مسرح

محمد القلاف: مسرحيون مبدعون في غير زمانهم

محمد القلاف★

أين مسرح اليوم عن السابق؟
كثيراً ما يُطرح في البرامج التلفزيونية، والسوشيال ميديا، هذا السؤال.
سؤال مشروع، ولكن التفاصيل تحتاج إلى توضيح وشرح وإستبيان، الأغلب يطالب بعودة المسرح، كما عهدوه جميلاً، وقوياً بنصوصه، وعروضه، وحضورها الجماهيري الكبير، الذي خلدّت أسماءها، وذكراها إلى يومنا هذا.
فدولة الكويت، هى الرائدة والأولى في المسرح في الخليج، بل أصبحت مركز انطلاق للمتخصصين، والمهتمين بالمسرح بالخليج، الذين وفدوا ينهلون من علمها، في فن المسرح، والتحقوا بمعهد الفنون المسرحية، إلى أن لمعت نجوميتهم، وأصبحوا ممثلين، ومخرجين كبار، في الساحة الفنية، والثقافية في بلدانهم .


في الفترة السابقة، كانت الظروف تخدم الجميع، من كل النواحي، سواء بإنشاء المسارح، والمادة أي الميزانيات، والإعلانات، والنقل التلفزيوني، مما ساعدهم في التأهيل، والتطور إلى أن بلغوا الشهرة، يشهد على ذلك، أحاديثهم في الحوارات، واللقاءات.
ولكن من الإجحاف، مقارنة المسرح سابقاً، بالحالي، فظروف الاِثنين تختلف، فلا يمكن مقارنة البرتقالة، بالتفاحة، إنما ببرتقالة أخرى، ومن يسأل عن اختفاء الكتابات المناسبة، والعروض الجميلة الهادفة، في هذه الفترة، فإليك بعض النماذج، لعلها تُرضي فضول سؤال كل من طرحه.


اشتهر هذا الجيل في عدة نماذج من المسارح، فمثلاً الكاتب والمخرج محمد الحملي، اِشتهر بالمسرح الغنائي، فقدم (كينج كونج ، سوبر بوبو ، الضفادع ، زحمة) وله حضور كبير، والكاتب عثمان الشطي، برع في المسرح العائلي، والغنائي الهادف، مثل (عربة الحكايات – sing – الأرانب)، والكاتبة تغريد الداود، التي تميزت بحضورها المميز، في المسرح الجاد، مثل (مطلوب مهرجين – ممنوع من الرقابة)، و أيضاً الكاتب القدير، بدر محارب، في المسرح الجاد، مثل (مولانا – دراما الشحاذين)، وأخيراً المتميزان، الثنائي مسرح الجاد، الممثل خالد المظفر، والمخرج عبدالعزيز صفر، ومن المسرحيات الرائعة (المحترمين – موعد مع معاليه).


هذه عينة على مافي الساحة الدرامية اليوم، مما يقدم من مسرحيات راقية وجميلة، وتوضع مصاف أعمال الزمن الجميل، وعلى الرغم من الإبداع، والحضور الجماهيري الكبير، إلا أنهم لم ينالوا حظهم، مثل مانال السابقين عليهم، من دعم مادي، ومسارح صالحة، وإعلانات مجانية، فهم يقومون باجتهادات شخصية منهم، وتأجير أندية رياضية، وجمعيات نفع عام، لكي يقيموا مسرحياتهم، فأين الإنصاف لهؤلاء الشباب المبدعين؟


أعتقد أن على المعنيين، دعم كل من يعمل في المسرح اليوم، وتوفير صالات عرض مناسبة، أو إصلاحها، وتهيئة المسارح الأربعة، لصناع المسرح بشكل يليق بهم، أو عقد شراكة، مع مركز جابر الثقافي، ليقيموا عليه مسرحياتهم، مثلهم، مثل الأمسيات الغنائية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ناقد- الكويت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى