مسرح

يوسف العصفور: كيف جسّد «بيانولا» تفاهة الحياة؟ !

يوسف جمال العصفور★

هل الانتظار  عبث أم الحياة  لُعبة؟
هذا ما حاول إيصاله  محمد الرباح من خلال عرض (بيانولا)  من تأليفه وإخراجه ، ومن بطولة: فيصل العميري وأحمد العوضي وحصة النبهان وشارك في التمثيل علي الحسيني. 

عبث

تدور أحداث العرض حول فتاة جالسة في مكان ما، تنتظر رسائل من زوجها،  في وجود مهرج يقوم باللعب بالبيانولا، ولكنها تكتشف مع مرور الوقت بأن انتظارها عبارة عن عبث؛ وذلك بسبب أن الرسائل التي تصل لها من هذا المهرج وليس زوجها. 
من خلال مشاهدة العرض فإن المخرج اتبع المدرسة العبثية، فكل ما حدث غير منطقي، ومن الواضح بأن المخرج من خلال كتابته لهذا العمل كان متأثرًا بمسرحية (انتظار جودو) وذلك من خلال حبكة المسرحية القائمة على الانتظار.  

حصة النبهان وعلي الحسيني


كيف صور المخرج الانتظار؟

من الأمور التي لفتت انتباهي في هذا العرض تجسيد المخرج للوقت والزمن في عدة أشكال من خلال العرض وعلى سبيل المثال: صوت القطار الذي كانت تنتظره الزوجة وأيضًا عندما عندما قام العاشق (فيصل العميري)  في منتصف المسرح بالركض وهو في مكانه وكانت شخصية الزوج أمامه يحاكيه. 
كأن المخرج يقول بأن الحياة تسير بسرعة رغم الانتظار، وهنا صور لنا المخرج أن الانتظار عبارة عن عبث. 

حصة النبهان

الحياة لعبة!

لم يضف المخرج شخصية المهرج باعتبارها تكملة للعدد، إنما كان يريد إيصال عدة رسائل من خلالها ،  فالمهرج هو خيال كل إنسان عندما يريد الخروج من مرارة الحياة؛ وذلك من خلال النكات التي كان يرددها طوال العرض لشخصية العاشق. 
وأما الفتاة فحين علمت بأن عاشقها  هو من قام بقتل زوجها؛ وذلك من خلال رسالة وصلت له ظنًا منها تحرضه على قتل الزوج، هنا أخذت معطفه الذي كان في الداخل باللون الأحمر ولعبت معه لعبة الثيران، مما أثار العاشق مثل الثور، ولم يصنع المخرج هذا المشهد عبثًا إنما كان يريد أن يوصل لنا رسالة تعني  بأن الحياة عبارة عن لعبة . 

فيصل العميري


وقد أكد المخرج ذلك من خلال المشهد الأخير، عندما عرفت الفتاة بأن المهرج هو من قام بكتابة الرسائل التي تصل لها والرسالة التي وصلت للعاشق والتي بسببها قتل الزوج، فقامت بخنقه من خلال الساعة التي كانت بيده، وسُلطت الإضاءة على لعبة البيانولا التي كانت فوقها دمية  تدور مع الموسيقى، مما يؤكد  على فكرة بأن الحياة عبارة عن لعبة والانتظار ليس إلا عبثًا. 

أحمد العوضي وحصة النبهان

يستحق المشاهدة

قدم لنا المخرج  عرضًا جميلًا بطابع عبثي من خلال المسرح الذي يسيطر عليه اللون  الأسود، وعلى الرغم من أن إيقاع المسرحية كان بطيئًا إلا أن هذه المدرسة الإخراجية التي انتهجها لتقديم هذا العرض تتطلب ذلك،  وهذا ما جعله  عرضًا يستحق المتابعة خاصة مع كثرة الدلالات والرموز . 

فريق عمل” بيانولا”

تأليف وإخراج: محمد الرباح
تمثيل: فيصل العميري – حصة النبهان – أحمد العوضي
مصمم تقنيات: حسن الحسن
تأليف موسيقي: عبدالعزيز الديكان
مصمم الإضاءة: عبدالله النصار
مصمم الديكور (السينوغرافيا): حسن الملا
الإكسسوار: عيده العيدي
متابعة وتنسيق: سعد الفلاح
مصممة أزياء: إيمان السيف
مساعد مخرج: هنى القلاف
مخرج منفذ: سليمان المرزوق.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى