يوسف العصفور:حامي الديار.. والسوشيال ميديا!
يوسف جمال العصفور★
يقول معروف الرصافي: “لا يخدعنك هتاف القوم بالوطنِ.. فالقوم في السر غير القوم في العلنِ”.
بيت شعر يُعبِّر عما حصل في عرض مسرحية “حامي الديار” من أحداث ظلت معاصرة إلى يومنا هذا.
صاغ تلك المسرحية، الكاتب عبد الأمير التركي، وسعد الفرج ، وكانت بطولة الفنانين سعد الفرج، و خالد النفيسي، وإبراهيم الصلال، وعلي المفيدي، وجاسم النبهان، وعبد الرزاق خلف، ومحمد العجيمي، وعبد الناصر الزاير، وغيرهم، وقام بإخراجها عبد الأمير التركي.
أحداث لا زالت ماثلة!
تَطرَّقت المسرحية إلى العديد من القضايا والأفكار؛ التي كانت، ومازالت ملازمة إلى يومنا هذا، على سبيل المثال، أهمية الصحافة في الكويت، وكيف كانت تستغل سلطتها، وحريتها في نشر مفاهيم مغلوطة، وذلك لمصالح رؤساء التحرير، وملاك الصحف.
ولوقسنا تلك القضية على واقعنا الحالي، سنجد بأن الصحافة السابقة، هي المعادل لوسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي؛ حيث نجد وسائل التواصل؛ تثير الفتن في المجتمع، وقد يكون ذلك بدافع غير أخلاقي، أو لإثارة الجدل فقط، وهذا ما حصل في مسرحية “حامي الديار” عندما كان رئيس التحرير؛ يحاول نشر مفاهيم خاطئة، ويدعو للتعاون مع العدو، تحقيقاً لأهدافه الخاصة.
توعية الجمهور
من خلال ذلك العرض، تم استخدام شخصية الراوي؛ التي جسَّدها الفنان إبراهيم الصلال، والذي كان يُجسِّد ضمير الشعب؛ حيث يخرج بعد كل مشهد لتقديم خطاب للجمهور؛ لتوعيتهم حتى يكونوا على بينة بما يحصل في المجتمع من فساد، ودمار.
بداية الشرارة!
تَطرَّقت المسرحية أيضاً إلى قضية الأحزاب، من خلال الصراع بينهم في الجامعة، وكأن المخرج يريد أن يقول بأن الجامعة تُشكِّل بداية الشرارة، ويجب أن يتم إخمادها قبل أن تكبر، وكأنه كان يتنبأ بما حصل من فتنة؛ بسبب تلك الأحزاب، وبين كل من يدَّعي حب الوطن في العلن؛ لكنه يسعى لمصالحه الشخصية في السر.
ويبقى السؤال قائماً ..إلى أي مدى تنبأ عبد الأمير التركي، بما سيكون مستقبلاً ، خاصة فيما وصل إليه حال السوشيال ميديا اليوم ، وكيف سيكون نصه اليوم؛ لوعاش في هذا الزمن؛ الذي أصبحت السوشيال ميديا فيه؛ محركة الأحداث، واستولت على عقول، وقلوب، ووقت الكبار قبل الأطفال ؟!