إذاعة وتليفزيون

شهد إبراهيم: في بحثنا  عن “التريندات”..هل بدأنا ننسى قضيتنا؟!

شهد إبراهيم ★

حالة من الجدل أثارها الفنان محمد رمضان، الأيام الماضية بعد طرح إعلان كوكاكولا الجديد، وتعرّض لانتقادات لاذعة بسبب قيادته لحملة إعلانية لشركة مقاطعة ضمن قائمة المنتجات الأمريكية؛ التي تدعم الكيان الصهيوني، جعله هذا في مرمى سهام النقد من جديد؛ حيث إنه وضع مصلحته الشخصية فوق مبادئه؛ التي تبناها في بداية الحرب، وأصبح أمام جمهوره متميع الموقف، وإن كان رمزاً، أو نموذجاً يحتذى به من معجبيه، فهذا سيجعله يفقد جزءاً من هذه القاعدة؛ إن لمن يكن جميعها.

وكان الإعلان عبارة عن أغنية بصوت محمد رمضان، ولكن جاءت الكلمات حاملة أكثر من معنى، خاصة وضع نفسه في موضع شبهات، سيكثر من التأويلات، ومن هذه الكلمات كانت “وقع لوحده أنا ملمستوش” في مشهد لفازة تسقط على الأرض وتنكسر! هل هذا إشارة لإنكار المسؤولية؟ أم عبث بالحقائق؟

كذلك “لو نفسك في التريند قلد رمضان” وكأنه على دراية بأن تقديمه لإعلان لشركة مقاطعة؛ سيجعله (تريند) بشكل كبير، ليس فقط؛ بل يعتبر نفسه قدوة، ويدعو لتقليده، وقد يغطي هذا على القضية الفلسطينية؛ حيث تقديم شخص معروف عالمياً كمحمد رمضان، إعلاناً لشركة مقاطعة؛ سيضعف من قوة الضغط الشعبي حول هذه القضية، بالعكس أغلب الشعب أصبح يتراجع عن فكرة المقاطعة إلا قلائل، رغم أنه قال أيضاً في كلمات الإعلان ” مفيش حاجة مغيرانا زي ما احنا على هوانا” هذه العبارة متناقضة مع شخصيته حيث (الثبات على الموقف)، والفعل (الترويج لمنتج مقاطعة)،

وبعيداً عن الإعلان والتفاهات؛ التي لا تعنينا، ولا يجب أن ننشغل بها، علينا أن نتذكر أن القضية الفلسطينية مازالت مستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى الأن، وهي ليست مجرد حدث عابر يجعلنا نتناسى، ونتغاضى عنه بعد فترة؛ بل هي تحتاج لتضامن طوال الوقت، ولأن المقاطعة هي أبسط وأقل ما يمكننا فعله، فأُذكرني وأذكركم بها، وأن نظل نلتزم بها كتعبير عن موقفنا، ودعمنا لهم.


★ طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي ـ جامعة عين شمس ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى