ميرولا رضا: (speed) مسرحية عراقية..تقرع جرس الخطر؟!
★ميرولا رضا
ضمن فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الجامعي الدولي، قدمت العراق عرضها المسرحي “Speed” على خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج ، للمخرجة والمؤلفة العراقية “ليلى فارس” ، وقد تم إعداده، عن مسرحية “ليلة القتلة” التي تخوض في فكرة صراع الأجيال المعروف، بين الآباء و الأبناء، والتي كتبها الشاعر الكوبي «خوزيه تريانا».
العرض من بطولة: (تبارك حامد ، وكاثرين هاشم ، وسجاد جعفر، وحسين محمد). وإعداد وإخراج «ليلى فارس».
يناقش العرض، موضوع المرأة المضطهدة، التي لم تجد بجانبها أحد.
في كل يومٍ ، حيث تتعرض الكثير من النساء، إلى القسوة والتعنيف والضرب والِاغتصاب، والقتل، بحكم كونها امرأة، تصارع الحياة من أجل البقاء في هذا العالم، حيث أصبح الحل الوحيد لها، الهروب من الواقع بشتى الطرق.
ويقوم العرض، بتقديم تلك الصورة عن طريق (لعبة مسرحية) تقوم على أساس إحلال شخصية، مكان شخصية أخرى تتقمص دورها، وصفاتها العائلية ، و من ثَمَّ تقوم بعملية تصفية حساب عائلي، تنتهي بعملية قتل افتراضية للأب والأم، والتخلص من سلطتهما، نتيجة لما قاما به من اضطهاد بحق أبنائهما.
لعب خارجي ومضمون عميق.
تمزج المسرحية في بنائها، بين الواقع، والخيال، من خلال تقنية، أو أسلوب يسمى (المسرح داخل المسرح) من أجل وصول فكرة (اللعبة الدرامية) ، التي تلعبها الشخصيات، كوسيلة للتعبير عن الرفض، والتمرد، والتنفيس عن مكبوتات أنفسهم المحطمة .
و منذ المشهد الِاستهلالي للمسرحية بشخصياته الأربعة ، تضعنا المخرجة في اللعبة المسرحية، حيث تبادل المواقع، والأمكنة ، والتي ستكون الباب للدخول، إلى تبادل الأدوار، حيث سيؤدي الجميع، أدوار (الأب، والأم، والأخ ، والأخت ) ومن هنا تظهر براعة الممثلين في تقديم أدوارهم، ودور الشخصية المناقضة لها، عن طريق الضرب على الطبلة، التي كانت في منتصف خشبة المسرح ، حيث قاموا بصياغة شخصياتهم، وفق أسلوب الأداء الحديث المعاصر، مع وجود ضابط لغوي مميز.
وقد كان السبب الرئيسي، في تبادل الأدوار هذا، هو تعاطي البنت للمخدرات، وقد أخذت هذا السلوك من والدتها، عندما رأتها ذات مرة .
إن انتشار حالات تعاطي المخدرات، أصبح مرتبطًا، بجرائم أخرى؛ فالإدمان من الممكن، أن يؤدي إلى التحرش، أو الِاغتصاب و(زنا المحارم)، داخل الأسرة، وهو سبب فيه، ولكن مع الأخذ في الِاعتبار، أنه ليس كل الأسباب، وقد اتخذتها المخرجة، وسيلة من وسائل الهروب من الواقع، والبحث عن طريق الخلاص.
لقد كان الديكور، عبارة عن غرفة صغيرة ضيقة، لا أبواب، ولاشبابيك لها، وهي أقرب ما تكون، إلى السجن المنزلي.
سينوغرافيا العرض.
وكانت الإضاءة، أهم عنصر في المسرحية، حيث كانت تجعل المشاهد في حالة مؤثرة، باختلاف ألوانها، للتماهي مع أداء الممثلين، حتى تخلق للجمهور، الإحساس بالمشهد، والتأثر به.
وعند النظر لخلفية المسرح سنجد رمز أداة المخدر.
أما الملابس فقد كانت الملابس بسيطة باللون الرمادي ( المحايد) و معبرة عن مكان تواجدهم .
وبخصوص الموسيقي فقد كان لها دورًا في العرض حيث الوصول لهدفها و هو الانتظار أو التردد وعدم الاستقرار و أيضًا المؤثرات الصوتية كان لها دور في التأثير خاصةً عند قرع الباب.
وتحدثت كاتبة ومخرجة العرض« ليلى فارس» عن الظروف التي أحاطت بتشكيل فكرة العرض داخلها: “العمل كُتب في أصعب الظروف حيث كنت أعاني من عملي في المنظمات وبسبب تعرضي للكثير من القضايا الصعبة فيما يخص تعنيف المرأة وتعرض بعضهن للاعتداء دون سن 16 عامًا وتفاصيل أخرى، فصارت فكرة العمل للحديث عن مثل هذه الحالات والموضوع تطور مع وجود حالات منتشرة بتناول وتعاطي المخدرات”
إنه عمل مسرحي، يؤثر في دواخل النفس الإنسانية، و يدفع بها للمواجهة، والتحدي، من أجل كسر القيود، و محاولة التخلص من السلطة الأبوية ، ولكنني، لم أجد أي دلالة درامية، تستدعي إطلاق عنوان (speed) على العرض، ولكن من المؤكد، أن لمخرجة العرض مبررًا. دراميًا لهذا العنوان.
وفي النهاية، هل سنكتفي بما يجري، ويدور من أحداث مفترَضة، وأفعال مُتخيَّلة، داخل تلك الغرفة المغلقة، أَمْ أنَّ رسالة الفن، لا بُدَّ لها من الِانزياح، من هذا الواقع الِافتراضي، إلى الواقع الحقيقي، بطبيعتهِ الِاجتماعيّة، ومحركاتهِ، ودوافعهِ، وأسبابهِ؟
إعداد وإخراج: (ليلى فارس)
تنفيذ الموسيقى: (مودة خلف)
مساعدة المخرج :وتنفيذ ديكور (صفا علي)
مساعدة المخرج وأزياء ومكياج: (فاطمة كاظم)
إدارة إنتاج وديكور: (محمد النقاش).
★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -مصر.