رنا أحمد: (الزائر).. يكشف الأسرار
رنا أحمد خلف★
ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورتة الـ (16)، دورة الفنان عادل إمام، شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، عرض مسرحية “الزائر” للكاتب المسرحي الإنجليزي جون بي. بريستلي، وهو عرض تراجيدي يحتوي على لمسات كوميدية.
يحكي العرض عن أسرة مكونة من أب و أم وابنة وابن يقومون بإعداد المنزل والمائدة لاستقبال خطيب الابنة، وعندما يجلسون في أمان، يتبادلون النقاش والضحك، يدخل الخادم ليخبر الأب بقدوم (زائر)، ولكن هذا الزائر غير متوقع!
يأتي هذا الزائر تحت مسمى المفتش، ليحقق في قضية، ولكن ليست قضية قتل أو سرقة، هذه القضية هي قضية انتحار فتاة في مقتبل العمر، صاحبة الـ 24 عاماً، ويُظهر المفتش أن جميع الأسرة بمن فيهم خطيب الابنة، يحملون ذنب انتحار هذه الفتاة، وأن جميعهم كانوا يملكون القدرة على مساعدة هذه الفتاة، وإنقاذها من الانتحار.
تدور المسرحية في مدينة بروملي الصناعية. الأب هو مسترآرثر بيرلينج، رجل في منتصف الخمسينيات من عمره، إلى حد ما، يمثل الطبقة الحاكمة الرأسمالية، التي تهتم بمصالحها فقط، دون التفكير في الآخرين، وهو تجسيد للطبقات العليا المتمحورة حول الذات، حتى أنه لا يملك الثقافة والمعلومات الكافية، ليخوض في أي نقاش كامل، فدائماً ما ينسب مقولات لكتاب آخرين، ويُظهر أن الأهم هو المعنى، وليس الاسم، يرفض أن يتحمل مسؤولية موت إيفا سميث، بعد طرده لها من المصنع، خوفاً من حدوث انقلاب آخر، وهو يتهمها أنها السبب في ما حدث، لأنها تحرِّض العمال، بجانب حديثه أنه قطعاً، غير مسؤول عن ما حدث، فهي انتحرت بعد مرور ثمانية عشر شهراً من طرده لها.
الأم هي مسز سيبيل بيرلينج، في حوالي الخمسين من عمرها، اِمرأة باردة إلى حدٍ ما، غير أنها زوجة آرثر، هي مسؤولة عن جمعية لمساعدة النساء، وإعطاء المرأة حقها، ولكن لا نرى ذلك، فهي رفضت قبول المسؤولية عن موت إيفا سميث، بل وصفتها بأنها فتاة جشعة بلا أخلاق، وهي تهتم أيضاً بشكل العائلة، حتى أنها في البداية، ذهبت إلى حد الكذب، وأنكرت أنها تعرف الفتاة في الصورة.
شيلا بيرلينج هي ابنة أرثر وسيبيل، والأخت الكبرى لإيريك، تظهرعليها المفاجأة بعد علمها أن الفتاة، التي انتحرت هي التي كانت تسبَّبت في طردها من المكان، وتشعر بالندم الشديد منذ البداية، وأنها مسؤولة عن ما حدث مع إيفا سميث، فهي التي تسبَّبت في طردها، عندما كانت غاضبة من والدتها.
إريك بيرلينج هو الابن الأصغر لأرثر وسيبيل، يمتلك عادة الشرب، فهو معظم الوقت غير واعٍ من تأثير الخمر عليه، يتقبل مع أخته شيلا مسئوليته عن الخطأ الذي ارتكبه، وأنه تسبَّب في انتحار وموت إيفا سميث، يشعر بالندم الشديد عن خطئه، ويُظهر أنه بعيد قليلاً عن أهله، فهو لا يتكلم معهم، وهم دائماً يرون أنه مخطئ، ولا يستطيع تحمُّل المسؤولية.
جيرالد كروفت موجود في منزل بيرلينج، للاحتفال بخطبته من تشيلا، الأمر الذي يظهر أنه مصلحة للعائلتين، وليس حباً بين الطرفين، قدوم المفتش للمنزل، هو ما وضع نهاية العلاقة بين شيلا وجيرالد، حيث إن هذه الزيارة، كشفت عن علاقة جيرالد بإيفا، بالرغم من اعتراف شيلا أنها احترمته كثيراً، لمساعدته هذه الفتاة، إلا أنها تعطيه خاتم الخطبة، ليخرج ويعود مرة ثانية بعد ذهاب المفتش، ويثير فيهم الشك أن من جاء ليس مفتشاً، وأنه قام بخداعهم، و يخبرهم أنه لا يوجد شيء، ليخجلوا منه.
يتفق جيرالد وأرثر بيرلينج في أن الأخير معه الحق، في طرد إيفا من المصنع، وأن جيرالد كان سيفعل نفس الشيء، لو كان مكانه، فالاثنان يمثلان أسوأ ما في الطبقة الرأسمالية.
إيفا سميث، الفتاة التي تدور حولها فكرة الطبقة العاملة في المجتمع، ليس لها خط خاص بها في المسرحية، فعائلة بيرلينج وجيرالد تصرفا تجاهها بطريقة خاطئة، جعلت حياتها تتغير للأسوأ، وبلغت ذروة المأساة في انتحارها، عن طريق قيامها بشرب بعض المطهرات القوية، مذكراتها هي المتحكمة في المسرحية، وتحديد المخطئين في حياتها.
المفتش جوول، هو الزائر، الذي بسببه يتم اكتشاف أسرار العائلة و وضعهم في مواجهة مع أنفسهم، ومع باقي أفراد الأسرة، طريقته في التحقيق، تدل على أنه على علم بكل تفاصيل القضية، ويستجوب الأسرة فقط، للكشف عن ذنبهم، والأخطاء التي ارتكبوها، ثم بعد ذهابه، يشكك فيه جيرالد أنه غير مفتش، ويتأكد بيرلينج من ذلك بمكالمة مع مركز الشرطة، أنه لا يوجد لديهم مفتش بهذا الاسم.
ولكن في نهاية المسرحية، عندما يأتي مفتش حقيقي، يصبح جوول كأنه منذر للأسرة مقدماً، وهدفه تشجيعهم على تحمل مسؤولية أخطائهم.
حصلت مسرحية (الزائر) على المركز الأول في مهرجان إبداع، الدورة الـ 11، كما حصل مخرج العرض (إبراهيم أشرف) على أفضل مخرج أول، بينما حصل على جائزة أفضل ممثل أول (أمير محمد)، وبالتالي حصد هذا العرض، عدة جوائز من بداية عرضه إلى الآن.
الزائر تأليف: جي بي. بريستلي، إخراج : إبراهيم أشرف، دراماتورج :إبراهيم أشرف ، محمد المحمدي، تمثيل: إياد أمين في دور ( الأب)، نورا مهدي في دور (الأم)، مونيكا هاني في دور (الأبنة)، فادي ثروت في دور (الأبن)، أيمن طعمة ( جيرالد)، يارا المليجي ( إيفا سميث)، أمير عبدالواحد ( المفتش جوول)، أحمد علي ( المفتش )، أسامة الهادي (الخادم) مساعد مخرج: أحمد رجب، مخرج منفذ: محمد خالد، مخرج مساعد: أسامة الهادي، دعايا و إعلان: حسام حافظ، مكياج: رحمة، تصميم إضاءة: ياسمين هاني، مساعدو الإضاءة: أحمد صبحي ، عبدة تامر ، محمد صلاح، مهندس صوت : محمد رجب، مساعد صوت: محمد رضا، إعداد موسيقي: إبراهيم أشرف، ديكور: هشام رشدي، مساعدين ديكور: إبو ، مصطفى زايد ، أحمد جمال ميدو. |
ـــــــــــــــــــــــ
★ ناقدة ــ مصــر