مسرح

منيرة العبد الجادر: كيف يكون للـ “صمت” القدرة على إمتاعنا بالصوت!؟

منيرة العبد الجادر ★

على مدار يومين من الشهر الجاري، قُدم على مسرح دار الآثارالإسلامية في الكويت، عرض “صمت”، تأليف وإخراج “سليمان البسام”، الذي تجلت فيه جماليات الصوت، رغم بعض الملاحظات.

قبل بدء العرض، اِعتلى المخرج خشبة المسرح؛ ليوجه كلمة للجمهور، الأمر الذي أدّى لكشف اللعبة المسرحية، وتحديداً حادثة انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى إفصاح المخرج لما سيقدمه عبر الشاشة، من رأي خبير أمريكي مختص بالانفجارات، وعقيد لبناني.. وبهذه الكلمة لم يعد ما يمكن اكتشافه!

تلون الحوار

البطولة المطلقة كانت للممثلة “حلا عمران”، التي قدمت أداءً مكثفًا على مستوى الصوت، من خلال الغناء، وطريقة تعبيرها بالآهات، أو من خلال الحوار، ذلك الأداء الذي يميل إلى السرعة تارةً، وآلية الأداء تارة أخرى، كما تم تقسيم أحرف الكلمة الواحدة عبر الصوت، وكأن المخرج يود إخبارنا بأن الصوت يلامسنا بعيداً عن فحوى المفردات، أما بالنسبة للحركة فلم يتم الاهتمام بها مثل الصوت، فقد انحصرت بالرقص المصاحب للغناء.

حلا عمران.

الموسيقى الحية

للعازفين دور مهم في المسرحية، كان العازف الأول يجلس جهة اليمين، والثاني جهة اليسار، فتتداخل الموسيقى مع الحوار بشكل متناغم، حيث يتسارع الإيقاع مع سرعة الكلام واستخدمت آلة الطبل كمؤثر صوتي؛ دلالة على إطلاق الرصاص مع وجود المؤثرات،  التي يبدو ‏وكأنها ضربات عنيفة.

وَظّف المخرج تقنية الشاشة؛ ليعرض لنا وجهة نظر الخبراء؛ ولكنه جعلها بمثابة فواصل بين المشاهد؛ لذا تسبب هذا الأمر بالملل، ولم يكسر أفق التوقع لدى المتفرج؛ إلا أن ذلك لم يقلل من جماليات الصوت، التي اخترقتنا رغم أننا في عرض أساسه  “صمت”.

منيرة العبد الجادر والمخرج سليمان البسام


★خريجة قسم الأدب والنقد المسرحي -المعهد العالي للفنون المسرحية -الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى