مسرح

منيرة العبد الجادر: مسرحية “سجيل” تقع في هوة التكرار! 

منيرة العبدالجادر★

منذ اللحظة الأولى، نلاحظ أن انتقاء العنوان يشير إلى “حجر من طين” ويقال أيضاً بأنها مشتقة من كلمة “سجلته” بمعنى أرسلته، وكأن الحجارة مرسلة للعذاب، فنجد هنا اتساع في سقف المباشرة من خلال قراءة العنوان المنعكس على المضمون، فمنذ بداية المسرحية نسمع صوت الأذان، والحجارة الموزعة على الخشبة، وفي العمق مسجد تم قصفه، وبالتالي كل تلك الإشارت كشفت لنا لعبة المسرحية التي قُدمت بواقعية، ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي ليوم الجمعة 1 مارس.

على مستوى التمثيل أيضاً، جاءت شخصية الأم الباحثةً عن ابنها الرضيع بزي يعبر عن ثوب صلاة، مما أضفى واقعية على الحدث، بل أن الواقعية لم تنطو على الزي وحسب بل تم إضافة بعض المفردات باللهجة الفلسطينية ‏في الحوار مستمدة من عبارات سمعناها بمقاطع فجرت ‏مواقع التواصل الاجتماعي. 

من العرض المسرحي سجيل

ننتقل إلى مسألة الصراع الرئيسي وهو موضوع الطفل الرضيع، والذي تفرعت منه عدة صراعات مهمة لم تأخذ حقها في العرض مثل التفكير بالهجرة، وزراعة الألغام، والخيانة.

حيث تم التطرق لجميع الموضوعات السابقة بسرعة خاطفة، ولم يتم التركيز على الصراع الرئيسي الذي يبدو لي مكرراً، فكان من الأفضل أن يكون فرعياً.

وبالنسبة لشخصية الصهيوني الذي جسدها إبراهيم حسن لاحظنا تغييراً في طبقة الصوت إلى الأخشن في بعض الأحيان حتى يوحي بأنه يهودي على الرغم من تحدثه بالعبرية في منتصف الحدث، فكان من المفترض استبعاد تلك الطبقة، أما على صعيد الأفكار الإخراجية الجميلة فقد شد إنتباهي المشهد الأخير الذي وظف المخرج ‏من خلاله الجماجم التي تهطل كالمطر تزامناً مع ‏الإضاءة الحمراء، فأصبحت كالسجيل، كما هو العنوان، حيث لامس هذا المشهد المتلقي، خاصة وأنه يتعلق بقضية تعتبر قضيتنا جميعاً.

فريق عمل عرض “سجيل”: 

فرقة المسرح الشعبي.

فكرة: د نبيل الفيلكاوي.

تأليف: فيصل الفيلكاوي.

إخراج: نصار النصار. 

ديكور: حمد الفيلكاوي.

موسيقى وعزف: محمد النصار.

غناء رشا النصرالله.

مكياج: مي صقر

إضاءة: نصار النصار.

بطولة: عبير الجندي، وحسن إبراهيم، وخالد المفيدي، وعصام الكاظمي، ومحمد جمال الشطي، وأسامة شعبان.


★خريجة قسم الأدب والنقد المسرحي-المعهد العالي للفنون المسرحية -الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى