إذاعة وتليفزيون

شيماء مصطفى: “قلم رصاص”.. هل كل الأخطاء تُغتفر؟

شيماء مصطفى ★

بإنتاج سعودي كويتي، وفي إطار الدراما  الاجتماعية ، يُعرض ضمن السباق الرمضاني مسلسل ” قلم رصاص” من تأليف مريم القلاف وﺇﺧﺮاﺝ عبدالله التركماني، بطولة: إبراهيم الحربي/ أبو بدر ، سناء بكر يونس/ نورة ، شيلاء سبت/ تحرير، حسين الحداد /بدر ، فيصل فريد/خالد ، ميلا الزهراني/العنود، سارة صلاح/مرام، وغيرهم.

تدور أحداث المسلسل حول إحدى العائلات التي هربت من الكويت في أثناء الغزو العراقي ،حيث تفقد العائلة ابنتها عن طريق الخطأ، وكما هو متوقع تعثر عليها امرأة، تقرر رعايتها وتربيتها، ولكن بعد سنوات، تلتقي الابنة بعائلتها، ومن هنا يبدأ الصراع المتشعبة.

قضية جدلية

قدمت ميلا الزهراني دور الفتاة الثلاثينية (العنود ) التي لم تلتقط ذاكرتها سوى أنها قضت حياتها داخل المملكة السعودية، لكنها تتفاجأ بعد سن الثلاثين بحقيقة مغايرة لما تعرفه، وقد لجأ صناع العمل لضمان المنافسة داخل السباق الرمضاني قضية جدلية تختلف فيها الآراء كنوع من استفزاز الجمهور لمتابعة العمل، والإدلاء بالرأي، ومن ثم تحقيق نسب مشاهدة عالية، وهو حق مشروع، فالثقافة والفنون في العصر الحالي أصبحت صناعة في حاجة للترويج؛ ولذلك تشابكت الصراعات وزادت جرعتها، فلم تقتصر على صراع الابنة التي تكتشف أنها ليست فقط من أبوين غير التي نشأت في كنفهما، ولكنها تحمل جنسية بلد آخر منها جذورها، وتضخم الصراع بشكل أكبر فاشتمل على الخلافات الزوجية التي تعج بها بعض البيوت العربية حين تكتشف العنود أن زوجها لديه ابنًا من زوجة سابقة، فوضعت البطلة في عدة صراعات بدأت جميعها بالصدمة.

هوية ممزقة

تحتاج بعض الأعمال التي تستوعب معالجتها الدرامية أكثر من صراع  أن تخدم الصراعات الفرعية الصراع الأكبر، فهناك أعمال تزخر بها المكتبة الدرامية بدأت بالصراع الأكبر وتفرعت منه صراعات صغرى، وفي “قلم رصاص”  كان من المفترض أن يكون الصراع الأكبر  صراع الهوية، وهو خيط درامي فارق إذا تم العمل عليه بشكل جيد وبجهد أكبر،  إذ أننا أمام شخصية باتت ممزقة أمام هويتين خاصة أننا كمشاهدين أمام عمل بإنتاج مشترك – سعودي كويتي- ولكن فقد العمل نقطة جوهرية كانت ستدير بوصلته لزاوية مغايرة حين جعلوا الصراعات الصغرى تلتهم الصراع الأكبر، كصراع العنود وزوجها، وصراع الإخوة حين يكتشفون أن هناك من سيأتي ويقاسمهم الميراث، ولكنه على مستوى الصراعات الصغرى وتطورها جيد، سواء على مستوى الأداء أو الكتابة.

لكنه يترك أثرًا

تم الترويج للعمل قبل السباق الرمضاني تحت مسمى ” قلم رصاص” على اعتبار أن بعض الأخطاء يمكن محوها وربما غفرانها، في مباشرة واضحة، صحيح أن القلم الرصاص يمحو الأخطاء ولكنه يترك أثرًا كتلك الرواسب التي تُركت جراء الخلافات الزوجية والأسرية داخل العمل.

 اعتدنا في الأعمال الفنية القديمة على الأسلوب الوعظي، كتلك النهايات التي شاهدناها في الأفلام فترة الخمسينيات والستينات وتنتهي بآية قرآنية، أو بالبطل يقدم النصائح للآخرين، وشاهدنا حوارات خطابية ووعظية في السباق الرمضاني هذا العام كما في مسلسل” أعلى نسبة مشاهدة”  حتى مسلسل” قلم رصاص”  حمل نفس الثيمة وإن كانت بشكل مضمر من خلال اسم العمل الذي يدعونا إلى الغفران، ومحو زلات الآخرين وكأنها كُتبت بقلم رصاص ، متناسيين أن حتى القلم الرصاص يترك أثرًا.


★سكرتير التحرير.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى