مسرح

بدر الأستاد: المُباشرة تسيطر على عرض “سجيل”.

بدر الأستاد ★

رغم أن القضية الفلسطينية، أصبحت جزءاً من حياتنا، وتناولها في عرض مسرحي، أمر مهم، إلا أن عرض “سجيل” طرحها من دون تقديم أي جديد على المستوى الفني، فلماذا إذن اعتمد العرض على هذه القضية؟! هل لأن العالم منشغل بها هذه الفترة؟! أم لأن هناك فكرة معينة أراد العرض أن يغرسها عن هذه القضيه؟! 

حين حضرت العرض الذي تم تقديمه اليوم (الجمعة 1 مارس 2024 ) ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الـ 23، فرحت لكونه يتناول هذه القضية التي تعتبر قضية العرب الأولى، وأعجبتني دلالة العنوان، لكني منذ بداية العرض لاحظت كثرة الشعارات، والحوارات المباشرة جداً، لدرجة أن العرض قدم لنا اللهجة الفلسطينية دون سبب درامي، فقط حتى تكتمل المباشرة.

بجانب المباشرة، كان هناك لامنطقية في بعض الأحداث، مثل المشهد الذي أراد فيه الجميع أن يُخرجوا الشخصية التي أداها الفنان (خالد المفيدي) من تحت الركام، لكنهم لم يبذلوا أي مجهود إلا من أجل مصالحهم الشخصية. رغم أن ما نشاهده في الأخبار عكس ذلك، حيث يتحد الشعب الفلسطيني ويبذل أقصى ما لديه حتى الموت، من أجل أبناء وطنهم. والمشهد الآخر حين تم الاعتراض على الشخصية الفلسطينية (عصام الكاظمي) حين أراد ضرب الشخصية الصهيونية، إلى أن قام الصهيوني بقتل الفلسطيني، فما الذي يريد العرض إيصاله من تلك المشاهد؟!

بالإضافة للخلل في النص، لاحظت وجود خلل في الإضاءة أيضاً، فكان تغيير الإضاءة دون مبرر، وفي أحيان أخرى تعبر عن دلالة معينة ومن ثم تختفي تلك الدلالة، وكأنها لم تكن مقصودة، وأنها مجرد خلل فني فقط.

مشهد من العرض المسرحي سجيل

الموسيقى أيضاً لم تكن مبررة، فالقضية تخاطب العقل ولا تخاطب المشاعر، لذلك لم يكن هناك حاجة لكسب تعاطف الجمهور من خلال الموسيقى!

أما الأداء التمثيلي، فأرفع القبعة للفنانة عبير الجندي التي كانت غير متأثرة بالأداء التلفزيوني بما أنها مثلت في عشرات المسلسلات، حيث لاحظناها  اليوم تؤدي بطريقة رائعة، وإن كنا نتمنى أن تتخلى عن الميلودرامية حتى وإن كانت مناسبة للأحداث. 

ولكون العرض من إخراج نصار النصار، فقد لاحظتُ تطوراً كبيراً على مستوى الإخراج، خاصة في الحفاظ على الإيقاع، الذي يعتبر أهم عامل من عوامل العرض المسرحي وهذا لصالح العرض .



فريق عمل عرض “سجيل”:

فرقة المسرح الشعبي.
فكرة: د نبيل الفيلكاوي.
تأليف: فيصل الفيلكاوي.
إخراج: نصار النصار.
ديكور: حمد الفيلكاوي.
موسيقى وعزف: محمد النصار.
غناء: رشا النصرالله.
مكياج: مي صقر
إضاءة: نصار النصار.
بطولة: عبير الجندي، وحسن إبراهيم، وخالد المفيدي، وعصام الكاظمي، ومحمد جمال الشطي، وأسامة شعبان.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى