فنون وآداب اخرى

شهد إبراهيم: كيف تُبرز عقارك بشكل مُلفت للنظر؟

شهد إبراهيم ★

يُعد شهر رمضان موسماً مهماً لشركات التطوير العقاري؛ لعرض مشروعاتها، وجذب المشترين، حيث تشهد الإعلانات تنافساً كبيراً بين الشركات؛ لتقديم محتوى إبداعي، يلفت انتباه الجمهور.

كمبوندات وقرى!

مع حلول شهر رمضان المبارك، تكثف شركات التطوير العقاري جهودها؛ لعرض مميزات مشروعاتها العقارية عبر إعلانات مميزة، وتشهد إعلانات رمضان 2024، تنوعاً كبيراً في المشروعات العقارية، سواء للكمبوندات السكنية، أو القرى السياحية المختلفة، من خلال الاستعانة بعدد كبير من النجوم، سواء بالمشاركة الصوتية، أو بالظهور في الإعلان، تلك هي الاستراتيجية التسويقية الناجحة، التي تتبعها معظم الإعلانات.


قصة قصيرة

هناك عدد من هذه الإعلانات، التي تتمتع بقدر كبير من الإبداع، ومن ضمن هذه الإعلانات ، كمبوند “بالم هيلز” حيث يُطِلُّ علينا آسر ياسين، الذي يجسد في الإعلان شخصية “شريف”، الذي يُصادف صديقة قديمة له من أيام الدراسة، تُدعى “سلمى”، داخل كمبوند، ويحاول شريف التواصل معها؛ لكنه لا يجدها، مما يدفعه للبحث عنها داخل الكمبوند.

يحمل الإعلان طابعاً اجتماعياً داخل “كمبوند بادية” بأكتوبر من شركة بالم هيلز، ويُسلط الضوء على فكرة أن الحياة مليئة بالمفاجآت، ذلك هو الربط بين مفاجأة آسر ياسين “شريف” عندما وجد صديقته في الماضي، وبين فكرة مفاجأته بمساحة بالم هيلز.

الدنيا صغيرة

في الإعلانات العقارية، يجب عرض مميزات، ومحتويات العقار بشكل واضح وجذاب، بدلاً من الاعتماد على القصص الرومانسية، وهذا ما حققه إعلان “بالم هيلز” حيث رحلة آسر ياسين “شريف” في البحث تقوده؛ لاكتشاف الكمبوند، الذي كما شاهدنا يحتوي على مميزات عديدة، من “جيم” صالة ألعاب رياضية، ومسرح، وملاعب رياضية، وكافيه، ومول، وأشجار، ومناظر رائعة، ومريحة للعين، وهذا ما تم ذكره في نهاية الإعلان “الدنيا صغيرة بس بالم هيلز كبيرة” وأننا من الممكن أن نتصادف مع أي شخص من ماضينا في الحياة؛ ولكن من الصعب أن نجده صُدفة في بالم هيلز، وهذا لكبر مساحتها، ليس فقط طرح الأماكن، بل أيضاً إظهار سياسة الأمان القوية في الكمبوند، حيث نرى “شريف” يطلب كشف حجوزات الملاعب كلها؛ ليصل إلى رقمها، والموظف يرفض.

إبداع فني:

مؤخراً لاحظنا نقصاً في الإعلانات، التي تقدم قصة قصيرة في دقيقة أو دقيقتين، بشخصيات تجسِّد هذه القصة، وتقدمها لنا،  فضلاً عن انتشار الإعلانات، التي تعتمد بشكل كبير على الأغاني “الجينجلز” دون أي قصص، أو مضامين تجذب المُشاهد، يُعزَى هذا النقص إلى قلة الإبداع في صناعة الإعلانات حالياً؛ لكننا نلاحظ براعة المخرج في مضمون الإعلان، وقصته، التي دفعت إلى وجود تعليقات من الناس على الإعلان، وقصته، حيث كتب بعضهم “هو مش هيلاقي سلمى في النهاية”،  و”ياريت يعملوا إعلان تاني في العيد يكون لقاها في الكمبوند، ويتجوزوا ويعيشوا” وليس فقط في جذب المُشاهدين ، بل أيضاً في ضبط إيقاع الإعلان، ومود تصويره، بالإضافة إلى خلق قصة، وأداء أشخاص بشكل مميز وجذاب، وأعتقد أننا كنا نفتقد هذه الإعلانات، التي تحمل بداخلها قوة إبداعية، وفنية منذ سنوات، هذا ما نجح فيه مُخرج الإعلان، محمد الزيات.


★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى