فنون وآداب اخرى

محمد فهمي: أصحاب السعادة .. بين بصمة محمد صلاح، وتفرُّد إسعاد يونس!

محمد فهمي ★

اِعتاد الجمهور في كل موسم رمضاني، اِنتظار كل ما هو جديد من أعمال فنية، أو برامج تليفزيونية، أو إعلانات تجارية، والتي يلتقي فيها الجمهور مع نجومهم المفضلين، وكل عام أصبحت الإعلانات مادة فنية خصبة؛ لترويج المنتج، وجذب الجمهور إليه، وأصبح الإعلان فيلماً قصيراً متكامل الأركان الفنية، من تمثيل، وغناء، واستعراضات، وديكور، وأساليب إخراج مختلفة.

أبطال الإعلان

العنصر الأهم في الإعلان، اِختيار أبطاله، وهم بطبيعة الحال الجزء الذي يستند عليه نجاح الإعلان، والمُنتَج المروَّج له، ولاختيار أبطال الإعلان، لابد أن يكون لبطل الإعلان نجاحات متعددة، ومسيرة متميزة، وعطاء منقطع النظير، وسيرة عطرة، وعندما نذكر كل ذلك، يقفز إلى أذهاننا النجم العالمي “محمد صلاح”

محمد صلاح

اِعتاد “محمد صلاح”، الظهور في حملات إعلانية في رمضان، سواء كانت لشركات الهاتف، أو المشروبات الغازية، أو لشركات التسويق العقاري، وتكون اختيارات ظهور “صلاح”، في أي إعلان ذكية للغاية، فابتعد هذا العام عن المنتجات، التي انضمت مؤخراً لقائمة المقاطعة؛ اِحتراماً وإيماناً منه بالقضية الفلسطينية، وظهوره هذا العام؛ للترويج لإحدى الكمبوندات السكنية الشهيرة، رفقة ابنتيه مكة وكِيان، ولا ننسى الأداء الصوتي المميز، للفنانة والإعلامية “إسعاد يونس”.

ساعة زيادة مفتاح السعادة

نجح الإعلان في تسليط الضوء على جانبين من شخصية “صلاح”، الجانب الأول، وهو محل فضول للجماهير حول العالم، هو علاقة “صلاح” بعائلته، وكيف تمكّن من تحقيق النجاح كنجم كرة قدم عالمي، وأب وزوج هدفه الأول والأخير، رسم السعادة على وجوههم، وأن هدفه الأخير على سبيل المثال أمام “سبارتا براج”، لن تكمل فرحته دون اهتمامه، بأدق التفاصيل في حياة من حوله.

كما اعتاد مشجعو كرة القدم، على تذكُّر اللحظة الأخيرة من أحداث المباريات، مهما قدَّم اللاعبون من أداء رجولي، فاللحظة الأخيرة هي التي تخلَّد في الذاكرة، تماماً كما فعل الإعلان، والذي بدأت أحداثه قبل منتصف الليل، وحسب اعتقادنا هي اللحظات الأخيرة؛ ليوم طويل، مليء باللعب والمرح والفرح، بين صلاح وابنتيه، وبسؤال جميل طرحه “صلاح” على “مكة” ها … انبسطتوا؟ وتأتي إجابة “مكة” بِرِقَّة طفلة ما زالت تبحث عن اكتمال سعادتها، لأ .. عشان مجبناش آيس كريم..

وبهدوئه المعتاد، تأتي الابتسامة على وجنتي “صلاح”، اِستمع لها واختار تعب ساعة زيادة، من أجل الحصول على السعادة كاملة ، وهذا ما يفعله طيلة الأعوام الماضية، خلال مسيرته الكروية، يجتهد داخل الملعب وخارجه، من أجل رسم السعادة على وجوه جمهوره ، وبشخصيته الفريدة من نوعها يعلم جيداً أنه مهما قدَّم من اجتهاد، سيظل هناك لحظة مفقودة.

العكس هو الصحيح

يجيب الإعلان أيضاً على التساؤلات والانتقادات، التي تُوجه لمحمد صلاح، بأنه يريد جني الكثير من الأموال، وحصد العديد من الجوائز، حتى تتحقق سعادته، ولكن العكس هو الصحيح، فمشاركته لمكة، وهي تتدرب على استعراض طفولي بسيط، دون خجل أو ضجر، سيحقق لها السعادة رفقة زملائها، وأن ما بذله من العطاء للحصول على الحذاء الذهبي، لن يكمل سعادته إلا بارتداء “كِيان” للحذاء، وفرحتها به، وكأنه حذاء عادي لا يلهث وراءه نجوم كرة القدم في العالم.

صوت إسعاد يونس

يتخلل الإعلان أداءً صوتياً متفرداً ومتميزاً لصاحبة السعادة “إسعاد يونس” وهي تُوجِّه رسائل مجتمعية، بأن يحاول كل فرد بذل الجهد من أجل إسعاد من حوله، وبالأخص الأشخاص المسؤول عنهم، وعن فرحتهم، ورسم السعادة على وجوه الآخرين، تجعل الشخص يشعر بقيمة ما يفعله، ويهون عليه أي تعب تعرض له.

السر في التفاصيل

اِستعرض الإعلان بعض اللحظات المهمة، والحاسمة في مسيرة “محمد صلاح”، وخاصة تلك اللحظة، التي لن تُمحى من ذاكرة المصريين، عندما أحرز “صلاح”، ركلة جزاء حاسمة، في شباك منتخب جمهورية الكونغو الديموقراطية؛ ليقود منتخب بلاده، للصعود لكأس العالم 2018.
وتمكَّن الإعلان من التعبير عن حالة السعادة، باختيار أماكن التصوير، مصحوبة بإضاءة مناسبة، وكذلك اختيار الألوان الزاهية لملابس صلاح، وابنتيه، ولم ينس الفكرة الأساسية للترويج لشركة التسويق العقاري بعبارة welcome في أماكن الكمبوند، بداية من ملاهي الأطفال، والمساحات الخضراء الشاسعة، وحمامات السباحة، والمباني البيضاء، ممزوجة بالحدائق الخضراء، التي تجذب عيون الجمهور لها.

اِهتمام بالألوان

أكثر ما تميز به الإعلان، اِختياره لألوان الإضاءة، والملابس، والديكورات، بداية من الألوان المبهجة في الملاهي، واللون الأحمر، الذي سيطر على غرفة خلع الملابس، الذي تميز به “صلاح” في مسيرته مع المنتخب الوطني، ونادي ليفربول الإنجليزي، واللون الذهبي، الذي سيطر على منزله المليء بالأحذية الذهبية، وغيرها من الجوائز، واللون الأزرق لملابس كيان ومكة، أثناء بحثهما عن السعادة الكاملة، ووالدهما يشعر بالفخر بهما.

اللحظة ستتكرر

لم يَغفل الإعلان عن وجود رد فعل الجمهور المصري، أثناء عرض الشريط التسجيلي، للمباراة مصحوبة بتعليق أهم معلقي الرياضة في الوطن العربي، الكابتن مدحت شلبي، ممزوجة بموسيقى هادئة، تعكس الأجواء التي سيحصل عليها المقبلون على التواجد في هذا الكمبوند، وحرص الإعلان على بث الأمل مرة أخرى، في نفوس المصريين، والمحبين لصلاح، أن تلك اللحظة ستكرر مرة أخرى، عندما يرفع النجم المصري “محمد صلاح”، كأس الأمم الأفريقية يوماً ما قبل كتابة سطر النهاية، في مسيرته الملهمة للجميع.


★خريج قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى