رأي

بدر الأستاد: عايدة علام..روح بريئة رحلت إلى مكان أفضل!

بدر الأستاد★

منذ أن استيقظت في صباح السابع والعشرين من أغسطس، وأنا أشعر بمشاعر متضاربة، وغير مستقرة، فاعتقدت أن للأجواء الخارجية علاقة بالأمر؛ حيث كان الجو معتماً بسبب الغبار، ولكن الأمر تحول من مجرد ضيق نفسي من الأجواء العامة إلى صدمة كبيرة، حين وصلتني رسالة من الدكتورة سعداء الدعاس، تتأكد فيها من أنني لست في السيارة حتى تستطيع إبلاغي بالخبر؛ الذي تعلم أنه سيحزنني كثيراً، لمعرفتها بالمكانة الكبيرة التي أكنها للراحلة د.عايدة علام، والتي وافتها المنية اليوم في القاهرة، وممتن لإخبارها لي؛ حتى أستطيع التعبير عن مشاعري تجاه هذه الإنسانة الرائعة، والقيام بما أستطيع لروحها البريئة.

جاء الخبر بالنسبة لي كالصاعقة، التي ضربت جسدي بقوة، ونقلتني إلى عالم آخر، شعرت فيه بالوحدة والوحشة، وفجأة تساءلت كيف عاشت المرحومة وحيدة بعد وفاة الراحل د. حسن عطية..؟!

الراحلة تتوسط بدر والأستاذ نصر الذي رافقها حتى وفاتها.

كان اللقاء الأول مع د.عايدة علام في مهرجان أيام الشارقة، حيث كنت مشاركاً ضمن ملتقى الشارقة للطلبة الأوائل، كنت أراقبها من بعيد وهي مبتسمة وتتحدث كالطفلة بروحها البريئة النقية، وفي لحظة ما ذهبت إليها، وقلت لها: “أنا بدر من الكويت، ممكن أتصور مع حضرتك” فرحبت بي، وبدأت الأحاديث بيننا، واستمر التواصل عبر الهاتف، حتى أنني حرصت على زيارتها في القاهرة؛ حيث أصرت على أن تدعوني إلى أحد المطاعم المتخصصة بالسمك، وكانت كريمة جداً في دعوتها تلك، وأكثر ما أسعدني في ذلك اللقاء، أنها كانت تقول لكل الناس الذين تلتقي بهم: “هذا بدر ابني، وابن الدكتورة سعداء، والدكتور علاء”، كان يوماً جميلاً، قضيناه بين المطعم والمسرح؛ حيث حضرنا معاً عرض “النقطة العميا”.

رحلت د. عايدة علام عن عالمنا، لكنها ستبقى معنا في ذكرياتنا وتسكن قلوبنا، وسنظل نسأل الله عز وجل أن يغفر لها، ويصبر قلوبنا على فراقها.. ويهون علينا وفاتها وهي وحيدة، خاصة حين نتذكر أنها في مكان أفضل بإذن الله.


★ ناقد ـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى