محمد القلاف:الحملي وإعادة الذكريات.
محمد القلاف ★
حضرت مسرحية “ليلى والذيب” من إخراج “محمد الحملي” والجهة المنظمة مجموعة باك ستيج
في مقال لي سابق بعنوان: عودةُ الزَّمنِ الْجميلِ رغبةٌ أم فقدٌ؟!
تطرَّقتُ لموضوع العودة، أو الحنين للماضي بمفهومنا المعاصر (النوستالجيا) يتجلى بوضوح من خلال توجُّه المخرج والمؤلف “محمد الحملي” نحو إعادة تقديم مسرحيات الزمن الجميل، سواء من خلال أغانيها، أو عروضها التمثيلية.
وقد أدَّى هذا الأمر إلى إثارة شغف الجمهور، وجعلهم ينتظرون عرضها بحب وعشق واهتمام، لاستعادة ذلك الفن، الذي أبهر الوطن، والخليج، والبلدان العربية، وما زال حاضراً في ذاكرة الناس، إلى يومنا هذا، وتقليد الممثلين السابقين المخضرمين لمشاهدتها مرة أخرى، والذي أجاد تمثيلها الممثلون الشباب المميزون والمتألقون.
المسرحية تم تداولها أكثر من مرة، خاصة في عام 2017 أخرج مسرحية “ليلى والذيب” المخرج “عبدالمحسن العمر” وكذلك في نفس السنة، كانت من إعداد وإخراج وتمثيل “محمد الحملي” وكذلك هناك من أعاد تمثيلها وبعضهم غير اسمها لتصبح “ليلى والذيبين”، ولكن “محمد الحملي” يعتبر فناناً في المسرح والتجارة والآثار.
الحملي والمسرح
فهو على مستوى المسرح بخطوة ذكية، قرَّر إعادة صنع مسرح الطفل من جديد، وبمسرحيات مميزة ، وظلت بالذاكرة، وخاصة الغنائية التي تحمل محتوى هادفاً، فقد أعاد مسرحيات متنوعة ومختلفة منها مسرحيات الممثلة القديرة “هدى حسين”، (كالواوي وبنات الشاوي) و(البنات والساحر) و(ليلى والذيب)، وهنا ضرب عصفورين بحجر أي جعل حضور الجمهور المتعطش لمسرح الطفل، الذي فقد منذ زمن، وجعل العوائل تُعَرِّف أبناءها على هذه الحقبة، والشخصيات البطلة، التي رسخت بتاريخنا الفني؛ لكي تستمر الأجيال بمعرفتها وتوراثها.
الحملي والتجارة
تابعت الحملي في لقاءاته، وحواراته، وخاصة في أيام كورونا ـ الله لا يرجعها لنا ـ كان يُصِرُّ على أن المسرح لا يتوقف، فهو المحبوب له، وهو شغله وعمله كقطاع خاص، الذي شدني فيه كيفية الاعتماد على نفسه، واكتشاف طرائق ؛ لكي يجعل من مسرحه ربحياً وتجارياً، فهذه الأفكار التي تناقش أهم القضايا، وهي المردود المادي، كيف يتم اكتسابه وهو ما يعانيه غيره، الذي يشتكي من قلة الدعم، من هنا يعطي الحملي درساً في كيفية جعل المسرح تجارياً وهادفاً ذا قيمة بنفس الوقت، ومربحاً لشركته، فقد متَنَقِّلٌ من مكان لآخر، وقادرٌ على كسب الجمهور مباشرة، فلم يقتصر على المسرحيات فقط، إنما أقام مهرجانات باسمه؛ لذا في إعادة المسرح القديم، جعل من الأجيال القديمة تحضر لمسرحه.
الحملي والآثار
الآثار هي بقايا التاريخ، ومعالمه، والأحفوريات: هي التي تكتشف، وتبين الأثر الموجود منذ زمن، المخرج “محمد الحملي”، تميَّز في الآثار والأحفوريات في إعادة جيل الطيبين من مسرحيات، ومقتنيات، وأزياء تاريخية، خاصة في مشاهدتي لمتحف أعمال الممثلة القديرة “هدى حسين” وكذلك التلفاز، والمسجلة، والأشرطة الكاسيت، فقد جعل الزبائن تقتني أجزاء منها، وشجعهم على شرائها، وهو نوع من أنواع التجارة، والاستثمار، والفائدة للجمهور وله.
★ ناقد ـ الكويت.