إذاعة وتليفزيونرأيمشاركات شبابية

إيمان توفيق: سفاح الجيزة يثير الجدل.. فماذا بعد؟

إيمان توفيق*

اِنتشرت في السنوات القليلة الماضية، المسلسلات خارج الموسم الرمضاني، سواء مسلسلات ذات حلقات قليلة، أو مسلسلات طويلة كالمعتاد, وخاصة بعد دخول منصات المشاهدة بقوة في مجال إنتاج الدراما، مما أدى لزيادة عدد المسلسلات خارج الموسم المعتاد, وهذا ما أعطاها مساحة أكبر للانتشار، والنجاح الجماهيري.
عُرضت منذ أسابيع قليلة، أولى حلقات مسلسل “سفاح الجيزة” المكون من ثماني حلقات، حيث تم عرض ست حلقات إلى الآن على منصة شاهد, المميز والذي أثار الجدل بشكل واسع منذ عرضه، أن أحداث المسلسل مأخوذة عن أحداث حقيقية في فترة زمنية قريبة جداً، ومازالت تُنظر في الساحة القضائية الى الآن.
ومن المتعارف عليه أن من أصعب أنواع الدراما، تلك المقتبسة عن أحداث حقيقية، فالنهاية والأحداث معروفة للجمهور, وصعوبتها تكمن في كيفية تقديمها بشكل يجعل المشاهد في حالة ترقب لكل مشهد وكل حدث, فعلى صُنَّاعه أن يقدِّموا العمل قريباً بنسبة كبيرة جداً إلى الحقيقة، مع إضافة لمسات درامية في آن واحد.
المسلسل من إخراج هادي الباجوري, وبطولة أحمد فهمي, وركين سعد, وباسم السمرة, وصلاح عبدالله، وحنان يوسف، وداليا شوقي، وآخرون.
يروي المسلسل قصة سفاح يقتل زوجته في البداية، ويذهب لقسم الشرطة، ليقوم بعمل محضر عن اختفائها, وسرعان ما تُكشف طبيعته كشخص يقتل كل من يقف في طريقه, صديقًا كان أم حبيبة.


يُطِلُّ علينا أحمد فهمي في هذا المسلسل، بدور مختلف كلياً عما يقدمه عادةً كممثل كوميدي, أداؤه القوي الهادئ، مع شعبيته الواسعة جعلا منه سفاحاً محبوباً, خاصةً بعد أن شهدت الحلقات التي عرضت مؤخراً بعضاً من الأسباب، التي جعلت منه سفاحاً لا يُبقي على أحد, فجابر الطفل رأى والدته، وهي تقتل أباه بدون شفقة, فظل هذا المشهد في ذاكرته، كبر معه وبداخله، ليصبح جابر الذي قتل زوجته ,وصديقه وعمته، ويوسف الذي قتل عشيقته، ومحيي الذي قتل صديقة له، وأسر أخت زوجته، وجعل منها ملاذاً لينفك إليه، ويروي كل جريمة يقوم بها، ولا يدري أنها قنبلة موقوتة تقرب نهايته.
بالإضافة لمفاجأة أحمد فهمي، يأتي باسم السمرة في دور ضابط مباحث وأب يقوم برعاية ابنه بعد وفاة والدته، فيظهر باسم بشكل جديد عن سابقه, جامعاً بين الأب الذي يجد صعوبة في تفهم ابنه المراهق، وبين الضابط الذي يسعى لحل قضية معقدة ومتشعبة، ونرى انعكاس وظيفته على علاقته بابنه، التي تزداد تعقيداً.
كما أن المسلسل به عدد من الفنانات الشابات، الذي يعتبر المسلسل انطلاقة مختلفة لهن بقيامهن بأدوار مؤثرة في الأحداث، وتأديتها بشكل لافت للنظر, على رأس هؤلاء الممثلات، ركين سعد التي يظهر في تمثيلها المجهود الذي تبذله لتطوير نفسها فنياً, كما أدت ايضاً داليا شوقي أداء لافتاً للنظر، حتى وإن كان به بعض المبالغة في أسلوب الكلام، لكن يعتبر أداء جيدأً، وفيه تطور ملحوظ.
أحداث “سفاح الجيزة” في البداية كانت على وتيرة هادئة، مما يصيب المشاهد بالملل بعض الشيء, فخلال أربع حلقات لم يظهر لنا الدوافع لقتل كل شخصية بشكل كافٍ, كما لم يظهر من شخصية جابر أي خلفية نفسية، سوى الصدمة التي تعرض لها من والدته, والتي ظلت طوال الحلقات الأولى تلومه على سجنها، وأنه السبب، ولم ينل هذا الخط أهمية إلى الآن، رغم أنه خط قد يُظهر لنا الكثير من شخصية جابر الدفينة , ومع هذا البطء في الأحداث، نجدها بشكل ما تتوالى بسرعة في الحلقتين الخامسة والسادسة، لتكشف العديد من التفاصيل، لتؤهلنا لنهاية جابر, يوسف, محيي وحسن.
ولكن حين ننظر إلى العمل الدرامي نظرة عامة، فنحن لا نهتم فقط بالتمثيل أو الأحداث، بل يقع جزء كبير من الاهتمام نحو الديكور, والمكياج, والموسيقى وغيرها من العناصر، التي ساهمت بشكل أساسي، ومؤثر في نجاح المسلسل.


ولا ننسى الإشادة باختيار الأغاني في العمل، التي أصبحت علامة مميزة له, حتى ولو كانت أغنية مستقلة ليست مصنوعة له كموال بدرية السيد “العدل فوق الجميع”، الذي أصبح مرتبطاً بسفاح الجيزة على منصات التواصل الاجتماعي , بالإضافة لأغنية التتر “صاحي بعتمة” من غناء سمر طارق, والتي تصدرت السوشيال ميديا منذ عرض الحلقة الأولى من المسلسل، ولاقت استحسان الجمهور, وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدرأغنية بصوت سمر طارق، وسائل التواصل الاجتماعي، فقد انتشرت لها أغنية تتر مسلسل “الهرشة السابعة” في رمضان السابق.
كما نجح بجدارة الميكب أرتيست عمرو عبدالله في تجهيز الشخصيات لمشاهد القتل, ناشراً كواليس هذه المشاهد، لنجد أنه ليس بالعمل السهل أبداً، لكنه تَمَكَّن منه جيداً.
للديكور والاضاءة أيضاً، دور كبير في إظهار الحالة النفسية المسيطرة على الشخصيات في المسلسل, فالإضاءة القاتمة التي تغلب على المشاهد، تعطي ايحاء دائماً بالتوتر والغموض مما هو قادم, كما تعكس الغموض والشر بداخل بطل الاحداث.
ونحن نكتب تلك السطور، بقيت حلقتان على نهاية العمل الأكثر إثارة للجدل في الأسابيع السابقة، حيث يترقب الجمهور نهاية مليئة بالأحداث، تمحي كم الغموض والإثارة في نفوسهم من الحلقات السابقة، ونأمل أن النهاية لا تخيب التوقعات, فالعمل يقدِّم لنا مجموعة من المفاجآت، سواء من خلال الأحداث، أو من خلال تقديم فنانين لنا، بشكل مختلف كلياً عما عهدناه منهم سابقاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبة – مصر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى