محمد القلاف: كيف تناول المسرح زواج القاصرات؟!

محمد القلاف★

تعتبر قضية زواج القاصرات من القضايا المهمة في الوطن العربي، كما أنها الشغل الشاغل من حيث الاختلافات الفقهية أو العادات والتقاليد المجتمعية، كون هذه الظاهرة موجودة ومنتشرة.

وإذا لاحظنا المسرح الغربي فقد تناول العديد من القضايا التي تخص المرأة، كما تم تناول الكثير من حقوقها والدفاع عن حريتها، فنرى  الإغريق كيف كان كُتاب المسرح لديهم يدافعون عن المرأة كأرستوفان في مسرحيته “برلمان النساء”، وكذلك في القرون المتقدمة في الدول الإسكندنافية كالنرويجي هنريك أبسن في “بيت دمية” عندما حررها، والسويدي أوغست ستريندبرغ في رائعته “آنسة جولي”.

حالة زواج القاصرات متواجدة منذ القرون الوسطى إلى المتقدمة وعلى غرارها نتذكر الممثلة المسرحية الإنجليزية التي برعت في تمثيل دور (ليدي ماكبث) في رائعة شكسبير وفي (روميو وجوليت) إلين تيري التي تزوجت وهي في السادسة عشر من جورج فريدرك واتس (46 عامًا)، باعتقاد أن  هذا الزواج سيكون له مُميزاته؛ وقالت إلين لاحقًا بأنها لم تشعر بالارتياح كونها طفلة عروسًا. 

وفي الوطن العربي نوقشت هذه المسألة في المسرح، وفي الأبحاث والدراسات منها كدراسة وجيه جرجس فرنسيس التي نشرت في مجلة التربية بجامعة بنها بعنوان: المُعَالجُة الدرامية للتوعية بقضية الزواج المُبكر في المسرحِ المصري مسرحية “قبل الأوان” دراسة تحليلية.

وفي الكويت عام 2017، قُدمت  في المهرجان  الأكاديمي على مسرح حمد الرجيب في معهد العالي للفنون المسرحية، مسرحية (حنين) التي أقامتها فرقة جامعة الحسن الثاني من المملكة المغربية ، والتي تناولت الفقر وأزمة زواج القاصرات لفتاة عمرها 12 عامًا تتزوج من رجل كبير السن.

وهناك مسرحية أخرى لفرقة آرت فرند بعنوان (أحلام تحت الثرى) التي تبين مخاطر هذا النوع من الزواج.

وأخيرًا في جمهورية مصر عُرضت مسرحية (قبل فوات الأوان) لفرقة إبداعات، وكانت قضيتها تتمحور  حول زواج القاصرات.

لذا نجد حلًا لعله عقلاني يحل أزمة هذه القضية وهو:

“أن زواج البنت في عمر تسع سنوات في الإسلام هو عبارة عن بيان حدود الحالة الشرعية، وإن الرشد القانوني يكون عند بلوغ سن الثامنة عشرة، فلا يفترض العمر في تحقق الرشد إنما المهم هو البلوغ بالإضافة للعقل.”

★ناقد ـ الكويت.