محمد القلاف: برنامج” كواليس “.. للعفوية دورها المؤثر.
محمد القلاف ★
في الشهر الفضيل نجد تنافسًا بين العاملين في الوسط الفني بمسلسلاتهم في التلفزيون، ومنصات السوشيال ميديا، ولكن هذه المرة لفت نظرنا تنافس الصحف في هذا المجال، بعدما انتقلت من الورق إلى السوشيال ميديا، ثم تطورت وأصبحت نوافذ إعلامية تستقطب برامج متنوعة.
الصحف تنافس أيضًا!
هذه الصحف بتنوعها دخلت عالم الإعلام المرئي، وكان الدور الريادي لجريدة القبس التي افتتحت لها قناة تنافس الإعلام التقليدي كونها تواكب العصر الحديث وتطوراته، فتنوعت ببرامجها مع استقطاب شخصيات مهمة منها من هو معروف ومنها من برز عند دخوله معها، ثم توالت بعدها الصحف الأخرى كجريدة الجريدة التي أصبح لها دور مهم في تقديم محتوى مهم للمشاهد سواءً بشهر رمضان أو غيره.
دون تكلف
تابعنا برنامج كواليس(فكرة :يوسف العبد الله، إعداد: نرمين أحمد، إخراج: محمد دشتي ) وأنتجه صحيفة الجريدة، حيث كان البرنامج مميزًا جدًا وجديدًا، ففكرة الكواليس إذا أتينا للمعنى فهي تدل عن: خلفية في المسرح ”ما يجري وراء الكواليس “ أو التي لا يراها المشاهدون بسبب الحواجز، أو التي تكون قبل التصوير وبالفرنسي coulisse كوليس.
مدة الحلقة الواحدة قصيرة جدًا ومختصرة كونها كواليس عفوية دون تكلف، فكل شخصية يستضيفها البرنامج يتم تسليط الضوء على مسيرتها سواء بالتمثيل أو في الحياة الشخصية.
من هذه الشخصيات المستضافة (الممثلين) اختار البرنامج الفنان جاسم النبهان وعبد الرحمن العقل اللذان سردا كواليسهما في مسرحياتهما حيث تحدث النبهان عن كواليس مسرحية حامي الديار ، ودبلجة المسلسلات الكرتونية الشهيرة كعدنان ولينا وأيضًا عبدالإمام عبدالله في مسرحيته سيف العرب وغيرها، أما سمير القلاف فكان متألقًا في تناول مسلسلاته كالأقدار ودرب الزلق، وبالنسبة لعبدالله غلوم الذي تناول أعماله الفنية كمحكمة جحا وغيرها وله أرشيف، إضافة إلى بعض القطع التي يحتفظ بها لأعماله وأعمال آخرين والتي اقتربت من أن تشكل متحفًا ، ومن منا لا يتذكر أبو العصاقل عصقول (الدمى) لعبد الناصر الزاير وذكريات عالم الطفولة، ولا ننسى الشاطر حسن لأحمد مساعد الذي أمتعنا في المسلسل وسرد حديثه عن مسيرته الفنية، أما شعبان عباس خفيف الظل في مسرحياته خاصة مخروش طاح بكروش.
أما هبة الدري فقد تفاجأ البعض من المشاهدين بأنها لم تلتحق المعهد العالي للفنون المسرحية ولم تتعلم التمثيل أكاديميًّا منه فقد كونت نفسها بنفسها بالجهد الذاتي، ومحمد الحملي الذي صنع لنفسه مسارًا خاصًا بمثابرته واجتهاده واحتوائه لغيره وجديته في العمل، وفي النهاية كفاح الرجيب التي تحدثت عن أعمالها التلفزيونية والمسرحية وأعجبتنا جملتها (أحب المسرح أكثر لأن رد فعل الجمهور يكون مباشرًا عكس المسلسل) والذي لا يعلمه الجمهور تقول كفاح:« عندما مثلت في آخر عمل وهو مسرحية أحدب نوتردام اكتشفت إصابتي بمرض الكانسر.
وأخيرًا منال الجار الله التي تحدثت عن تجربتها في المسرح والتلفزيون ودور الكبار المحفز لها خاصة من إنتصار الشراح -رحمها الله – التي اعتبرتها كأم لها.
في النهاية نعتقد هذه نقلة نوعية مميزة من الصحف أن تدخل هذا المضمار وتدخل في تجربة استقطاب أهل الفن كونهم أصحاب تأثير مميز بالساحة الفنية والثقافية.
★ناقد -الكويت.