مسرح

بدر الأستاد: ماذا يريد عرض “لو” أن يقول في مهرجان الحملي؟!

بدر الأستاد
من ضمن مهرجان “باك ستيج قروب” في دورته الثانية عرضت مسرحية( لو) للكاتبة “فجر صباح”، والمخرج “إسماعيل كمال” ضمن فئة العروض التجريبية، وكانت من تمثيل “عبدالهادي حسين، وعبدالوهاب حسين، ويعقوب حيات، وشاهين النجار، وآخرين”.

لا أعرف سبب تمسك المهرجان بالتسميات (تراجيدي وكوميدي وأخيراً تجريبي) رغم أن التسميات لا تتوافق مع العروض، في زمن لا أهمية فيه للتسميات، فهل لو شاهدنا مسرحية ضمن التصنيف التراجيدي، سنجد عرضاً يتبع القواعد القديمة، بعدد الفصول واللغة وموت البطل التراجيدي!؟ لا أعتقد!
وهذا ما شاهدناه في عرض (لو) أيضاً؛ حيث الخلط الواضح بين العبث والوجود والرمز، في سبيل طرح عدة أسئلة وجودية، وهي ذاتها الأسئلة، التي يطرحها الإنسان في داخله، ولكن كيف قدَّمها المخرج، ووظَّفها في العرض؟ 

هل كان تجريبياً ؟
في البداية، اِستخدم المخرج تقنية كسرالإيهام، لنشاهد شخصية رمزية مرتدية زياً يمزج ما بين الأسود والأبيض، وفي وسط الخشبة لوحة للرسم، وعلى اليمين سرير بلون أبيض، وعلى الجانب الأيسر سرير أسود، يبدأ العرض بقيام الشخصية بتلوين اللوحة البيضاء باللون الأسود ، وبالطبع فإن الألوان المتناقضة، كانت ترمز للخير والشر، مع رمزية (قدرية) واضحة للشخصية، التي أدَّاها الفنان “يعقوب حيات”.

العرض – بعيداً عن تصنيفه التجريبي- يَطْرَحُ تساؤلاتٍ واضحةً منذ الوهلة الأولى، بل منذ الكلمة الأولى في الحوار، ولكن الحكاية غير الواضحة ساهمت في تشتيت المتلقي؛ حيث كان النص كأنه عبارة عن مجموعة من الحِكَم والأقوال، التي تَمَّ تجميعها لتكون نصاً (أدبياً) دون أي فعل مسرحي، كما جاءت الشخصيات بلا أبعاد، حوارتها لا تدل عن كينونتها، ولا تبرر سلوكها ومشاعرها، مجرد شعارات تقولها الشخصيات فحسب؛ حيث يظل المتلقي يتساءل: لِمَ كل هذا الاستياء تجاه هذه الشخصية؟ وما مبرر مشاعر الشخصية الأخرى!؟
كما أن العرض قدَّم صورة نمطية للخير والشر، والغنى والفقر، بالإضافة إلى الموسيقى، التي كانت متواجدة طوال العرض؛ حيث أثَّرَت سلباً على المتلقي، فالعرض يُفترض أن يحمل طابعاً فلسفياً، وبالتالي ما أهمية الموسيقى هنا؟! حيث أدَّى ذلك إلى لبس واضح: هل العمل يخاطب العقل أم الوجدان؟!.


★ناقد ـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى