منيرة العبد الجادر: كيف رسم العرض المسرحي”رصاص” البسمة على وجه المتلقي؟
منيرة العبد الجادر★
من خلال حضوري لمهرجان الكويت المسرحي، الذي غالبًا ما يتشبع باللون الأسود، والتراجيديا المبالغ بها، يمكنني القول بأنه يفتقر نوعًا ما للمسرحيات ذات الطابع الكوميدي، لكني شاهدت اليوم مسرحية رصاص للمخرج (مشعل العيدان)، إعداد د. أيمن الخشاب، ولم يتم ذكر المؤلف أو النص الأصلي!
تتناول المسرحية خروج ثلاث شخصيات للمظاهرة، مما يعرضهم لإصابات، ودخولهم إلى مكان عشوائي يجهلونه، ليظلوا يتحدثون عن ثورتهم ويسخرون من العمدة بالشتم بعدها يدركون أنهم في مكتبه، وبذلك يتحقق موضوع سوء الفهم الذي دفعهم للجلوس في مكان العمدة للتسلية.
تناغم الممثلين
من هذا المنطلق نكتشف خفة دم شخصية (سالم) التي يلعبها (مشعل العيدان)، وشخصية ليلى التي تلعبها (شهد خسروه) حيث ظهر بينهما تناغم ملحوظ، أما شخصية هادي التي يؤديها (فهد الخياط) فلم يكن منسجمًا معهما، على الرغم من أنه في أحد المشاهد اتفق مع ليلى لمراقبة سالم، أما بالنسبة لأداء شهد خسروه فهناك تطور على مستوى الأداء والصوت.
لاحظنا تكرارًا مزعجًا على لسان شخصية ليلى لجملة : “أم لأحد عشر طفلًا”، والمضحك أن المشهد الأخير، وأثناء رثائها ذكرت الصحفية ذات الجملة، أما على مستوى الصوت، فقد قام العيدان بالغناء (لايف) وتميز في ذلك، لكنه استخدم الأغاني المسجلة لعدة مرات دون مبرر.
لكن ورغم تلك الملاحظات إلا أنني استمتعت بالعمل الذي نقل المعاناة بطريقة ساخرة، وساهم بدمج الفصحى بالعامية لتكون أقرب للمتلقي.
★خريجة قسم الأدب والنقد المسرحي -المعهد العالي للفنون المسرحية -الكويت.