د. رانيا يحيى.. احتفاء يليق بنموذج مثالي للمرأة المصرية المبدعة
رنا أحمد خلف★
اِستضاف صندوق التنمية الثقافية في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، مساء الأحد الموافق الثامن عشر من الشهر الجاري ندوة بعنوان (مبدعون و جوائز) لِلِاحتفال بحصول الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى على جائزة الدولة للتفوق في الفنون.
جرت الندوة على شكل نقاش، أداره الكاتب الصحفي طارق الطاهر في عدة محاور، بدأه بسؤال الدكتورة رانيا عن سبب جمعها في الدراسة بين مجالين مختلفين عن بعضهما، الحقوق والفن، وكانت إجابتها هي بسبب تأثرها بوالدها رحمه الله، واعتيادها على قراءة الكتب الخاصة به في القانون.
حفاظا على حق الزوجة
ثم طرح الصحفي موضوعاً لفت أنظار الحضور جميعاً، ولم تنتهِ المناقشة فيه إلا مع نهاية الندوة، وهو حوار الدكتورة رانيا في مجلة الوطن، الذي طرحت فيه فكرة تقنين الزواج الثاني عن طريق المحكمة، حفاظاً على حق الزوجة والمرأة.
كما أنها كانت حريصة على طرح مهرجان المسرح النسوي، والذي تم مهاجمته للفهم الخاطئ للمصطلح، لكنها كانت تريد أن يتم تقديم قضايا المرأة من خلال المسرح.
لماذا اختارت الفلوت؟
ثم جاء المحور الثاني، حول سبب اختيار الدكتورة رانيا اّلة الفلوت، لتصبح عازفة متميزة فيها، وكان ردها أنها في البداية بعد شعور عائلتها بحبها للموسيقى ، وأنها تمتلك موهبة في هذا المجال، ذهبوا بها إلى المعهد في سن الثانية عشرة، واختار أساتذتها في المعهد اّلة الفلوت لها، وذلك لأن احتراف اّلة أخرى، مثل البيانو، يبدأ في سن التاسعة، في البداية لم تتحمس للفكرة، ولم تحبها، ولكن بعد أن رأت هذه الاّلة، وقعت في حبها، وأصبحت تمثل جزءاً كبيراً في حياتها، تعبر من خلاله عن عشقها للفن والموسيقى.
كما ظهرت قدرتها في أكثر من حفلة، أقامتها العازفة رانيا على تزاوج ألة غير شعبية بأغانٍ شعبية، لتكتسب شهرة أكثر، و قدرة على إرضاء جميع الأذواق الجماهيرية، فهي جمعت بين الموسيقى، والأغاني الغربية والشرقية.
متى شعرت بالخوف؟
كما أوضحت الدكتورة رانيا أن أول حفلة أقامتها في المسرح الصغير بدار الأوبرا عام 1998، كانت سولو، شاركتها العزف شقيقتها سارة، وكانت هي السبب في جعلها تفكر كيف تمزج بين أكثر من لون في الأغاني والموسيقى، لجذب الجمهور وتفاعله معها، فأصبحت تقسم حفلتها إلى جزأين، الجزء الأول موسيقى، وأغانٍ غربية، والجزء الثاني موسيقى، وأغانٍ شرقية، ثم بدأت تمزج بينهما فيما بعد.
كما صرحت بأن الحفلة الذي أقامتها ببابل العراق، كانت من أحب الحفلات لها، حيث إنها تفاجأت بعد صعودها على المسرح، أنها أمام 15 ألف متفرج عربي، مما جعلها تشعر بخوف من العدد، لكن ذلك الخوف، تحوَّل لفرح وسعادة بعد الحفاوة، التي لاقتها من الجمهور، ومشاركتهم الغناء معها.
ماذا قالت شقيقتها؟
كما أنها تحدثت عن مشاركتها في الوفد، الذي سافر إلى لندن، وطرح فكرة الاقتصاد الإبداعي، الذي أوضحت مختصراً، معنى المصطلح، وهو أن نُحَوِّل الإبداع إلى مصدر من مصادر الدخل القومي، بدل أن يكون الفن عبئاً على هذا الدخل.
كما حرصت الدكتورة رشا يحيى، شقيقة الدكتورة رانيا على الحضور، ومشاركتها في هذه الندوة لبعض الوقت، وأشارت كلماتها عن شقيقتها، بأنها مجتهدة منذ الصغر، وأنها وصلت إلى هذه المكانة، بعد تعب، ورحلة من التطور، والجهد، والعمل بإخلاص، واجتهاد.
إنجازات
ويذكر أن للدكتورة رانيا أكثر من كتاب، يمزج بين الفن والموسيقى، والأدب منها (موسيقى أفلام يوسف شاهين – نغمات على شاطئ الواقعية – فؤاد الظاهري) فهي لم تكتف بتميزها في الموسيقى، بل أصبحت متميزة في الكتابة والنقد أيضاً، وظهر ذلك بوضوح في الكتب التي طرحتها، وفي المقالات التي تكتبها، فهي تكتب في مجلة “صباح الخير”، ولها عدة مقالات في مجلة السياسة الدولية التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، وفي بوابة الأخبار الإلكترونية، وغيرها كما كتبت للأطفال أيضاً كتاباً عن الموسيقى، بعنوان (نغمة وحدوته)، وكتاباً في النقد المسرحي، بعنوان (المسرح البوليفوني- فنون ما بعد الحداثة).
من أول تصويت!
حضر الندوة أيضاً العديد من أصدقاء دكتورة رانيا، مثل الكاتبة رشا عبد المنعم، وكاتبة التاريخ السياسي د. انتصار محمد، وعميد كلية التربية السابق بجامعة حلوان الدكتور إيهاب حمزة، والكاتب الصحفي محمد نجم، والدكتورة جهاد محمود أستاذ مساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس، والكاتبة أنس الوجود رضوان، الذين لم يكتفوا بالحضور فقط، بل احتفلوا بها مرة أخرى، لحصولها على الجائزة، وقد أكدوا جميعاً على أن حصول الدكتورة رانيا على هذه الجائزة، كان من أول تصويت باتفاق أعضاء اللجنة، ولم يمر التصويت بعدة مراحل، كما هو معتاد، بل إن جميع الحضور، أصبحوا في سعادة كبيرة بمجرد ظهور اسم “الدكتورة رانيا يحيى” بين المرشحين.
نموذج مثالي
اِنتهت الندوة بحب واعتزاز، عبَّر فيهما الحضور للدكتورة رانيا، التي تستحق الجائزة والحفاوة، بل أكثر من ذلك، فهي نموذج مثالي، ومتكامل للمرأة المصرية الناجحة المبدعة، التي يفخر بها أي مجتمع تتواجد فيه.
وإن كان المجتمع يريد أن يقدم نموذج للنجاح، والتفوق، والإصرار أمام الشباب، أو الوطن العربي، فلن يجد من هو أفضل من هذه المرأة، التي لم ولن يختلف عليها اثنان.
بطاقة تعريفية
الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحاصلة على بكالوريوس الكونسرفاتوار من أكاديمية الفنون في نفس العام، كما أنها عضو المجلس القومي للمرأة بقرار من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وهي عضو المجلس الأعلى للثقافة، وأستاذة بأكاديمية الفنون، كما أنها حاصلة على دكتوراه بالنقد الفني، ورئيس قسم فلسفة النقد الفني في المعهد العالي للنقد بأكاديمية الفنون، بالإضافة إلى تميزها الكبير، والتي بدأت به حياتها الفنية في الكونسرفاتوار، كعازفة فلوت، فقد تميزت بجمعها بين الفن الغربي، والفن الشرقي. لقبت الدكتورة رانيا بفراشة الفلوت، وملكة النغمات، وعدة ألقاب أخرى، أطلقها عليها أصدقاؤها، ومن عملوا معها على مدار سنوات عملها. |
ـــــــــــــــــــــــ
★ كاتبة ــ مصــر