الكويت تشارك في مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة.
خاص ل نقد×نقد-الشارقة
من خلال فنانة وفنان هما: فرح بهبهاني ، وجاسم النصر الله تشارك دولة الكويت في مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الخامس والعشرين التي انطلقت الإثنين الحادي عشر من ديسمبر الجاري في الشارقة، برعاية صاحب السمو الشيخ د/ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة،
وتحل الكويت ضيفة مشاركة في المهرجان من خلال فنانيْن وهما: الفنانة فرح بهبهاني وجاسم النصر الله الذي تم افتتاح عمله في بيت الحكمة.
اختار الفنان النصر الله عبارة ( وتجلت الروح في نور في جمال كالقمر ) بتصميم يعكس المعنى من خلال تفاعل الجمهور الذي يستطيع الدخول في قلب العمل، الذي يحث المتلقي للتفكر والغوص في أسرار هذه الروح لتتجلى المفاهيم في نفسه وتشرق في روحه.
وعبارة ” تجليات الروح ” متكونة من كلمتين، وقد تبدو الكلمتان كما يشير كتيب العرض متضادتين، فالروح غيب والتجلي شهادة وظهور ، لكنهما يجتمعان في معنى أن يكون الإنسان مبصرًا لذاته مدركًا لها في عباداته، وكما قيل ” من عرف نفسه عرف ربه ” فالفطرة السوية تقود صاحبها لمعرفة الهداية وإجلال خالقها.
وتشكل العمل من نصف دائرة من الحديد الصلب الأسود، ركب داخلها الحروف بالتهامل مع مادتي الألومنيوم والحديد، وكان سيصبح العمل أجمل لو كانت هناك إضاءة تبرزه، خاصةً أن الافتتاح تم في المساء.
وقد احتفت وسائل الإعلام الإماراتية والعربية بالنصر الله، وأجرت معه العديد من الحوارات حول عمله المشارك بالمهرجان.
والفنان جاسم النصر الله أحد الفنانين الكويتين المهتمين بالخط العربي التقليدي، وإعادة تقديمه بروح معاصرة ، حيث تعلم هندسة قواعد خط الثلث من الخطاط أيمن حسن تلميذ الخطاط داود بكتاس، بعد أن تعلم الخط وهو في السابعة من عمره على أخيه الأكبر ، ثم علم نفسه ذاتيًّا عن طريق تقليد أسلوب الخطاط هاشم البغدادي .
وهو من صمم جدارية دار الأوبرا بمركز جابر الثقافي ، وقدم بالتعاون مع الفنان الفرنسي عملًا لصالح متحف قطر الوطني بتجسيد الحروف المفردة كنوافير ، وفي عام 2016 صمم شعار ” الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية “
تجاوز الحجب للفنانة الكويتية فرح بهبهاني
المتأمل لعمل فرح بهبهاني الذي استقبله متحف الشارقة للفنون والذي أُطلقت عليها عنوان ( تجاوز الحُجب ) ، يبصر تجاورًا ذكيًّا ما بين النور والإنارة أو الضوء ، بحيث يمتزج الجانبين لشكلين وعنصرين يؤثر على النفس البشرية ويدعو للتأمل والخشوع ، وفي هذا الجانب يشعر المار بين القطع الفنية الموزعة في أرجاء القاعة بشكل يتيح التجول بينها أنه شُحن بطاقة روحية داخلية مصدرها النور الضئيل المنبثق من ذلك الذي يشبه القمر والموجه بطريقة فنية ميكانيكية ليطوف على تلك القطع الهفهافة ويترك عليه أثره الشفاف ، في حين تتصاعد الصوت المتجلي ليكمل تلك الجولة الروحية.
ولدت الفنانة فرح بهبهاني في بوسطن عام 1981، وحصلت على شهادة الماجستير في تصميم الإتصالات من كلية سنترال سانت مارتن للفنون والتصميم في لندن عام 2007 ، وأقامت العديد من المعارض في الكويت وخارجها.
ويشير كتاب المهرجان أن عمل فرح ” يقدم تجهيزًا فنيًّا يستكشف تفسيرات النور، ويأخذنا في رحلة من العالم الروحي إلى العالم الأرضي، مستلهما رسالة الغزالي المعنونة ( مشكاة الأنوار ) ، وتمثل الحجب السبعة 70 ألف طبقة بيننا وبين المصدر النهائي للضوء؛ نور الله ، وكل حجاب في العمل مطرزًا يدويًّا بآيات قرآنية .
وفي هذا العمل يضيء تسلسل الإضاءة الحجب في أثناء الكشف عن الآيات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفي المربع، بينما تـُسمع تلاوات الآيات في نفس الوقت على شكل همسات في جميع أنحاء الغرفة، وتظل اللوحة المركزية مضاءة لأنها تمثل مصدر النور الأبدي ؛ نورالله ، وأخيرًا يكشف تسلسل الإسقاط عن الآيات السبع، ويعرض التصميمات الهندسية الخطية وهي تتحد وتصبح واحدًا” .
وعن مفهوم النور تؤكد بهبهاني أنه ” مسألة جوهرية في العقيدة الإسلامية ، كما يتبين من سورة النور ، التي تنص على أن ” الله نور السموات والأرض ” ، علاوة على ذلك فإن النور هو أحد أسماء الله التسعة والتسعين ، وهو إشارة إلى أصل كل الخلق ، وبوصفه رسول الله، فالنبي محمد ( ص) نورنا على الأرض ، إذ يهدي البشرية إلى نور الحق من خلال وحي القرآن الكريم “