محمد القلاف : مسرحية “سيناريو وحوار “.. صراع الواقع والذكريات.
محمد القلاف ★
في عرض (سيناريو وحوار) الذي قدم ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي ، توجد وجهتين: الأولى وهي كتابة الرواية وتشكيل المرأة في عقله؛ لذا يتحكم فيها من هنا وهناك وفق كتاباته، ولكن الوجهة الأخرى وهي الأعمق من حيث الخطورة أنه فقد زوجته وحبيبته وبدأ يكتب عنها الذكريات، من ناحية تقديم القهوة لها والحفلة الراقصة والحياة السعيدة وفق أفكاره وذهنه ومخيلته فما عاد يميز ما بين الواقع الذي عايشه أثناء حياتها وأفكاره التي أرادها قبل فقد العزيزة.
شفرة الصراع:
من هنا كان يصارع المرض الذي يوهم نفسه فيه بعد تكرار زوجته (الميثولوجيا) عليه لذا حاول يكتب ويكتب وما زال يكتب وهو في حيرة من أمره، فهو متردد ما بين أن يكتب عنها بعد وفاتها أم، كما عايشها ، أم أنه يكتب عنها بأفكاره التي ارادها كما يريد هو وهذا الألم وفشل الكتابة كان بسبب نسيانه أو مرضه الذي جعله ينسى وتناسى زوجته وحبها له، وهذا ما ناقشه الكاتب ماكس رينيه في مسرحية داء النسيان، وكذلك الفيلم the father المقتبس من مسرحية فرنسية le pere عن الزهايمر.
توظيف الديكور:
عبر الديكور عن حياته أو مكتبه الذي يكتب فيه حكاياته وحواراته وسيناريوهاته، وجود المرايات دلالة لوحات سطرتها حياته وتقوم بمخاطبة النفس اي نفسه، هو يرى نفسه ويهرب منها إلى أن وصل إلى اللوحة التي جعلت واقعه حقيقي وصدمة لمشاعره وأوهامه.
أداء متقن:
أما عن أداء الممثلين ،فقد كان مبهرًا ، حيث شاهدنا سماح عزيزية (حوار) تتميزت في الثنائيات في المسرحيات أما يوسف البغلي (سيناريو) ، فكان يجيد الدور المناط له خاصةً عندما يجسد الحالات النفسية والاجتماعية للشخصية.
تفاصيل العرض:
تأليف وإخراج: فيصل العبيد.
إشراف إداري: عبد الله البصيري.
تمثيل: سماح عزيزية، ويوسف البغلي.
سينوغرافيا: فهد المذن.
تأليف موسيقي: وليد سراب.
تصميم جرافيك: حسين الحسن.
★ناقد-الكويت.