مشاركات شبابية

بدر الأستاد: هبة مشاري حمادة لا تمثلني!

بدر الأستاد

اِشتعلت مواقع التواصل الِاجتماعي في الفترة الأخيرة، بسبب مسلسل (دفعة لندن) لهبة مشاري حمادة، وعلى الرغم من أنني لا أحب متابعة أعمال هذه الكاتبة منذ سنوات طويلة، لعدة أسباب أولها ركاكة الأسلوب، ونوايا الكاتبة، التي لا تقدم أفكاراً مميزة أو ممتعة، وتصر على تقديم أفكار تثير الجدل، حتى لو كان ذلك الجدل بصورة سلبية، إلا أنني استمررت في مشاهدة (من شارع الهرم) حتى أستطيع الكتابة عنه، فصدمني بضعفه الفني.

قبل البدء بكتابة أي نص لابد أن يسأل الكاتب نفسه: ماذا سأكتب…؟ وكيف سأكتب…؟ ولماذا سأكتب…؟ وأكاد أجزم بأن الكاتبة لم تطرح هذه الأسئلة بتاتاً حين كتبت مسلسل (دفعة لندن)، الذي شاهدت منه عدة مشاهد فقط، أحد هذه المشاهد يجمع كل من محمد صفر والدوسري، ومجموعة من الفنانين، وهو يشرح له كيفية تعاطي نوع من أنواع المخدرات، ليشعر بها…!! ما الهدف من وراء هذا المشهد…؟؟ لا يوجد مبرر درامي واحد يفسر هذا المشهد، ويحدد الهدف منه، وماذا لو حذفنا هذا الحوار، الذي يعلم الشباب بصورة واضحة كيفية التعاطي، هل سيؤثر ذلك على العمل…؟ وهل سيؤثر على المشهد؟

ألا تعرف هبة مشاري حمادة كيف يتأثر المراهق بالإعلام …؟ خاصة وأن المخدرات انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، فتأتي هي بكل بساطة لتشرح طريقه التعاطي!؟ ألا تعلم بأنها قد تؤثر على الشباب بصورة عامة، والمدمنين المتعافين بصورة خاصة!؟

مسلسل من شارع الهرم

ولا أريد أن أتحدث عن المشهد، الذي أثار الكثير من الفتن بين الشعبين العراقي والكويتي، بسبب العاملة المنزلية، لكني أتساءل: هل قرأت الكاتبة التاريخ قبل كتابة النص…؟ وبما أن الكثير من الكويتيين الذين كانوا يزورون، أو يدرسون في لندن تلك الفترة، قد ردوا على هذا المشهد بالأدلة والبراهين فلن أتناوله، ولكني أتساءل ما هي نوايا الكاتبة الحقيقية من وراء كتابة هذه المشاهد؟! هل هي سعيدة بالفتنة، التي حصلت بين الشعب العراقي والكويتي بعد أن تحسنت العلاقات؟ هل ستكون سعيدة بالتأثر، الذي سيحدث لأي مراهق من وراء مشهد المخدرات!؟ السؤال الأهم هل تبذل الكاتبة أي جهد في الكتابة!؟ هل تفكر؟ هل تبحث؟ أم أنها تكتب ما يخطر في بالها مباشرة دون دراسة، كما فعلت في مشهد الأميرة ديانا، التي لجأت إلى شقة الطلبة الخليجيين، وهو المشهد الذي أضحك الجمهور على العمل، وأصبح مصدراً للاستهزاء بالمسلسل.

إن الكاتب بأعماله الفنية، يستطيع أن يغير قوانين العالم، ويغير سلوكيات البشر، مثل ما حصل في الاعمال الدرامية العالمية كمسرحية بيت دمية مثلاً، لكنه تغيير للأفضل، أما مسلسلات هبة مشاري حمادة لا تحدث إلا التغيير السيء، حين تهدم العلاقات بين الشعوب، كما حدث العام الماضي بين الشعبين المصري والكويتي، وهذا العام بين الشعبين العراقي والكويتي، بل إن أعمالها تسيء للأخلاق والقيم أيضاً، باستخدام كلمات غير لائقة، ومشاهد جريئة، لا تناسب الشهر الفضيل.

بعد أن قاطعت مسلسلاتها لسنوات، وحين شاهدت مسلسل (من شارع الهرم) الذي استفزت به الشعب المصري، عرفت أن أعمال هبة مشاري حمادة لم تتغير، ولم تتطور أفكارها، وها هي الآن تكرر ذلك في (دفعة لندن) فهي دائماً لا تطرح إلا الأفكار المسمومة، ولا تقدم إلا ما يتعارض والقيم التي تربينا عليها، ولذلك هبة مشاري حمادة لا تمثلني في أعمالها، ولا أعتقد أنها تمثل بلدي الكويت، والكثير من الجمهور الكويتي عبر عن وجهة نظره في هذا الأمر، ورغم أنني أؤمن بالقلم الحر، إلا أنني أرفض تماماً الأقلام الصفراء، التي لا تضيف قيمة فكرية راقية للمجتمع، والتي تكتب دون وعي، أو بحث ودراسة للموضوع، فمن المصيبة حين يكتب الكاتب عمله، ويجد مئات الآراء والتعليقات، التي تعلق على جهله بالموضوع، وتتناول ضعف معلوماته، ومع ذلك يكرر أخطاءه تلك في كل عام!

ــــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى