرها البسام، استوقفتني كلمة محددة، لم تكن (العرقلة) التي اعتدنا عليها في الكويت، لمعظم المبدعين مع الأسف، إنما استوقفني المكان الذي عُرضت فيه المسرحية، وهو دار الآثار (الإسلامية)، عبر دعوات خاصة!
الغريب أيضاً أن المسرحية تم رفض عرضها من قِبَلِ “مركز جابر” في دار الأوبرا!
كما هو واضح فإن المقصود بالعراقيل هي (الرقابة) بالطبع، لكن الحقيقة أنني لم أفهم كيف يواجه العمل عراقيل رقابية، وترفض جهة شبه رسمية عرضه، وفي الوقت نفسه تقبل جهة أخرى شبه رسمية أيضاً عرضه بدعوات خاصة!؟ وكلاهما في نفس المكان، ألا وهو الكويت…!!
إلى متى هذه المزاجية؟! وما هو الأساس الذي يتحكم في الشروط الرقابية؟
وكيف تقبل جهة، وترفض أخرى العمل نفسه!؟ وفي البلد نفسه!؟
كلما قرأت مثل هذه الأخبار أتساءل لماذا تحتضن الدول المجاورة ابن بلدي، ويتم محاربته هنا.؟! لماذا لا يجد مساحة في بلده، يقدم من خلالها أفكاره الخاصة!؟
الرقابة هي حبل المشنقة الذي يلتف حول رقبة المبدع لتقضي على حياته الإبداعية وانجازه، فأصبحت الرقابة مقبرة للفكر والإبداع، وأصبح البعض يغترب عن بلدة طلباً لحرية الإبداع، بينما كنا في الكويت مصدر الإبداع والحرية ، لكننا اليوم أصبحنا نحن من يقتل هذا الإبداع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ ناقد فني ــ الكويــت