مسرحمشاركات شبابية

خلود عماد: عجيب وعجيبة.. كيف تكسب المال بالاحتيال؟!

خلود عماد★

في إطار كوميدي غنائي استعراضي، قدَّم المخرج “محمد الصغير” عرضه المسرحي (عجيب وعجيبة) على خشبة مسرح السلام، والذي شارك فيه أيضاً كممثل، بدور الراوي، أو “الحكواتي”، نظراً لما يقدمه العرض من عادات، وتقاليد شعبية كخيال الظل، والأراجوز، وفقرة السامر.

وبالرغم من انتماء العرض لفرقة المسرح الحديث، إلا أنه قدَّم جميع التقاليد الشعبية، والقديمة التي بدأت تتلاشي تقريباً في مسرحنا الحديث.

يبدأ العرض بالحكواتي، الذي يخبر الجمهور بأنه سيقدم لهم حكاية شعبية، بها جزء من الحيلة والدهاء، ويبدأ في جذب انتباه الجمهور، وتشويقهم بمساعدة الأراجوز، الذي كان بجواره، وفرقة الموسيقى الشعبية، التي كانت تعزف على آلات شعبية، مثل الدُف، والمزمار، وتُغني بعض الأغنيات من الفلكلور المتماشية مع أحداث المسرحية.

يقدم الحكواتي الممثلين للجمهور، ومن ثم يبدأ الممثلين في تمثيل حكاية (عجيب وعجيبة) وهما زوجان، قرَّرا اتباع الحيلة والنصب، لكسب المال، وهذا ما نراه من خلال 4 حكايات “الحمار والدنانير”، “الكلب العجيب”، “السكينة والمزمار”، “الجنية وصاحب الديار”.

اختيار الحكواتي في العرض، يبرز ويؤكد ما يشير إليه المخرج في عرضه، في الرجوع إلى الموروث، أو العادات، والتقاليد القديمة، ليصنع منها عرضاً مسرحياً متكامل العناصر، يتعرف فيه المتفرج على تراثنا، وعاداتنا القديمة، والحكاية الشعبية.

 قدَّم المؤلف “سعيد حجاج” الحكاية الشعبية، بشكل متقن، وصوَّر فيها، قصة الزوجين المحتالين بشكل جيد، وأظهر لغة حوار مترابطة بين جميع الممثلين، وصنع بناء درامياً جيداً من بدايته وحتى نهايته، وبالِانتقال إلى الممثلين، فبالرغم من عدم وجود سياسة النجم اللامع، إلا أن المخرج اختار ممثليه بحرفية، فبطل العرض الفنان “سيد الرومي” قدَّم شخصيته بخفه ومهارة، واستطاع أن يقوم بدور المحتال الذكي، الذي يضحك على فريسته بشكل كوميدي، مستخدماً بعض الرقصات والأغاني، التي تدخل ضمن الحدث الدرامي، وهذا ما جعل الجمهور المتفرج متفاعلاً معه، وكذلك الفنانة “دعاء رمضان” التي كانت شريكة عجيب في جميع عمليات الِاحتيال، والتي أيضاً قدمت الشخصية بإتقان، فاستطاعت لفت الِانتباه من خلال حركاتها على المسرح، وكذلك الفنان “إيهاب بكير” الذي قدَّم الكوميديا، وهذا عكس ما تعوَّد عليه الجمهور، وكذلك شارك في التمثيل وليد أبو ستيت، ورضا طلبة، ومجموعة من فناني المسرح الحديث، كما أن الأزياء التي صممتها “سماح نبيل” لعبت دوراً مهماً في وصف كل شخصية من شخصيات الممثلين، وساعدت في تقديم فكرة الفلكلور من خلال شكلها، والألوان الكثيرة المبهجة المستخدمة بها، فكانت الأزياء عنصراً يُكمل الصورة، التي عُرضت على المسرح

ينطبق ذلك أيضاً على الديكور، وهو من تصميم “سارة شكري” وتم تنفيذه بطريقة ذكية سهلة الحركة، في إطار شعبي حديث، جمعت بين مشاهد السوق، وبيت عجيب وعجيبة، وبيت الملك، والبحيرة، وكان مصاحباً لبعض من هذه المشاهد، شاشة يُعرض عليها خيال الظل، لبعض من الأحداث التي تروى، ونأتي للعنصر الأهم من وجهة نظري، وهو الموسيقى بقيادة “محمود وحيد” فقد كانت عنصراً حياً ومهماً جداً في العرض، حيث لعبت دورالمؤثرات الموسيقية، والتي برزت في خلفية المشهد، وحين دخول وخروج بعض من الممثلين، كما أن الغناء كان عنصراً مهماً مصاحباً للفنون القديمة، وهذا ما تم تقديمه في العرض، فالفرقة الموسيقية، أدَّت بعض الأغنيات، بشكل وإسلوب تمثيلي جيد، جعل الجمهور يتفاعل معها.

العرض قدَّم تيمة شعبية في إطار حديث، فقد أعاد تقديم معظم الفنون القديمة، التي عرفناها مع بدايات المسرح بطريقة حديثة مواكبة لما نعيشه الآن، ولأن العرض يستهدف الكبار والأطفال، فقد نجح في تقديم رسالة تذكرنا بتراثنا، ورسالة أخرى للأطفال، كي يتعرفوا على تراثهم الغني.

عجيب وعجيبة

تأليف:سعيد حجاج، إخراج: محمد الصغير
تمثيل: سيد الرومي، دودا اليوسف، ايهاب بكير، وليد ابو ستيت، رضا طلبة، محمد الصغير ومجموعة من فناني فرقة المسرح الحديث، ديكور سارة شكري، أزياء سماح نبيل، إضاءة أبو بكر الشريف، أشعار محمد علي هاشم، موسيقي وألحان محمود وحيد، استعراضات أحمد سمير، أراجوز إسلام أحمد، دعاية وسوشيال ميديا محمد فاضل القباني، تصوير البوستر عادل صبري، هيئة الإخراج محمود جليلة، دعاء حسين، مدحت موسي، خيال ظل ومخرج منفذ نور سمير.

صور المقال بعدسة: مدحت صبري

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبــة ــ مصــر 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى