إذاعة وتليفزيون

نهى إبراهيم: مسلسل” اختفاء” .. لم يأخذ حقه كما يستحق!

نهى إبراهيم ★

منذ مدة ليست بالقليلة، وأنا أعاني من انعدام الشغف بكتابة أي من القصص، أو حتى متابعتها من خلال الدراما، وكأن هناك حائلاً يدعوني بعيداً عن ذلك العالم حتى اختطفني (مسلسل اختفاء) منذ يومه الأول، باختفاء كاتب كبير إثر نشر إحدى رواياته الواقعية عن حكاية قديمة بفترة الستينيات، أو ما بعدها، زوج وزوجة يعيشان حياة مستقرة، فالزوج يعمل رساماً؛ بينما الزوجة تعشق الفن بالأخص الموسيقى، ورقص التانجو، يعيشان حياة هادئة فى حين يظهر بالصورة أحدهم ممن يقومون بالتجسس عليهما؛ كما كان يحدث بفترة من الفترات السابقة بحجة قيامهما ببعض الأنشطة السياسية؛ لكن ذلك الشخص كان يحب الزوجة كثيراً حتى أنه حاول تعلَّم التانجو من أجلها، تدور الأحداث سريعاً، فيذهب الزوج بعيداً، ويتزوجها ذلك الآخر.. كل ذلك وغيره برواية الصحفي الكبير الذي فتح بها فصلاً من حياة أحد رجال الأعمال الكبار بالبلد؛ هو بنفسه ذلك الرجل الدخيل بحياة الزوجين.

الانتقال بالعمل من الحاضر إلى الماضي بلقطات قوية؛ تجعلك تشعر بأنه قد تكون قصتك الحالية ما هى إلا استنساخ لإحداها بالفترات السابقة، هي ذاتها الحدوتة لكن بلسان آخرين، ذلك التشابه الخطير الذي لا ينم سوى عن إبداع بالسيناريو، وحرفية بالكتابة حتى الآن؛ منذ متابعتى للعمل الذي لم ينته بعد.

الصورة والألوان عامل أساسي بنجاح العمل بأعين الجمهور، حالة من الإبهار تنتابك عندما تلاحظ الصورة الراقية، وكذا تناسق الألوان المبهر بين الماضي بألوانه الفاتحة، والحاضر برقي معالمه..

الموسيقى… وما أدراك ما الموسيقى!

لم أشعر منذ منذ طويلة بحالة الانبهار بموسيقى عمل درامي، بعد حلقة أو اثنين وجدتني أشير إلى موسيقى العمل، دقتها وجمالها بذات الوقت، فقد جاءت مطابقة للأحداث بشكل ملفت للنظر، وخلط موسيقى التانجو بالموضوع أضاف للقصة رونقها وإبداعها.. بالفعل عندما تبدع الموسيقى يرتفع العمل لأعلى كثيراً..

اختيار الأبطال 

جاء اختيار الممثلين بالعمل موفقاً إلى درجة كبيرة، نيللي كريم، بدور “نسيمة” بفترة الستينيات؛ كانت ساحرة جميلة الملامح رشيقة القوام، متمكنة بالشخصية لأقصى درجة جعلتنى أحب “نسيمة” ، وعالمها الخاص.

هشام سليم، ودور الصحفى الشريف الذي لا يخشى شيئاً أمام صدق قلمه؛ لكنه فضل الاختباء آخر الأمر خوفاً على حياته بعد حادثة هي الكبرى بحياته؛ شعرت بكثير من الفرحة للممثل الراحل هشام سليم، لأنه أضاف لرصيده الفنى الكبير عملاً آخر محترماً يليق باسمه..

“بسمة” ودور زوجة هشام سليم، الثانية التي تقف جوار زوجها محاربة الجميع من أجله، لقد جاء الاختيار موفقاً كثيراً؛ وكانت لها طلة مختلفة عما سبق بجميع أدوراها، أحببت دورها، وأيضاً أداءها كثيراً..

محمد ممدوح، (تايسون) صاحب الدور الأبرز؛ بل الأعمق عفواً أقصد المذهل، أتابع أعمال ممدوح، بكثرة لاقتناعي الكبير بموهبته بالتمثيل؛ لكن الجميع أخطأ عندما رهن موهبته بدوره بجراند أوتيل، فأنت عندما تشاهده بمسلسل اختفاء سوف تشعر بأنك أمام ممثل هوليودي كبير؛ قام بأداء دورين بمراحل عمرية مختلفة بمنتهى الاقتدار؛ بل والروعة… شابووو تايسون.

 مسلسل اختفاء عُرض منذ سنوات؛ حيث هو من إنتاج (2018) لكنه لم يأخذ حقه المطلوب كما يستحق، لذا حين يتسنى لك متابعته ستشعر بكثير من التغيير.


★ كاتبة ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى