يوسف العصفور: هل “محمد الشريدة” امتداد لـ”ساهر” !؟


يوسف العصفور ★
في أحد اللقاءات سئل الشاعر “صالح مدوه” الملقب “بساهر”، ما إذا كان هناك امتداد له من جيل الشباب، فقال “من الممكن أن يكون “محمد الشريدة” كونه مشابهاً لي في الروح”.
منذ بداية التسعينيات لمع اسم “ساهر” في كتابة كلمات أغاني المسرحيات كونه الأشهر في هذه الحقبة، على سبيل المثال مسرحية ” لن أعيش في جلباب زوجتي ” و”اللي يدري يدري” و”الحكومة أبخص” وغيرها.
اِمتدت عطاءات “ساهر” للمسرح والدراما من منتصف الثمانينيات ولازال، لكن منذ 2011 ظهر شاعر جديد على الساحة يقدم الروح ذاتها، التي صنعها ساهر في المسرح وانتشر اسمه أكثر في الآونة الأخيرة وهو “محمد الشريدة”.
اِصحى يا نايم اِصحى لي يا نايم اِصحى
اِحلم على قدك واطلع لنا سالم اِصحى
مهما تحاول ما يفيد
الوضع واقف لا جديد
باقي على حاله أكيد
اِصحى يا نايم
هذه الكلمات من مسرحية ممنوع من الرقابة من أشعار “محمد الشريدة” والتي كانت تتحدث عن فترة ماضية ، حينها كان الوضع العام في سبات من حيث الإنجازات وغيرها.
من جانب آخر، كنت معداً في برنامج نهار العربي، وصادف أن “محمد الشريدة” ضيف في إحدى الحلقات، وتم الإشارة لما قاله الشاعر “ساهر” عنه، وكان يعلم عن هذا اللقاء، فقال بأن هو من عشاق “ساهر” وأشعاره.
زمن السماحة راح
صاروا البشر أشباح
حقد وأيادي غدر
تظلم تنام ترتاح

لو أردنا المقارنة فإن هذه الكلمات من الأغنية الأشهر لمسرحية “قصر الرعب” من تأليف و إخراج الفنان “عبد العزيز المسلم” وبالمناسبة ذكر الفنان “عبد العزيز المسلم” في أحد اللقاءات أنه حاول صياغة هذه الأغنية، لكنه تأكَّد بعدها بأنه يعرف كيف يصيغ نصاً مسرحياً، لكن لا يمكنه كتابة أغنية، فاستعان “بساهر”، ووصف له فكرة المسرحية فكانت هذه الكلمات.
بعيداً عن المسرح ذكر الفنان القدير “عبد الله الرويشد” بأن أغنية (مع مغيب الشمس) ركب “ساهر” الكلمات على اللحن حيث سمع اللحن وصاغ الكلمات عليها، وكانت من ألحان الموسيقار “طارق عاكف” ؛ حيث إن “طارق عاكف” كان من المفترض أن يُقدِّم اللحن كمقطوعة موسيقية، وكان المفترض أن تُذاع بعنوان (الغروب ) لكن الشاعر “ساهر” صاغ الكلمات دون أن يعلم عن اسم المقطوعة.
فكان مطلعها :
مع مغيب الشمس وبجو هادي .. بتدينا بهمس ونتهيا بهمس وافترقت الأيادي … بقي خوفي يهز الروح وجروحي تجر جروح بقي خوفي يهز الروح وجروحي تجر جروح ينادي لا لاتروح .
أما مسرحية “عيال ابليس”
والتي تضمنت هذه الكلمات :
هلا باللو يا كلمة تغير الأحوال
هلا باللو يا أحلى كلمة تنقال
ألا ليت يزيد اللو وتحلو هذه الدنيا
ولا بني آدم يعيش الجو
ويتنفس هوا يحيا
والتي لا تزال عروضها قائمة، فإن “محمد الشريدة” أعطانا مثل الروح التي كانت في أشعار “ساهر” للمسرح وأتصور بأن الكلمات شارحة موضوع المسرحية بالكامل.
في لقاء أخير للفنان “خالد المظفر” وصف إبداع “محمد الشريدة” الشعري عندما أعطاه لحن الأغنية الأشهر لمسرحية الأول من نوعه، وقام بصياغة الكلمات بناء على اللحن وظهرت الأغنية وانتشرت انتشاراً واسعاً، وذلك لصدق اللحن والكلمات.
في الختام ترك الشاعر “ساهر” بصمة واضحة في العُروض المسرحية، التي كانت في تسعينيات القرن الماضي، وأتصور الأغلب من أبناء جيلي يحفظ هذه الكلمات، وذلك لصدقها حتى ظهر مبدع آخر هو “محمد الشريدة”، ليترك لنا بصمه أخرى تحاكي أبناء هذا الجيل.
★ناقد ـ الكويت




