إذاعة وتليفزيون

منيرة العبد الجادر: كارثة واحدة لا تكفي !

منيرة العبد الجادر ★

ركّز أغلب المتابعين في مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” على مشاهد معينة تم تداولها؛ عبَّروا فيها عن استيائهم من الجرأة المبالغ بها في المسلسل ، علاوةً على مسألة حشد الأحداث في حلقة واحدة، وتضاربها غير المنطقي.

موت في كل مكان!

سنتناول زاوية أخرى من العمل؛ حيث سنتطرق إلى استناد الكاتبة على مفهوم الموت والجرائم بتلك الأحداث المتراكمة؛ حيث كانت كريمة بتوظيف جميع أنواع الموت، بداية من الحلقة الأولى، التي انتهت بانتحار طالب بسبب اعتداء زميله عليه بالضرب، وكلام والده القاسي، غير المبرر، وغير المنطقي؛ لذا وحسب رؤية المؤلفة؛ فأي شخص تعرّض لذات الموقف؛ يتحتم عليه الانتحار؟!
في الحلقة الثانية؛ يقع حادث لمراهقين في سيارة؛ مما يؤدي إلى كدمات طفيفة.

أما في الحلقة الخامسة؛ فتحدث طامة كبرى حين نجد طالبة تكتب رسالة لزميلتها؛ تطلب منها المساعدة قبل أن يقتلها أهلها؛ حيث توكد لها بأنها ستموت قريباً، بعدها يرن هاتف (عليا ) بخبر وفاة زوجها عبر حادث سيارة، وتنتهي الحلقة بحادثة الأستاذ البيدوفيلي، الذي رافق طالبة، ودفعها من السلم حتى لا تتكلم !

كل هذا يحدث في حلقة واحدة، فكيف تحتوي هذه الحلقة على هذا القدر من التكثيف السوداوي المرتبط بالقتل والموت، وتختم بمحاولة التخلص من الفتاة؟!
أما الحلقة السادسة؛ فتُقتل فيها الطالبة، التي استنجدت بزميلتها، وتتوسد الطالبة الأخرى فراش العناية المركزة، ويتقدم إليها الأستاذ مجدداً؛ في محاولة قتل الطالبة؛ حيث ينزع كمام  الأكسجين في الحلقة 13.

يستمر مسلسل  الحوادث ..فنتابع ما حدث مع شخصية المُدرسة (أمنية ) المعتدَى عليها من قِبل الطالب وزميله؛ أما  ( نازك ) زوجة الأب (رشيد)، التي خالفت الشروط، وحملت  منه؛ فتقوم ( زينة) بإعطائها حبوباً للإجهاض، ويتم خداعها  بالسفر، وفيما هي على متن الطائرة؛ قبل الإقلاع، يطلقها زوجها، وفي الطائرة يجدونها متوفية؟!، في نفس الوقت يصرح (رشيد) لزوجتيه بأن موت الزوجة لم ‏يكن صدفة، إذن كل الشخصيات مجرمة!

وبما أن الموت استحوذ على أغلب الشخصيات؛ فحين نصل لحلقة 19 ، يظهر لنا الأب المدمن، الذي قرر قتل ابنته؛ لأنها لم تسلمه المخدرات !
بعد كل ما ذكرنا ..دعونا هنا نتساءل؛ كم نوع من الكوارث أصبح لدينا!
اِنتحار … فتاة قُتلت تحت مسمى الشرف…حادث أدى للموت… قتل متعمد لزوجة الأب،.. قتل الأم.

هوس المستشفى!

الحيز المكاني لهذا المسلسل  يتراوح ما بين المنزل ، والمدرسة ، والشالية، والمكان المكتسح لكل الأحداث ، وهو طبعاً المستشفى .
ففي الحلقة الثانية؛ تتم سرقة مفتاح سيارة (زينة) من قبل الأبناء المراهقين، وتقفل الحلقة بحادث، وفي الحلقة الثالثة يأخذون طفل المدرس إلى (المستشفى)، والرابعة يقع الأب (رشيد)، وفي حلقة 6 شخصية (عليا ) ترى جثة زوجها، وتصادف والدها أين ؟…بالطبع في( المستشفى)!

أما في  الحلقة السابعة، فيبتلع أخ (فرح ) الرضيعُ، المخدراتِ بالخطأ، ‏وزوج (حميدة) يبتلع المفتاح بالخطأ أيضاً، وأعتقد بأن الطرق التي تؤدي إلى (المستشفى ) نفدت مع عدد الشخصيات الكبير، ونعيش بين هؤلاء المصابين، حتى وصلنا إلى ختام ‏الحلقة العاشرة، نخرج.
لكن لا مهرب من تواجد ( المستشفى ) في الحلقة 13، حين نرى الطالبة، التي دخلت بغيبوبة بسبب أستاذها الذي دفعها، نستأنف الرحلة بالحلقة 14، مع شخصية ( عليا ) و(زينة) وزوجة الأب من ناحية أخرى، تتواجد أيضاً، نكتفي هنا، وربما نعود ‏للأطباء في الحلقات اللاحقة.

بعد استعراض عدد من الموتى والمصابين؛ نستطيع القول إن هذا العمل ارتدى عباءة تكرار الأحداث بطريقة ملتوية؛ حيث سيطر الموت،والقتل، والحوادث، ومكان المستشفى على كل الحلقات تقريباً!


★خريجة قسم الأدب والنقد المسرحي -المعهد العالي للفنون المسرحية -الكويت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى