محمد القلاف:لماذا لايوجد متاحف للمسرح في الكويت
محمد القلاف*
الآثار نوع من أنواع الثقافة في المجتمعات، وأصبح لها دور مهم في البلدان الغربية والشرقية، ومنها الدول العربية، للسياح والمتخصصين والمهتمين في هذا المجال، لذا نشاهد اهتماماً كبيراً عن الغرب، في بناء المتاحف لكل شيء، وفي عدة مجالات، وكذلك المسرح الذي لم يكن له حضور، في المتاحف التي تمثله، أو خطر في بال أحد، القيام بعمل بمتحف خاص عن المسرح وآثاره.
وبما أن الكويت، تعتبر الأولى في الخليج بالمسرح، وكانت البدايات للمسرح المدرسي الذي انطلق عام 1924 من خلال المحاورة الإصلاحية ثم من المدرسة العريقة (المباركية)، سنة (1938) ، بمسرحيتين الأولى : إسلام عمر ، والثانية : فتح مصر، وبذلك تعتبر الكويت من الرواد العرب، بعد سوريا، ولبنان، ومصر، والعراق، ودول أخرى ، فقد قدمت العديد من المسرحيات، ونافست في المهرجانات، وحصدت العديد من الجوائز، وأصبح لها مكانة مرموقة، في الأوساط العربية.
من هنا يمكن القول : إن المسرح الكويتي، أصبح له تاريخ يذكر، ومسرحيات، وممثلون خُلِّدَت أسماؤهم في المجال المسرحي ، لذلك نتساءل ألا يستحق المسرح بشكل عام، والمسرحيون بشكل خاص، أن يخصص لهم متحف، أو متاحف، شبيهة بدار الآثار الإسلامية على سبيل المثال ، أو مثل المتاحف المسرحية الموجودة في الغرب، وتكون فيها صور العروض المسرحية، ومجسمات عن مشاهد مسرحية، والأزياء، والإكسسوارات، ومخطوطات لنصوص مسرحية، منذ بداية المسرح، وبعض السينوغرافيا، تكون جاذبة للحضور ومشوقة، وبعض الشاشات، التي تعرض لقطات عن المسرحيات والممثلين، وتوفير مراكز بيع مستلزمات المسرح، بالتنسيق مع الفرق المسرحية، لما لديها من آثار، وأرشيف مميز، والعروض المسرحية، بالاتفاق مع وزارة الاعلام، بتوفير نسخ للبيع، وتقام في ذلك المتحف، ندوات، ومؤتمرات عن الآثار المسرحية، وإقامة تبادل ثقافي بين الكويت، وبقية الدول مثل اليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، ومصر، وغيرها، عن المسرح، من مخطوطات، وغيرها.
ففي الغرب، نجد هناك متاحف جميلة، وراقية للمسرح، مثل: مركز غروتوفسكي للدراسات في فروكلاف، ومتحف جيزي باجور، ومتحف الممثلين في روسيا، ومنزل جان فيلار، والمركز الوطني للمسرح ساسد، ومتحف الفنون الآسيوية، ومتحف المسرح في لندن، وألمانيا، وإيطاليا، والنمسا، وغيرها.
من هنا، أعتقد أنه من الجيد، التفكير في هذا الأمر، ونكون سباقين لهذا النوع الجميل، والمميز الذي يدعم دخل البلد سياحياً، ويشجع زوار الكويت، للحضور لهذه الأماكن، باعتبارها مَعلماً من معالم الدولة.
*ناقد – الكويت