رأي

محمد فهمي: رسالة لعمرو دياب؟!

محمد فهمي ★

في البداية، هذا المقال ليس ركوبًا للتريند، أو توجيه الإساءة لشخص بعينه، أو الدفاع أو الهجوم، وإنما هو جرس إنذار للفنان الذي أحببناه طوال ثلاثين عامًا ونعتبره أيقونة مصرية للفن في الوطن العربي.

الهضبة

من مواليد 11 أكتوبر 1961، واحد من أشهر المطربين في الوطن العربي، وحقق مبيعات هائلة، وحصل على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني والذي تجاوز  37 عامًا منذ بدايته في عام 1983، وتلك النجاحات كانت لها مردود كبير في الوطن العربي وخارجه، فهو أول فنان عربي يحصل على لوحة فنية ضخمة في نيويورك، وقامت العديد من شركات الدعاية العالمية التعاقد معه للترويج لهم.

التعامل مع الإعلام

عود الفنان “عمرو دياب” محبيه في مصر والوطن العربي على شخصيته التي تلتزم بالهدوء والتزام الصمت في الكثير من المواضيع التي كانت تمسه أو تمس مسيرته الفنية، فعدد اللقاءات الصحفية التي أجراها الهضبة تعد على الأصابع، وحين تضطره الظروف للحديث أمام عدسات الكاميرات ،فنحن أمام فنان مخلص لفنه، محب لوطنه، لا يكترث بالمقارنات الفنية ،فهو يعلم إمكانياته الفنية، ولا تجد له تصريحًا كما يقال في تلك الأيام “تصريح مشطشط” للتقليل من غريم له على الساحة الفنية سواء من جيله أو من الجيل الحالي، بل وأشاد بجميع زملائه وبموهبتهم، واختص فنانين الجيل الحالي أنهم الأقرب لفئة الشباب ويقدمون فنًا جيدًا، منهم تامر حسني، حمادة هلال، محمد حماقي، تامر عاشور  وسيكون لهم مستقبل فني مبهر، كذلك لم يجد أي مانع في مشاركة الكينج “محمد منير” في ديو غنائي في أغنية ” القاهرة ونيلها وطول ليلها”، وأيضًا يحتفظ “عمرو” بحياته الشخصية بعيدًا عن الصحفيين فلم يذكر أي شيء حتى الآن عن زيجاته السابقة أو أسباب الانفصال، على الرغم من تواجدهم بالوسط الفني، وهن بأنفسهن ذكرن أن الانفصال جاء بكل هدوء بعيدًا عن المشاكل.

ملعب واحد كافٍ له

من سمات الهضبة “عمرو دياب” التي تظهر كالشمس أنه يعلم إمكانياته جيدًا ، ولا يحب المجازفة في مجال قد ينال من شعبيته، وعندما يفشل يقر بذلك في قرارة نفسه، فعلى سبيل المثال أنه لم ينجح في التمثيل وكانت تجاربه قليلة جدًا في عالم السينما فابتعد عنها تمامًا، على الرغم من كم العروض التي تقدم له من أجل تقديم مسلسل أو فيلم يحمل اسمه!

نعم، اسم “الهضبة” سيكون كفيل بنجاح العمل الفني من وجهة نظر كبار المنتجين في مصر والوطن العربي، وكان دكتور “مدحت العدل” يمنى نفسه دائمًا أنه يومًا ما سيقنع “الهضبة” بقبول عمل فني من إنتاجه ولكنه يعلم الإجابة دائمًا، أنه لن يخرج خارج ملعبه ويزاحم الممثلين في السباق الرمضاني كما فعل من قبله الكينج “محمد منير” و”محمد فؤاد”، ويصب تركيزه على تقديم ألبومات غنائية، وتقديم الحفلات، والمشاركة في الأفراح.


رمز الحيوية

حافظ “عمرو دياب” على نضارة وحيوية الشباب مهما تقدم به العمر، وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي توجه له مؤخرًا بسبب؛ صبغة الشعر واستايل الملابس الشبابي، وابتعاده عن الإعلام، وابتعاده عن مواضيع غنائية تناسب مرحلته العمرية الحالية، إلا أنه وجد الدعم الكبير من محبيه في جميع أنحاء الوطن العربي، وكان الدفاع يتمثل بأن “الهضبة” يقدم فنه للفئة الأكبر من مستمعيه من الجيل الحالي، فعليه أن يهتم بلياقته، ويواكب جميع صيحات الموضة، وذلك لتقديم نفسه بكل ما هو جديد على الساحة الفنية وأنه في الماضي كان ينافس الكينج، وفؤش، وهاني شاكر، وبعدها أصبح ينافس تامر حسني، وحماقي، وحمادة هلال، وحاليًا فهو ينافس عمرو دياب فقط وأنه كما يقال مؤخرًا “في حطة تانية”.

حب المصريين

لا أخفيكم سرًا، بأننا كمصريون لنا طريقة خاصة في الإعجاب وحب لفنان ظهر من بيننا، ونعامله على أنه فردًا من أسرنا المصرية، ونكون له بالمرصاد في كل خطواته، فعندما يقبل على عمل جديد ومختلف نشيد به وبمسيرته الفنية، وإن أخطأ، نوجه إنذارًا يليه إنذار يليه هجوم ثم تجاهل تام.

فحبنا للعديد من الرموز المصرية أمثال عادل إمام، عمرو دياب، محمد صلاح، نجيب محفوظ، دكتور أحمد زويل، دكتور مجدي يعقوب، ليس فقط لما قدموه وإنما الظروف التي خرجوا منها قبل اعتلاء قمة المجد في مجالاتهم، فالظروف مشابه تمامًا لحال أغلب المصريين من ركوب الأتوبيس، حب الكشري، بر الوالدين؛ ولذلك نجعله فردًا من العائلة.


عادات غريبة

لم يلتفت جمهور “الهضبة” للانتقادات التي توجه له أنه مغنى وليس مطربًا، أنه يسير على وتيرة واحدة ولا يقدم جديد في العشر سنوات الأخيرة، أنه يصر على تقديم نفسه كشابٍ في منتصف الثلاثينات، ولكن في الآونة الأخيرة بدء محبيه بتوجيه عتاب له بأن الصبغة الصفراء لم تعد تناسبه، الأوشام على جسده لا تناسب الصورة التي رسمها لنفسه أمام محبيه، ارتدائه لأقراط الأذن ليست من عادات المصريين، فالصورة الجديدة للهضبة أصبحت بعيدة عن ذلك الشاب القادم من بورسعيد، فبدا وكأنه يسير نحو طريق مجهول، وأن ما يفعله ليس سوى تقليد أعمى للغرب وهو لا يحتاج لذلك!

عدسة الكاميرات لا تكذب

رصدت عدسات الكاميرات عدة مواقف لعمرو دياب تثير تساؤلات لرواد التواصل الاجتماعي، ففى إحدى اللقطات في أثناء توجه “عمرو دياب” للدخول إلى الحمام في فندق يقام فيه حفل زفاف نجل الفنان “محمد فؤاد”، تابعه أحد الصحفيين وجاء رد عمرو مقبولًا وحمل بعضًا من المزاح “يا بنى ادخل معايا الحمام أحسن”.

وحينما كان يستعد لإحياء أولى حفلات الليالي المصرية السعودية في دار الأوبرا المصرية، ظهر في مقطع فيديو متحدثًا في الهاتف وسط عدد كبير من الحراس والمعجبين بينما كان يبحث عن سائقه قائلًا “هو الحيوان بتاعنا فين”، وعلى الرغم من صعوبة هذا الموقف إلا أن محبي الهضبة وجدوا مخرجًا له بأن العلاقة بين عمرو وسائقه لا يعلمها أحد غيرهم ومن الممكن أن تلك طريقة للمزاح بينهما والهضبة يعد أخ أكبر له والأمر لا يتعدى المزاح فقط!

وأخيرًا عندما اعتدى بالضرب على مهندس الصوت على ظهره بشكل عابر وطرده امام حضور حفل زفاف الفنانة ريم سامي شقيقة المخرج “محمد سامي”؛ وذلك بسبب تحريك أحد العاملين عن هندسة الصوت السماعات المسؤولة عن الصوت.

الإعلان الأخير

طرحت شركة “بيبسي” خلال الأيام الماضية إعلانها الجديد بمشاركة عدد من النجوم منهم محمد صلاح، أحمد السقا، كريم محمود عبد العزيز، نوال الزغبي، سامي الجابر، النجم البرازيلي روبرتو كارلوس، وتناولت فكرة الإعلان تطور إعلانات بيبسي على مدار سنوات، ولكنه قوبل بكم  من الهجوم بسبب دخول تلك الشركة في حملة المقاطعة التى شنها المصريين تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من مشاركة هذا الكم من الفنانين إلا أن الهضبة نال نصيب الأسد  من الانتقادات حيث ظهر بهيئته الحالية على عكس باقي النجوم ظهروا بتقنية ai ، وأن قال البعض أنه قد يكون تم تصوير هذا الإعلان قبل الأحداث بسبب ظهور “محمد صلاح” بشعره الكيرلي على عكس نيو لوك الجديد الذي ظهر به مؤخرًا.

رسالة إلى الفنان عمرو دياب
.. تحية طيبة وبعد
عزيزي عمرو،. أنت واحد من أهم رموز بلدنا الحبيبة، وطوال مسيرة فنية استمرت لثلاثين عامًا قدمت لنا كل ما هو جديد، وعشنا من خلال أحاسيسك جميع معاني الحب والرومانسية، تشاركنا سويًا جميع مراحل نجاحك والجوائز التي حصلت عليها في مصر وفي العالم، ونحترم الهالة التي صنعتها لنفسك ولمسيرتك الفنية، ولم نأخذ بعين الاعتبار الهراء الذي يقال عنك، مسيرتك الفنية هي درس في المثابرة والاستمرار والسعي الدائم للنجاح، وبدايتك البسيطة هي نفس البداية للزعيم عادل إمام والأديب نجيب محفوظ.
نعم، بالطبع نضعك في تلك المكانة، الاستمرارية طيلة هذه السنوات تعطيك الزعامة في المجال الغنائي
؛ لذا يجب ألا تكون النهاية  للعلاقة مع جمهورك  ففي الآونة الأخيرة، ربما زادت الضغوطات عليك بعد تقدمك بالعمر، ربما تمكن الغرور من شخصيتك الفريدة، كل ذلك تكهنات  ، ففي الحقيقة نحن  لا نعلم السبب الحقيقي وراء كل ما حدث مؤخرًا.
ولكننا  نثق تمامًا بذكائك، ونتمنى أنها ستكون مجرد حدث عابر لن يتكرر! ولكن في حالة تكراره فبالتأكيد ستفقد الكثيرين ممن يحملون لك من مشاعر الإعجاب والمحبة التي زرعتها لسنوات طويلة من الكفاح والاجتهاد.


★ناقد-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى