مسرح

يوسف العصفور:” الهدية” ..عرض لقراءة الأفكار لأول مرة في الكويت !

يوسف جمال العصفور★

“لا نبصر جيداً إلا بالقلب؛ فإن الجوهر لا تراه العين”، مقولة ختم بها مقدِّم ومخرج عرض الخدع البصرية “الهدية” مهدي كرم، حيث كان العرض قائمًا على تحليل الأفكار، أو حسب ما جاء في الإعلان “عرض ذهني بمشاركة الجمهور”، وقد تم تقديمه على خشبة مسرح شركة تياترو في مجمع دسمان، وقد كانت لفتة جميلة من صُنّاع العمل، حين أعلنوا بأن إيرادات العرض بالكامل ستكون لأشقائنا في فلسطين.

خلال العشر سنين الفائتة؛ تنوعت عروض الخدع البصرية في الكويت، ومن أشهر مقدميها: مهدي كرم، وعبد اللطيف الصالح، وعبد الوهاب الفيلكاوي، واللافت للنظر أن كل واحد منهم يقدم عروضه بأسلوب مختلف عن الآخر، فمثلًا عبد اللطيف الصالح، يقدم عروض الخدع البصرية بطابع كوميدي، أما عبد الوهاب الفيلكاوي، فعروضه قائمة على التجارب الخطرة، ورغم أن مهدي كرم، قد شاركهما في عروضهما في السابق، إلا أن عروضه الخاصة قدَّمها بطابع مختلف،  وهذا ما سنتناوله في هذا المقال.

حذرها من ذلك!

اِعتمد مهدي كرم، في هذا العرض على عدة تجارب، حيث بدأ بتجربة أراد من خلالها تهيئة الجمهور، أو ما أسماه بـ “تسخين الجمهور”، فافتتح عرضه كما يفعل أي مقدِّم خدع بصرية باستخدام ألعاب الورق “الجنجفة”، وبعدها بدأ بسرد قصة فكرة “الصوت الداخلي” للإنسان، وأعطى أمثلة على ذلك، المثال الأول حول حكاية ثلاث أخوات قررن دخول غرفة خالهم العصبي، دون علمه، رغم أن الصوت الداخلي في رأس الأخت الصغرى، يحذرها من ذلك.

ليس مكانك!

الموقف الثاني خاص به حين استقال من شركة النفط، حيث قال: بأنه في تلك اللحظة كان هناك صوت برأسي يقول لي بأن “هذا المكان ليس مكانك”.
بعد سرد تلك المواقف، طلب من الجمهور المشاركة في تجربة أخرى.

كيف تطابقت الارقام ؟

وقف اثنان، وكان هناك شخص ثالث على خشبة المسرح، طلب من الاثنين اختيار رقم معين: أعلى من رقم 99 وأقل من رقم 999 ، وبعد اختيارهما للأرقام، قام بضرب تلك الأرقام، وكتب الناتج على لوح، وطلب من الذي كان على المسرح قراءة المعلومات التي كانت في صورة الاستقالة، فظهر للمتلقي الناتج، والذي تطابق مع موعد الاستقالة في اليوم والساعة والسنة.

تجربة الروبكس كيوب

اِنتقل إلى موضوع آخر أثناء العرض، وكان الموضوع عن كيفية صناعة الروبكس كيوب، فوضع مكعبين على الطاولة، وطلب من الجمهور أن يلخبطهما، حيث قال لأربعة  من الجمهور جالسين بجانب بعضهم البعض، وبعد انتهائهم أظهر المكعب الآخر، الذي كان من العرض السابق، الذي كان في عيد الفطر، فكان المكعب الذي لخبطه الجهور، مثل المكعب الذي عنده مثل الترتيب في كل الاتجاهات.

تجربة الصندوق الأبيض 

ختم العرض بتجربة مع واحد من الجمهور، حيث كان هناك صندوق أبيض، وكان الشخص يجهل ما بداخل الصندوق، وقال له مقدِّم العرض، تخيَّلْ أنك ضخم، وأن حجمك أضعاف حجمك الآن، وأدخلْ يدك في الصندوق، وقل بماذا شعرت؟، والمفارقة عندما أدخل يده شعر بأن هناك ملعقة  شاي صغيرة،  وكانت إجابته صحيحة، لكن المفارقة أن الملعقة كان حجمها كبيرًا جدًا، وليس صغيرًا.

تحول الإسفنج حجرًا !

تجربة أخرى أجراها مع نفس الشخص، وقال له: تخيَّلْ أنك شخصية الكرتون الشهير ” باباي” وأن لديك قوة، وأدخلْ يدك داخل الصندوق، وعندما أدخل يده شعر بأنه يمسك إسفنجًا ، بعدها أخرج مقدم العرض حجرًا بحجم كف اليد كان في الصندوق، وقام برميه على الأرض؛ لكي يصدق الجمهور، بأن هذا حجر، وليس إسفنجًا ، ورغم أن المسرح كان صغيرًا أتصور لا يتجاوز ( 50) كرسيًّا، إلا أن  كل الحضور سمعوا صوت الحجر في أثناء ارتطامه بالأرض.

لا تبصر إلا بالقلب!

ختم هذه التجربة عندما قال له: أدخلْ يدك في الصندوق، وعندما أدخلَ يده شعر بأن هناك وردة بلاستيكية، وردَّ عليه مقدِّم العرض بأحساسك تظن ما هو لون الوردة، قال له : لونها وردي، وأخرج من الصندوق بروازًا به صورة وردة لونها وردي، وختم بمقولة ” لا نبصر جيداً إلا بالقلب؛ فإن الجوهر لا تراه العين”.

مشاعر مبعثرة!

خرجنا من هذا العرض بعصف ذهني، ومشاعر متبعثرة حول التفكير بعدة قرارات، وسبق وأن حضرت عروض خدع بصرية لنفس المقدِّم، وغيره من الذين يقدمون خدعًا بصرية، لكن أن يكون العرض قائمًا على تحليل وقراءة الأفكار؛ فهذه أول مرة تحدث في الكويت.


ناقد-الكويت.


مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى