إذاعة وتليفزيونمشاركات شبابية

محمد القلاف: ليوان الردهان في بيت العثمان

محمد علي القلاف★

«قال انفخ يا شريم، قال ما من برطم» هذا المثل يقال عن شخص طلبوا منه ان ينفخ فقال إنه لا يمتلك (برطم) وهي (الشفايف) بمعنى أن ليس لديه قدرة على تنفيذ المهمة، أو الطلب، أو أي شيء آخر.

ورد هذا المثل في برنامج الليوان الذي يقدمه الفنان جمال الردهان، ويتناول في كل حلقة من حلقاته مثلاً كويتياً قديماً.

وكما هو معروف، فالبرامج التراثية وقع في قلب المشاهد، تسحره، وتلهمه كونها تذكره بماضي أجداده، وتراثه، وعاداته، وتقاليده، وحتى لهجته وأمثاله الشعبية، فنرى كيف تجتهد القنوات بالمحافظة على هذا الإرث الشعبي، وإبرازه في الشهر الفضيل، وهو شهر التجمعات الأسرية والأصدقاء، سواء في بيوتهم أو دواوينهم.

أطل علينا في رمضان هذا العام  برنامج مختلف، ومغاير عن البرامج التقليدية، التي تتحدث عن التراث الشعبي، ففي هذا البرنامج أتحدت التخصصات مع بعضها البعض في نقلة مميزة وفكرة احترافية، حيث استطاعت الباحثة د. دلال البارود أن تعد هذه المادة بصورة سلسة، يتقبلها الصغير والكبير، المتعلم، أو الانسان العادي، بمساهمة مدقق المادة فهد عبد الجليل المتخصص بالتراث، مما جعل النص قابلاً للتنفيذ، لكن مثل هذا العمل يحتاج إلى من يحوله من نص جامد، إلى  نص حي  من خلال تجسيده درامياً، وهذا مافعله مخرج متمرس شاب متعطش لكل جديد، هو  محمد الحملي، وممثل له خبرة من ناحية الأداء والإلقاء، هو جمال الردهان، إضافة لمجموعة من الممثلين الشباب المبدعين.

لم يكتف هذا البرنامج بذكر الأمثال الشعبية التراثية فقط، لكي لا يكون مملاً، إنما جسد تلك الأمثال بمشاهد قصيرة واقعية، لكي ترسخ في عقل المشاهد، وتبعث البهجة في عيون المتلقي من الكبار والصغار، وتكون بالإضافة لذلك مادة تعليمية للأطفال بشكل غير مباشر، يتابعها الطفل بالمشاهدة، فيتذكر كل موقف.

بقي أن نشير رغم استمتاعنا بمثل هذه النوعية من البرامج المميزة، لكننا كنا نتمنى  منهم الِاهتمام باللباس القديم، مثل (الدشداشة) بحيث لا يتم ارتداؤها من قبل الممثل دون أن تكون مكوية ومرتبة، بحجة أن الملابس في السابق، كانت تغسل بالبحر، وتكون غير مهندمة، وأيضاً في ملامح الوجه في الملاحظة الثانية، تتعلق بالممثلين الذين لم ينتبهوا إلى أن حلاقة اللحية بهذا الشكل، أو تحديدها لا ينتمي للفترة القديمة، التي يتناولها البرنامج، فالوجوه في تلك الفترة عادة ما  تكون خشنة، والتحديد يكون على بساطته، أما الديكور، والأغراض التراثية القديمة، فالمخرج له نظرة جمالية فيها، حتى الإضاءة جعلها توحي للماضي القديم.

ختاماً هذا البرنامج بصبغته التراثية الشعبية، يعيد تذكرينا بالأمثال الشعبية الكويتية، وهو موجه للفئات العمرية من الصغار والشباب ليتعرفوا على أمثالهم، لتظل حاضرة إلى يومنا هذا، ولا يتم نسيانها، وكم أعجبتني طريقة محاسبة الذات، والاعتراف بالأخطاء في نهاية البرنامج، حينما قال مقدم البرنامج جمال الردهان:

“بندرة سفينتنا ورست في مراسيها، وخلصت حلقتنا بكل ما فيها، نترككم إن شاء الله على وعد أن ننطلق معاكم في رحلة جديدة، وبحث جديد، عن كنز جديد من أمثالنا الشعبية الكويتية الجميلة، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكونوا استمتعتوا واستفدتوا من برنامجنا، وسامحونا على السهو والنسيان، إن وجدتم منا الزلة نبي منكم السموحة والغفران”.

برنامج” ليوان بيت العثمان “

كتابة وبحث: د. دلال البارود، وتدقيق: أ. فهد العبد الجليل وإخراج: أ. محمد الحملي، وفريق التمثيل: الممثل جمال الردهان، ومجموعة كبيرة من الممثلين الشباب.

ـــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد ــ الكويــت

 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى