سينمامشاركات شبابية

محسن النجدي: ماريو.. حين يتحول الفشل إلى مصدر قوة

محسن النجدي★

من منا لا يعرف ماريو؟! الشخصية الخارقة، التي حققت انتشاراً واسعاً في ألعاب الفيديو، عُرفت شخصية ماريو بمغامراتها المرحة، حتى تحولت من مجرد لعبة، إلى شخصية درامية بطولية في هذا الفيلم.

تدور أحداث الفيلم حول الصراع القائم بين الخير والشر، وذلك من خلال “الأميرة “التي تسعى لحماية مدينتها من “باوزر”، الذي يسعى للزواج من الأميرة، والسيطرة على مدينتها، ولكن وجود ماريو أفشل خطط باوزر، الأمر الذي أدى لانقلاب الأمور، ويستطيع ماريو الخلاص من شر باوزر، والقضاء عليه.

تبدأ الأحداث بمحاولات لويجي وماريو إثبات ذاتهما، عن طريق البحث عن عمل، رغم وجود عدة عقبات واجهتهما، كإخوة، ومنها: الصورة التي رسمها والداهما عنهما، حيث كان الوالدان يؤمنان، بأن لويجي وماريو فاشلان، ولكنهما لم يتأثرا، وحاولا تحقيق هدفهما، والسبب يعود لإيمانهما بمعنى الأخوة، حيث إن اتحادهما، هو أهم مصدر للقوة والنجاح الحقيقي.

وكان أول اتصال بمثابة اختبار لهما لإثبات قدراتهما، لكنهما لم يحققا شيئاً، ولم يستسلم ماريو، واتته الفرصة عندما غرقت المدينة، وكانت هناك محاولة أخرى للمساعدة، ولكن حدث أمرٌ لم يتوقعه الاخَوَان، وهو الِافتراق، فدخل كلٌ منهما عالماً مختلفاً عن الآخر، ومن هنا تبدأ الرحلة.

 لم يجد ماريو نفسه إلا في عالم الأميرة، في المقابل كان لويجي في عالم باوزر، الصراع القائم ما بين الأميرة، وباوزر كان ضحيته لويجي، بحيث استغل باوزر وجود أخ ماريو بمحيط عالمه، حتى إن كانت هناك محاولات للقضاء عليه، لكي يتزوج الأميرة.

 بالمقابل لم يستسلم ماريو، وكان يسعى لإنقاذ أخيه، وفي نفس الوقت، كان جندياً من جنود الأميرة، لاسيما وأن ماريو استطاع أن يستمد قوته بفضل الأميرة، والقوة التي استمدها هي عبارة عن مجرد “فطر”، وكذلك أيضاً كانت هناك بعض الوسائل، التي تجعله شخصية خارقة للطبيعة، لمجرد طرقه على الحجر، لتتحول الشخصية إلى قوة خارقة، وهذه هي الحيل التي نوهت عنها الأميرة، وسلطت الضوء عليها، لكي يأخذ حذره من شر باوزر.

بعد أن تمت المواجهة بين الخصمين، وتأكيد مبدأ (الكثرة تغلب الشجاعة)، حيث إن اتحاد فريق الأميرة بشكل كامل، شكَّلَ لنا عنصراً مهماً، وهو عنصر القوة، وبذلك تم إنقاذ لويجي، وشكَّلَ الاخوان قوة أكبر برمزية الروح الواحدة، حتى ينتصرا على باوزر، ولم يستسلم ماريو حتى النهاية.

وحين عودة ماريو وأخيه إلى عالمهم الواقعي، يقرران أن يتم تخليص المدينة من شر باوزر والقضاء عليه، لكي يتحرر العالم من الشر، وبالفعل يتحقق لهما ذلك.

ومن جانب آخر سوف نتطرق إلى حكاية شخصية ماريو، التي نجد هناك توافقاً كبيراً ما بين العالم الِافتراضي الذي حاكى واقع ماريو من خلال لعبة الفيديو، التي عُرفت تلك الشخصية منها، وعشنا مغامراتها وشغفها، ما بين العالم الذي دارت من خلاله الأحداث، وكأن هناك تعايشاً واندماجاً حقيقياً، ما بين اللعبة وأحداث الفيلم ذاته، عن طريق ذلك المزيج.

بالإضافة الى أن الخطاب الموجه، الذي اعتمد من خلال العرض، حيث إن العرض ليس لفئة عمرية محددة، رغم أن الفيلم، هو فيلم كرتون “أنميشن”، قد يكون أقرب للطفل للتوجيه، ولكن العمل ككل بذاته، موجه لجميع الأعمار، والسبب يعود إلى اللغة المستخدمة وهي اللغة الإنسانية، وكتدليل على هذا الأمر

 فقد نجد أهم المفاهيم والقيم من جهة الكتابة، والتي تحقق معنى المتعة والفائدة، تم تناولها وطرحها ما بين الخير والشر، كانت تبين وتوضح خلاص النفس الإنسانية من الشرور، عن طريق التمسك بالأهداف والسعي والمثابرة، وعدم الاستسلام حتى الوصول إلى حلقة النهاية، وتحقيق الهدف والغاية المطلوبة، وهكذا عكس ماريو تحقيق هدفه، حتى وإن كانت الوسيلة هي استخدام (طور القوة) لتحقيق غايته، بانتصار الخير على الشر.

وأخيراً، فقد كانت المؤثرات البصرية، العنصر الأبرز كصورة، بالنسبة للمتلقي تحديداً، عندما يكون المتلقي” طفلاً “، بحيث نجد العالم الِافتراضي المعتمد، كان ممزوجاً بروح الأمل والسعادة، وكأن ذلك العالم مليء بالتطور والتقدم، فنجد التماس الطفل روح التشويق والِانبهار، لمجرد تواجد التفاعل الحركي من الشخصية البطولية، إلى المتلقي نفسه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى