مسرح

محمد القلاف: إلى متى اللون الأسود في المهرجان المسرحي؟

محمد القلاف★

عندما يُفتح الستار  يكشف عن خشبة المسرح، وعندما يُغلق يخفيها، وهنا يمكنك إنشاء تأثيرات متنوعة ومختلفة، وأما القماش الذي يوضع في خلفيات المسرح، فله دلالات ومعانٍ وعمق معرفي  يتم توظيفها في أغراض مختلفة.

تأثير الألوان:

الخامات في المسرح لها العديد من العناصر الجمالية، منها الألوان لأهميتها، فالألوان تؤثر على الملتقي أي الجمهور من عدة نواحي نفسيًًا وعاطفيًّا وجسديًّا، وكذلك لها روابط اجتماعية وثقافية وتاريخية وإسلامية مما تؤثر بالإيجاب أو السلب.
في كل مرة عندما يُقام المهرجان المسرحي سواءً المحلي أو الشبابي يكون القماش الأسود حاضرًا بقوة  فلماذا هذا التكرار؟

تساؤلات:

هناك تساؤلات عديدة حول هذا التكرار في هذا اللون تحديدًا ومنها  :
-هل اللون الأسود يتواجد لتغطية عيوب الإضاءة؟
-هل القماش الأسود هو المتوفر  في السوق ولا يوجد غيره رغم أن المسرح لا يقتصر على هذا اللون؟
-هل التغيير يعتبر مجازفة وقد تفشل التجربة المسرحية عندما يستبدل اللون الأسود الذي يعطي مهندسي الديكور أريحية العمل في دائرته؟
تلك بعض التساؤلات التي لا بد أن نطرحها حول تكرار استخدام اللون الأسود.


ميزة اللون الاسود:

اللون الأسود يعتبر من أعمق الألوان في المسرح، فهو فضاء وعمق للحكاية المسرحية التي يتوفر فيها البواعث النفسية في الشخصيات، ويسمح للفريق بالمسرح بتحريك القطع الثابتة على المسرح دون تشتيت انتباه الحضور، ولكن ليست كلها المسرحيات يتماشى معها هذا اللون ولديها عمق في قصتها.
ومن الأمور التي ترهق الفرق المسرحية  قبل وبعد العرض في تغيير الديكورات وحملها وهذا مهلك لهم؛ ولذا اللون الأسود يحملهم ثقل فوق ثقل عندما يريدون استبدال مقتنيات الفرق التي تسبقهم.

وقد يجد مختصو الديكور أو السينوغرافيا هذا اللون الأسود مناسب وغير مكلف بالنسبة لهم، ويجنبهم عيوب العروض، ولكن هنا نتسائل هل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية يستطيعون العمل والإبداع خارج نطلق اللون الأسود؟


فالفضاء المتشبع باللون الأسود هو من أصعب واعمق وأخطر الألوان ، فهل المخرج او السينوغراف على معرفة وإحاطة بهذا الأمر؟
فالفضاء الأسود له دلالات ورمزية عميقة، كما أنه يقحم المشاهد في عملية معقدة من الأفضية، كعنصر المكان والزمان، والبعد والتأثير الدرامي والجمالي.
فنتمنى من السينوغراف أن يدرك بأنه أمام أمرين وهما:
-إما أنه مدرك لخوض مغامرة اللون الأسود.
-أو أنه مجرد هروب.
و يبقى السؤال قائمًا.. وقابلًا للنقاش!


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى