إذاعة وتليفزيون

منيرة العبد الجادر:”للمعاريس فقط”.. إيقاع بطيء، وأحداث مكررة!


منيرة العبد الجادر

“حين يتأرجح الإنسان بين اختيارات حياته المصيرية.. فما الحل!؟” هذا التساؤل الذي طرحه مسلسل “للمعاريس فقط” تأليف علياء الكاظمي، إخراج هيا عبد السلام، ولولوة عبد السلام، ‏بطولة: هيا عبد السلام، فؤاد علي، بشار الشطي، ميثم بدر، غادة الكندري، جنة الفيلكاوي، وآخرين.
تدور أحداث المسلسل حول امرأة تود تأجير ثلاث شقق في منزلها لـ (المعاريس فقط)، أي حديثي الزواج، يساعدها في هذه الخطوة ابنها (سلمان)، بعد ذلك تقرر (أم سلمان) استضافة النساء (المؤجرات الجدد) كل يوم أربعاء من كل أسبوع، حيث نكتشف أحداث ومشاكل كل منهن، إلى أن تنفصل إحداهن، فيقع في حبها (سلمان) ويقرر الزواج منها رغماً عن والدته.

بطء الإيقاع 

ما يسهل ملاحظته منذ بداية حلقات المسلسل، الإيقاع البطيء جداً، والذي جاء نظراً لاستعراض روتين الحياة اليومية بتفاصيلها، مما يشعر المشاهد بالملل، بالإضافة إلى أن الأحداث، التي تتناولها الحلقات الأولى، اِتسمت بالتكرار فزاد من هبوط الإيقاع، مثل تلك المشاهد المتكررة للشجار اليومي بين (رحاب) وزوجها، الذي ينتهي دائماً بضرب الزوج لها نتيجةً لعصبيته المبالغ بها.
كما أن بقية الأحداث لا جديد فيها، وشاهدناها كثيراً في أعمال سابقة، بل تكررت الأحداث في المسلسل ذاته، مثل العلاقة التي نشأت بين (جميلة) و (أحمد)؛ حيث قامت بملاحقته؛ حتى تمكنت من الزواج منه، ثم اصطدمت بحقيقته، وبالغيرة التي أعمته، مما جعلها تشرب من كأس العنف؛ لتتحول إلى نسخة طبق الأصل من شخصية (رحاب) من حيث التحلِّي بالصبر، واتخاذ الصمت كملجأ لها، دون مبرر واضح سوى تمسكها بـ (أحمد).
بما أن علاقة (رحاب) بزوجها أحمد غير مستقرة، وبما أنه زواجها الثاني، فكان من البديهي انفصالها عنه، وإرتباطها بالدكتور (سلمان) كونه خرج من تجربة فاشلة، خصوصاً أنه غالباً ما يتواجد في ظل تلك الظروف للدفاع عن (رحاب)، ولكن من ناحية أخرى تحقق عنصر مفاجأة مع ظهور ابن لرحاب من طليقها الأول، ولعلها المفاجأة الوحيدة في المسلسل!

تحت المجهر 


من جانب آخر، نجد شخصية (عالية) زوجة (يوسف)، والتي أرى من وجهة نظري أنها يجب أن توضع تحت المجهر، منذ بداية الحلقات؛ حيث برز حب الذات والغرور، الذي تتسم به هذه الشخصية، وفي نفس الوقت نجدها تشك بزوجها، فهل هي تتصنع حب الذات؟! فمن يتسلل له الشك لا يستطيع أن يحب ذاته، بينما شخصية عالية كانت تبرز سمة الغرور، ليس فقط مع زوجها، بل مع جميع من حولها. علاوةً على ما سبق، عندما تفاقم شك عالية بزوجها قام الزوج باتخاذ موقف من خلال تركه للمنزل، بينما عالية أصبحت كالمجنونة تبحث عنه باكيةً، وتتوسل له ليعود معها، هنا نستشف بأن هذه الشخصية يستحيل أن تتسم بالغرور، ‏لكونها تتعارض مع الشك؛ لذا كان على المسلسل أن يمنح هذه الشخصية، المزيد من الدراسة، حتى لا تتناقض أفعالها مع صفاتها، وتصبح أكثر إقناعاً!


مسلسل “للمعاريس فقط”، شابَهُ المطُّ والتطويل، وعدم الإقناع في بعض شخصياته، لكن يحسب له مناقشة عدة قضايا اجتماعية، عبر شخصيات متباينة؛ حيث تفاوتت اختياراتها؛ فنجد (رحاب) تختار تربية ابنها، بينما الدكتور (سلمان) اختار الزواج من (رحاب)، أما شخصية (جميلة) فاختارت الارتباط بطليق (رحاب) أحمد، في حين ظلت شخصية (عالية) مختبئة خلف الأقنعة المزيفة، دون أن تفصح عن حقيقتها.


مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى