مسرح

علاء الجابر: في “يوم عاصم جداً” هل يمكن إرجاع عجلة الزمن؟!

علاء الجابر ★

ماذا سيحدث لو عاد والداك من الموت!؟ ليصطدموا بالحياة الخالية من المشاعر، والمليئة بالزيف، وانعدام المروءة، والغارقة بالفن الهابط، والعلاقات الإنسانية الهشة، واستبدال كل الحميمية والدفء الذي كان يغلف الحياة، بموبايل أصبح هو البديل عن الأهل والأصحاب والأحبة.

تلك هي الفكرة التي تنطلق منها مسرحية (يوم عاصم جداً)، عبر مقارنة معجونة بالكوميديا، تدفع المتلقي إلى التفكير فيما آل إليه الوضع الحالي، من تشتت وتمزق، حتى على مستوى العائلة الصغيرة.
ساعتان وأكثر جال فيها مجموعة من الممثلين، أغلبهم من الشباب، ليقدموا لنا تلك المقارنة ما بين هذين العالمين المتنافرين، حيث الشجن والحنين إلى الماضي، اللذين يتحسر عليهما الكبار، والتحول المادي واللا إنساني، الذي يمارسه بشكل يومي هذا الجيل.

كل ذلك وسط مجهود فني كبير لا تُخطئه العين، وسرعة في الأداء، وتغيرات كبيرة، على مستوى الديكور، والأزياء، والتمثيل، والغناء، والرقص.
بفضل تميز معظم العناصر الفنية في هذا العرض، لم يكن بحاجة للإغراق في التفاصيل التي ساهمت أحيانا في تشتيت المتلقي، مما ساهم في هبوط الإيقاع في بعض المناطق أحياناً،الأمر الذي كان بالإمكان تجاوزه في حال اختصار زمن العرض.
كما لم يحتج العمل إلى الوعظ المباشر، الذي ختم به الجد الحكاية، عبر تقديم النصح للجيل الحالي، وهو ما عبّر عنه العرض منذ بدايته دون الحاجة للخطاب الأخير.

عدسة خالد مهيب

أضف إلى ذلك، أن تبيان الفن الهابط، لا يبرر منحه كل تلك  المساحة في العرض، والاستعراض المبهر، حتى لا يقع العمل في إشكالية التأثير العكسي، ويصبح  بمثابة ترويج للفن الهابط، بدلاً عن نبذه، كما هو الهدف من العرض.
لكن، رغم تلك الملاحظات البسيطة، إلا أن العمل كان ماتعاً، حقق منافسة جميلة في الأداء، خاصة فيما يتعلق بأداء شخصيات “العائلة”؛ الجد والجدة والحفيدة العجوز والشابة والشاب، وبعض الشخصيات الأخرى، التي ساهمت في تأكيد الحدث، مثل الجارة الحشرية، والشاب العاشق، والبواب، حيث قدموا للمتلقي أداءً جعل من عرض (يوم عاصم جداً)، فرجة مسرحية تستحق المشاهدة.


فريق عمل (يوم عاصم جداً).
فكرة وإخراج: عمرو حسان
كتابة وأشعار: أيمن النمر
مخرج منفذ: نور سمير
تمثيل : مصطفي منصور، في دور: وائل
هايدي رفعت، في دور: رشا
مجدي البحيري،  في دور:  عاصم السريؤسي 
شريهان الشاذلي، في دور: إسعاد هانم الدرديري
آية خلف، في دور: الجارة اعتماد
مازن المونتي، في دور: حشمت
بالاشتراك مع: سلوى عزب، ياسر الرفاعي، مصطفى بهنسي،  أحمد هيثم،  مريم عبد المطلب، ياسين محمد. 
موسيقى وألحان :حازم الكفراوي
توزيع موسيقي: محمد الكاشف
ديكور: محمد فتحي
أزياء: مها عبد الرحمن
إضاءة: عز حلمي
تصميم استعراضات: حسن شحاتة
ماكيير: أمل حسام، قمر مصطفى
سوشيال ميديا: محمد فاضل
فوتوغرافيا: خالد مهيب


رئيس التحرير

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى