بحوث ودراسات

سارة عمرو: جاليليو جاليلي بين الماضي وبريخت

سارة عمرو★

يُعد علم الفلك من العلوم المؤثرة في أفكار وآراء الإنسان، نظراً لأنه علم يعرض بشكل كبير ما يخفى عن أعين البشر…وكل ما هو خارج الغلاف الجوي بحقائق علمية مُثبتة بجانب ما يُحيطنا من نجوم وكواكب، كانت تلك الأشياء اكتشافات للعديد من العلماء الذين ثاروا على المألوف لإثبات صحة نظرياتهم ضد كل ما هو تقليدي فقُوبلوا إما بالتشجيع وإما بالرفض، تماماً كما حدث مع العالم الفلكي والفزيائي جاليليو جاليلي…الذي توصل لاكتشاف جلب له تهمة الهرطقة وفتح أبواباً لأشهر صراع بين العلم والدين على مر التاريخ….خلف ذلك الصراع شخصية واضحة وظاهرة وهي جاليليو العالم بخلاف تاريخه العلمي بالطبع ولكن على صعيد آخر نتج عن هذا الصراع شخصية لجاليليو أحتار النقاد في تصنيفها هل هي شخصية جبانة لتنازلها عن أكتشافاتها العلمية حتى لا يُقتل أو يُعذب كما ناقشها بريخت في مسرحيته حياة جاليليو؟…أم خلف هذا الصراع شخصية ثابتة على مبدأها برغم تخفيها خلف ستار الجبن وتُعد تلك الشخصية مكسب ذهني للكاتب بريتولد بريخت ومادة لعرض مجموعة من الأفكار التي طالما أراد عرضها بشكل ثوري….فقد كتب بريتولد المسرحية على مشارف الحرب العالمية الثانية في ظل حريق النازية الذي كان يلتهم العالم و في ظل لهيب الثورة والغضب المشتعل بداخلة…وبرغم أن المسرحية تحكي حياة العالم العبقري جاليليو إلا أن البعض يرى أن بريخت أتخذ من شخصية جاليليو مُستعيناً بعرض مشكلة فلكية ليعكس حياته الشخصية وتجربته مع النازية التي عاش حياته يحاربها بأفكار ثورية….فبرغم أن بريخت كان يعيب على جاليليو بسبب قسمه وتنازله عن الأعتراف بصحة اكتشافاته العلمية إلا أنه أتخذه ستاراً ليبوح بما يشعر به بعد منفاه خارج ألمانيا بسبب تعارض أفكاره …فأخذ بريخت مستعيناً بعلم الفلك كسبب يعرض مشاكل سياسة وفلسفية وإجتماعية من خلال قصة حياة جاليليو واسقاطها على الواقع.

فمن هو جاليليو؟

جاليليو جاليلي عالم وفيلسوف وفزيائي إيطالي ولد عام (١٥٦٤م-١٦٤٢م)  وهو يُعد احد اهم الشخصيات العلمية على مر التاريخ لما له من أكتشافات غيرت تفكير العديد من الناس ومسارعلم الفلك تحديداً، ويُلقب أحياناً بأبو العلم الحديث لما له من انجازات في مجالات مختلفة مثل علم الفلك والفزياء و الفلسفة، ولد جاليليو في أسرة نبيلة وكانت التجارة مصدر رزقهم، وأنتمائه لطبقة النبلاء لم يمنع الظروف المأساوية من السيطرة عليه برغم ذلك حتى مماته، والده يُدعى فينتشينزو وكان موسيقياً و والدته جويا بيشيا، انتقل معهم إلى فلورنسيا ليكون قسيساً لكنه ألتحق بجامعة الطب بجامعة بيزا لكنه سرعان ما أنصرف لدراسة الفزياء والفلك بدلاً منه، لم يتزوج جاليليو لكنه أنجب طفلتين ليفيا و فرجينيا وكانت فرجينيا ترافقه حتى موته في المنزل أثناء اقامته تحت الإقامة الجبرية بسبب تعارض أفكاره مع الكنيسة، كان جاليليو غير نمطي في تفكيره او استنتاجاته فهو كان يرغب دوماً في المُزايدة لتجديد المفاهيم الفلسفية الطبيعية ونتيجة لذلك كانت أنجازاته أستبدالاً لمفاهيم التحليل التقليدية حول فلسفة الطبيعة الخاصة بأرسطو ونتيجة لذلك كانت منهجية تفكيره قائمة على الثورة العلمية وعرف عنه نصرته للطرق التجريبية فهو كان يحب الملاحظة ثم التجريب جداً، كان له أنجازات أُخرى في مجال الفزياء خصوصاً في قوانين الحركة النسبية وقوانين سقوط الأجسام، وأستطاع برؤيته تلك أن يخالف نظرية أرسطو للأجسام الساقطة  من خلال نظريته التي برزت عن طريق تجربته الشهيرة عندما أسقط أوزان عند برج بيزا المائل ليثبت بذلك عكس نظرية أرسطو التي نصت على أن الوزن يتناسب مع سرعة سقوط الجسم، وقد ألف كتاباً بعنوان (التوازن الصغير) ويصف فيه المبادئ الهيدروستاتيكية وأشتهر نتيجة هذا الكتاب وبعدها مباشرة وبسبب ذلك تولى منصب مدرس في جامعة بيزا عام ١٥٨٩م، وتركها بعدما تتلمذ فيها على يد أساتذة كبار ليلتحق في جامعة بادوفا كمدرس ميكانيكة وعالم فلك وأستمر في هذا المنصب قرابة ال١٨ عام أستطاع أن يكون له جمهور من محبي العلوم المختلفة وأثناء تلك الفترة أخترع العديد من الأشياء وقام بعمل العيد من الإنجازات أهمها التليسكوب، فقد سمع الإيطالي جاليليو عن وجود لعبة تشبه في تكوينها التليسكوب في هولندا حيث كانت مصدر إلهام له لصناعة التليسكوب الحقيقي

كانت بداية أختراع جاليليو للتليسكوب هي بداية تغير مسار حياته الممزوج بالمُعاناة والأكتشافات الفريدة من نوعها، حيث أستخدم تلك الآلة في رصد النجوم والكواكب وسخرها لعلم الفلك وأكتشف من خلالها أقماراً للمشترى تدور حوله وقد سماها أقمار ميديتشي تيمناً بعائلة ميديتشي التي كان يحبها ويطمع في الألتحاق بالبلاط الملكي وهو ما تحقق فيما بعد، لاحظ أيضاً أوجة الزُهرة المتشابة وحلقات كوكب زحل وأدرك أنه لا سماء للأرض وأنما هو الفضاء وأستطاع أيضاً ملاحظة بقع القمر(٣)، وقد توصل لأن سطح القمر ليس أملس أو مستوي وبه جبال وحُفر وبقع ينعكس عليها الضوء كما يرى أنه مزدحم بالأنخفاضات والنتوءات وأن الأجزا المظلمة من القمر تعكس الماء والمنيرة تشكل اليابس مثل الأرض تماماً عند دورانها فالقريب من الشمس دوماً يكون مظلماً بجانب محدد(٤)

كل ذلك أوحى إليه بأفكار تشابه نظام كوبرنيكوس للنظام الشمسي التي قامت الكنيسة بطمسها، وقد أيقن بعد ذلك حقيقة الأرض أنها كروية و تدور حول نفسها وحول الشمس كسائر الكواكب وليس العكس وأثبت أن الشمس هي مركز الكون وليس كما تدعي الكنيسة بنظام بطليموس سطحية الأرض ومركزيتها ودوران الشمس والقمر حولها، دافع جاليلو عن نظرية كوبرينكوس حول مركزية الشمس بإستماتة، وبرغم ذلك لم تكن أكتشافاته تلك دليل قاطع وصريح على مركزية الشمس ودوران الأرض حولها ولكن هو أستنتاج من أقمار المشترى التي أدرك أن لها اكثر من مركز واحد وهو بذلك ينقض النظرية الأرسطية حول مركزية الأرض وفرضيات بطليموس ونظامه

نشر جاليليو كتاب عام ١٦١٣م بعنوان (خطابات عن البقع الشمسية) أظهر فيها دفاعه عن نظرية كوبرنيكوس وذاع صيته بعد هذا الكتاب وقد كتب خطاباً لأحد تلامذته يشرح فيه نظرية كوبرنيكوس ويضيف أنها لا تتعارض مع الكتاب المقدس ونشر الرسالة على الجميع بعدها ولكن سرعان ما وقع في مشكلة مصيرية مع الكنيسة التي قالت أن هذا الكتاب يخالف الكتاب المقدس وأتهمته بالهرطقة والإلحاد وأمرته بترك تلك النظرية والتراجع عنها وقد منعت الكنيسة نظرية كوبرينيكوس وضمتها للمحظورات، وفي عام ١٦٢٣م تولى رئاسة البابا صديق حميم لجاليليو (إربان الثامن) وقد سمح له بأستكمال دراسته بشكل غير صريح لأنه كان مؤمناً بأفكار جاليليو  فكتب كتاب (حوار حول النظامين الرئيسيين للكون) ونشر بعدها لكن سرعان ما تم حظره من قبل محاكم التفتيش وحُكم جاليليو

ولم يكن جاليليو يهدف للإنتقال من مركزية الأرض عند بطليموس لمركزية الشمس عند كوبرنيكوس بل كان يهدف لإنتقال من نموذج رياضي للكواكب لنموذج وصفي فزيائي للكون (٣)

مسرحية “حياة جاليليو” وعرض الصراعات المختلفة

تناول بريخت الكاتب والمخرج الألماني مؤسس المسرح الملحمي حياة جاليليو وقضيته في مسرحيته التي أسماها حياة جاليليو في شكل ملحمي برغم أعترافه بالعكس إلا أن المسرحية بها من التغريب ما يجعل المشاهد يفكر ويناقش القضية المعروضه، وقد أختص بريخت جاليليو تحديداً ليس لعرض حياته بشكل سطحي بل هو ستار أتخذه لعمل إسقاطات سياسية على تلك الفترة التي عاشها وسط النازية وهروبه من دولة لأُخرى، حيث عاصر بريخت فترة عصيبة أستطاع من خلالها صناعة إنتاج وفير في المسرح، ولكن كانت شخصية جاليليو بمثابة ترميز لما يشعر به بريخت بسبب الهروب وعدم المواجة حتى قرر إظهار شخصيته من بطل وعالم لشخص نادم على فعلته

عن بريخت

بريتولد بريخت هو كاتب ومخرج ألماني الجنسية ولد عام (١٨٩٨-١٩٥٦م) لبريخت فضل كبير في أكتشاف وتأسيس ما يُعرف بالمسرح الملحمي أو التغريب حيث أنه مسرح قائم على المتعة والتعلم ممزوجين من خلال التغريب لكسر الإيهام  عن طريق طُرق عرض وأداء تمنع أندماج المشاهد مع العرض فيفكر ويستنتج ثم يحلل، ولم تقتصر انجازات هتلر على المسرح فقط بل كان يحب الشعر كثيراً وصُنف أيضاً كشاعر مرهف الحس، وكانت الظروف التي عاصرها سبباً في تشكيل وعية الثقافي والإبداعي وكانت بمثابة وحي له ليكتب الشعر وتلك الظروف تمثلت في عدائة مع النازية عندما عمل كممرض في ميدان الحرب وقد مرت عليه تجارب عديدة شكلت عنده وحي الكتابة للشعر وقد كتب قصيدة متأثراً بتلك التجارب سماها الجندي الميت وكانت سبباً في شهرته وأيضاً سبباً في وضع هتلر له على القائمة السوداء عام ١٩٢٢م لما تحمله من سخرية حادة للواقع والنازية، وكان سبباً في عداء بريخت للنازيه كونه شيوعي ماركسي من الدرجة الأولى، ونتيجة لذلك أيضاً كان قد خلق فكراً فلسفياً من خلال نظرياته يتألف من عنصرين الشكل والأيدولوجية وكان يرى أنه يصعب الفصل بين هذين العنصرين في أي عمل فني وكان يعتبر نفسه تجريبياً وبناء على ذلك نجح في مزج الماركسية بالمسرح الملحمي ليدعم نظرياته بشكل أكبر وكان على يقين تام بتطوير الفن بشكل عام شاملاً الجمهور وليس المؤلف فقط لأن الجمهور له دور كبير في العمل الفني وهو يهدف لجعله مُنتجاً من خلال التفكير والأستنباط مبتعداً عن الإندماج (١)

اختار بريخت شخصية جاليليو تحديداً لأنها تعكس حياته وشخصيته و مواقفه تماماً فلجأ لها للتخفي من أجل عمل إسقاطات سياسية على النازية وعلى هتلر، كما أنه لجأ لها حتى يكشف لنفسه جانباً كان يحاول إخفاءه طوال الوقت وهو الهروب بأسلوب الكر و الفر، فبريخت فر هارباً عندما حكمت النازية ألمانيا حيث بدأوا في تصفية الشيوعيين والماركيسيين ولم يحاول بريخت الوقوف في وجههم بل هرب خارجاً وأخذ يعاديهم بالفن وهو خارج بلده، هذا تحديداً ما يشبه موقف جاليليو الذي أنصاع لأوامر الكنيسة عندما أمروه بأن يتراجع عن نظرياته حول مركزية الأرض حتى لا يُعذب وفعل ذلك بالفعل لكنه ظل طوال حياته يدرس ويطور ويبحث في تلك النظريات ولم تتوقف دراسته عن ذلك حتى وفاته بل كان يهرب مخطوطاته وكتبه للخارج لتنتشر أفكاره خارج إيطاليا وخارج سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش وهو ما يجعلهما متشابهين في نفس الموقف فكلاهما يعادي العدو وكلاهما أنصاع له بطريقة مختلفة سواء تنفيذ كلامه مثل جاليليو وفعل العكس في السر أو الهروب و فعل العكس بعيداً عن متناول أيديهم إلا أنهما أختارا عدم المواجهة خوفاً من العقاب والموت وقد برر بريخت ذلك قائلاً “إسلم وأعمل بدلاً من أن تهلك وتزول” وبرغم مقولته تلك إلا أنه كان يجلد ذاته عندما خلق شخصية جاليليو بشكل طمع وجشع و سارق للأفكار وجبان يهاب الموت برغم أن جاليليو بالفعل كان يعيش كما بريخت تماماً في عصر تكميم الأفواه وعصور الظلام مما جعل بريخت يتفاعل مع فترة النازية تلك بمشاعر إنسانية بحته ونتيجة لذلك لم يستطع الوقوف أمامها بأفعال بل أكتفى بأفكار مجبراً تماماً كما فعل جاليليو أمام الكنيسة، لذلك حرص بريخت على تفاعل الجمهور مع المسرحية للتغير الذي عجز هو عن فعله

كتب بريخت حياة جاليليو عام ١٩٣٨م من الدنمارك أثناء أحتلال النازية للنمسا وتشيكوسلوفاكيا وتلك الطريقة كانت أشبه بإرسال بريخت رسالة للعالم والأجيال المستقبلية وهو قابع في الظلمات تماما كما فعل جاليليو الذي أخذ يرسل بدراساته وكتبه خارج ايطاليا وهو تحت الإقامة الجبرية، وكان بريخت يرى تراجع جاليليو بشكل مباشر أمام الكنيسة وهو بمثابة هزيمة كبيرة نتج عنها في السنوات التي تلتها أنفصاماً كبيراً وخطيراً بين العلم و المجتمع الإنساني، كون بريخت ماركسياً فكان مؤمناً بضرورة العلم و العلوم وسعى لإقامة رابطة بين الثورة العلمية و بين الثورة الأخرى التي ادت لولادة هذا العلم الحديث المتمثل في ثورة جاليليو العلمية وخطاباته

كتب بريخت تلك المسرحية على طورين ومرحلتين مختلفتين، الأولى كان يقصد إتجاههاً للطبقة العاملة وكانت تلك النسخة باسم (انها تدور)، وكانت تقليدية تحاكي الواقع دون أي تغير وتظهر جاليليو بطلاً ثورياً لا يُعيبه خضوعه للكنيسة مادام سيستكمل أبحاثه بشكل سري وكان يرى أن إنجازاته تشفع له، وكانت شخصية جاليليو في تلك النسخة الأولى برغم مركزيته العلمية على تقارب من عامة الشعب وكان قريباً من الحرف و العمال، أما في طورها الثاني والأخير الذي خرج لنا غير بريخت من شخصية جاليليو ليُنافي التقليد ويجعله معبراً عما يراه ويرغب في تجسيده حيث جعله بطلاً غير واعي أجتماعياً للشعب ولا يحتك بهم كثيراً بل كل ما يهمه هو العلم والمال والحصول عليه من وراء مهنة التدريس وقد ظهر ذلك في مشهد تدريسه لأندريا ودخول أحد تلامذة جاليليو الجُدد فقال لأندريا أن يذهب ليُعطي الدرس للطالب الجديد لأنه سيدفع وأندريا لا يدفع أي مال برغم أن آندريا طفل صغير في بداية المسرحية إلا أنه يُعد مبثابة مفتاح لجاليليو فهو تابعه منذ صغره وحتى كبره وهو من تولى مهمة اخراج كتاب جاليليو خارج البلاد قبل موته، كان جاليليو في النسخة الأخيرة برغم كونه بطلاً للعلم إلا أنه كان معقداً ومتناقضاً يُعرض حياته وحياة من حولة للخطر من أجل أبحاثه وقد ظهر ذلك في فترة مرض الطاعون حيث أجبر الجميع على الرحيل وتركه هو ليستكمل أبحاثه وهو يعلم أنهم يحتاجون له ويريدونه معهم فبقيت معه السيدة سارتي والدة أندريا لتطبخ له الطعام وتعتني به فأُصيبت بالطاعون بسبب أنانيته، كان احد أهداف بريخت في المسرحية مناقشتها من منظور أخلاقي متمثل في مصطلح (الجُبن والخوف) وسعى لمعالجتها بوصفها قضية مهمة للغاية ففي أرض الواقع تلك الصفة كانت تشمل الآلاف من الألمان الذين بقوا في وطنهم مضطرين تحت حكم النازية الديكتاتوري مما جعلهم يمتزجون معها ويعملون معاها والنصف الآخر منهم ركز على الهجرة السيكولوجية(١)، وقد مثل بريخت تلك الحالة في صفة الخوف عند جاليليو مستغلاً تعارض الكنيسة معه، فقد تراجع جاليليو عن أفكاره أمام الكنيسة مبرراً ذلك بالخوف وهو ما قد أعترف به في النهاية لأندريا عندما قال له بأن الخوف من الموت تملكه وكان هو الأمر الوحيد الذي جعله يتراجع عن أفكاره، برغم ذلك في النسخة الأولى كان بريخت يفكر بجعل مبرر جاليليو هو التراجع من أجل الإستكمال سراً كحيلة لإسكات الكنيسة واخماد نارها قليلاً لكن سرعان ما تغيرت رؤيته الدراميه ورأى أن الخضوع خوفاً لا شفيع له ويرى أن مبرر جاليليو من الخضوع ليس أستكمالاً لأبحاثه بل هو الخضوع خوفاً من الموت وكان ذلك بمثابة أعتراف منه في النهاية حيث أقر جاليليو لأندريا أن ما فعله شيء لا يتقبله العلم فالعلم لا يقبل الجبناء أمثاله، ويقر أن تراجعه ونكرانه لنظرياته هو جريمة وأي انجاز يقوم به ليس شفيعاً ولا مبرراً، ويعترف أنه كان بوسعه المقاومة لكنه خان العلم والإنسانية فأستكملت خريطة ذنبه، وباعتبار أن المسرحية وشخصية جاليليو هي الوجهة الثاني لبريخت فكل ما عبر عنه بريخت من خلال شخصية جاليليو وأعترافه بالندم هي كلها أمور تنعكس عليه فهو قد هرب دون أن يواجه أيضاً وظل يبث بأفكاره من خلال شعره وفنه ومسرحه، برغم ذلك يشعر بريخت أنه تراجع فقط بسبب الخوف من الموت تماماً مثل جاليليو، وأنه كان بإمكانه الإستمرار ومقاومة النازية برغم معرفته بموته لو كان سلك هذا الطريق لكنه يبرر أحياناً في قرارة نفسه أن نجاته صنعت أتجاهات تجريبية من الفن مفيدة تماماً كما فعل جاليليو ونشر علمه لكن في قرارة أنفسهما بريخت وجاليليو في النص المسرحي يشعران بالخزي و العار لهروبهما و الخضوع للواقع نادمين، على صعيد آخر رأى بريخت أن جاليليو يُشبهه في نفس مخالفته لمنهج أرسطو فجاليليو خالف أرسطو في علم الفلك وبريخت خالفه في المسرح ففي علم الفلك يؤمن ارسطو بمركزية الشمس ودوران الأرض حولها وجاليليو أستطاع اثبات العكس وفي الفن آمن أرسطو بمبدأ التطهير في المسرح مما يؤدي للإندماج والتماهي التام للمشاهد مع العرض فيعجز عن فعل اي شيء سوى خروج مشاعره وبالتالي يصبح متفرجاً سلبياً لا دور له فقام بريخت بمعارضته من خلال التغريب و المسرح الملحمي الذي يقوم على اضافة وسائل تغريب عديدة لكسر الإيهام و أخبار الجمهور ان ما يشاهدونه هذا هو عرض تمثيلي وليس حقيقة وانما هو يحاكي الواقع ليفكروا ويستنتجوا حلولاً تُغير من الواقع فيكون الجمهور هنا ايجابياً، وذلك لا يُعد بمثابة تعمد لدحض أفكار أرسطو عمداً ولكن هو إثبات أن جاليليو وبريخت ككيان إبداعي وعلمي واحد.

المسرحية

حياة جاليليو هى مسرحية مكونه من خمسة عشر فصلاً يحاكي فيها بريخت حياة جاليليو قبل أختراعه للتليسكوب بفترة قصيرة وحتى محاكمته ووفاته، حيث تعرض المسرحية العديد من الصراعات ووجهات النظر المختلفة من خلال الجذع الأساسي وهو مشكلة جاليليو العالم مع الكنيسة والدين، فكان جاليليو يرى أن افعال الكنيسة والسلطة البابوية تصب في مصلحة الطبقة البرجوازية لذلك نرى جاليليو يخوض حرباً ضد الإقطاعيين وهو مسلح فقط بالعلم من جهة وحرباً أقتصادية من جهة أخرى تمثلت في الكرادلة ورأيهم في آراء جاليليو التي أعتبروها وكأنها شركة منافسة لهم ستسحب البساط في أي وقت وتهدد أحتكارهم للصناعة فكانوا معاديين لها لمنافع شخصية، من جهة أخرى كان جاليليو يحارب الجهل الذي تصدر لأفكاره وعارضها متمثلاً في عائلة نيتشي الذين يطلبون من الأرض أن تبقى مسطحة ثابتة خشية أن تصل الأفكار الجديدة لأذهان الفلاحين، وهو ما يظهر الطبقة البرجوازية و أضطهادها لمن هم أقل منها ومن لم يحقق لها منافع شخصية، حيث يرى بريخت أن المجتمع البرجوازي يعزل رجل العلم لجزيرة الإستقلال ليتابع فيها أبحاثه بهدوء لكن ينتهي الأمر بأن يكون حبيساً لسياستهم الأيدولوجية البرجوازية دون أن يعلم.

تعددت الصراعات في تلك المسرحية ما بين صراع المثقف والسلطة التي تمثل في جاليليو الذي سعى بأكتشافاته لتغيير نظام وأفكار كان لها جذور كبيره، فكان يمثل المثقف التنويري الذي سعى لإيقاظ عقول الناس ليدركوا حقيقة كوكب الأرض وكان في مواجهة السلطة الدينية التي تمثلت في الكنيسة فقد رفضت رفضاً قاطعاً الكنيسة اللعب في ثوابت النظام الكوني لبطليموس وقامت بمعاقبته ومحاكمته وهددته بالتعذيب ورمته بالتهم البشعة كالهرطقة و الزندقة و الإلحاد لكن سرعان ما تراجع جاليليو أمام ذلك الطريق وتراجع عن أفكاره وخضع لهم بشكل علني خوفاً من الموت والتعذيب ثم أخذ يستكمل دراسته وأبحاثه سراً وهو بيته الذي اجبر على البقاء فيه مدى الحياة حتى توفته المنية، وبرخم موقفه ذلك إلا انه ظل مثقفاً تنويرياً فكان يبعث بأبحاثة وأكتشافاته للخارج ليستفيد من هم خارج السلطة الدينية التابعة للكنيسة الكاثولوكية، وقد أشار أندريا بشكل غير مباشر لصراع المثقف مع السلطة عندما قال “كل شيء يكسب حينما يقف شخص واحد ويقول لا”، وهناك صراع آخر وهو صراع العلم والدين حيث سأتناوله بالتفصيل في المبحث الثالث مع محاكمة جاليليو، لكنه باختصار يدور حول فكرة أو أحتمالية تعارض العلم مع الدين تحت سلطة الكنيسة لفرضها لآرائها عمداً وليس ثبوت ذلك التعارض فعلياً بل هو تعارض مُفتعل بسبب الإجبار والإضطهاد، أما الصراع الثالث كان بين جاليليو ونفسه عندما خضع للكنيسه وسحب كل ما قاله وأستنتجه من نظريات و افكار خوفاً من الموت فكما ذكرت سابقاً شعر جاليليو بالندم وشعر بأنه خائن للإنسانية التي تمثلت في العديد من شخصيات المسرحية منهم صاقل العدسات والراهب الصغير الذي لا يستطيع مقاومة جاذبية المعرفة وأندريا وأمه وابنته، فكل هؤلاء خانهم جاليليو بتراجعه عن أفكاره لكنه أبدى الندم مع ذلك لم يكن مرتاحاً حتى وفاته.

المسرحية بأكملها تعرض فكرة طويلة الأمد وهي صراع العلم مع الدين وجدير بالذكر أنه صراع أزلي تكرر في أكثر من موقف وأكثر من حدث، تكرر في أكثر من عمل فني وأسطوره مما يجعلنا نتأمل فيه بشكل جدي ونستنبط الأسباب ورائه هل هي أسباب بشرية؟ أم إلهية؟

(محاكمة جاليليو) وصراع العلم والدين

ظهر صراع العلم والدين في العديد من الأعمال الفنية قديماً في العصور الوسطى والعصر الذهبي والحديث وغيرها وقد يرجع ذلك بسبب أصل التفكير الخاص بالفنانين والحقائق التي كانت تنعكس عليهم من عصورهم ومجتمعاتهم، مثل مسرحية فاوست لجوته وكريستوفر مارلو، أيضاً يتكرر الأمر في مسرحية حياة جاليليو، ليس لأنها تأليف لوجهة نظر بل هي محاكاة لصراع حقيقي بين العلم الحديث الذي حاول جاليليو ايضاحه وبين سُلطة الكنيسة التي تتخذ من الدين سراطاً لضبط الشعوب تحت مسمى القداسية حتى لا تفقد الحكم والسيطرة ابان العصور الوسطى فيؤدي ذلك لطمس الحقائق وازدهار الأكاذيب، وقد رأى البعض أن الصراع الحقيقي بسبب ذلك لا يكمن بين الدين والعلم بل بين اللاهوت والدين…فبحسب ما قاله اندرو ديسكون وايت…

العلم منذ قديم الأزل صفة عقلية ومنطقية تكمن أهميتها في كونها ضروره من ضروريات المجتمع الحديث، والدين هو صفة اكبر تسد الفجوة التي يعجز العلم عن سدادها…والعلم يسلم بفكرة دعامته الوحيدة وهي المعرفة بأعتبار انه كلما زادت المعرفة زاد علمنا، لذلك نجد العلم مناظراً للعديد من جوانب الفكر المعتمد على المعتقدات الدينية، فالعلم دوماً مرن يمكنه ان يخضع باستنتاجاته للتحقيق والبحث، قد يُصيب ويُخطئ بفرضيات تحتمل الصواب والخطأ، عكس الدين الذي أنزل من عند الله ولا جدال فيه بغض النظر عن بعض التحريفات من بعض رجال الدين على مر الأزمنة لمنافع شخصية، وبناء على تلك التحريفات والقناعات الناتجة من الأستنتاجات الذاتية ظهر الصراع بين العلم واللاهوت تحديداً في العصور الوسطى، ظهرت الخصومة بينهما في العصور الوسطى ونتج عن ذلك ظهور محاكم تفتيش تقبع بين أحضان النصرانية، حيث كانوا يقتلون حرقاً اي عالم يخالف آرائهم واستنتاجاتهم تجاه الدين ويتهمون اي معارض بالهرطة والكُفر، ويرجع السبب لفكرة راسخة في اذهان اللاهوتيين بخصوص العلم فهم مؤمنون بعدم تعارض العلم مع الدين ومع ما قد جاء في الأسفار المقدسة والمتون ورسائل الحواريين، ولأن الدين ترغيب لا ترهيب فلم يكن يحق للاهوتيين فرض التعذيب على كل مخالف بحجة الكُفر، وما زاد على ذلك أجتهادات اللاهوتيين و البابوات في تفسير الكتاب المقدس الإنجيل والتوراة فترسخت تلك التفسيرات في عقول الناس تاركة تاثيرات مقدسة لا جدل فيها حتى لو خطأ، برغم انها تفسيرات واجتهادات بشرية، وقد ظهر جانب سلبي آخر لذلك، فالكنيسة كانت هي السلطة الحاكمة في العصور الوسطى وقد ذكرت انهم كانوا يتعارضون مع اي مخالف لهم حتى لا تسقط سُلطتهم ومصداقيتهم امام الشعب فيذهبون مهب الريح، فالبعض أو الأغلبية كانوا خائفين من زوال تلك السُلطة أكثر من زوال الدين لذلك كانوا يتعمدون فعل أي شيء ليستقر مبدأهم دون تغيير لعقود طويله حتى لو كان معارضة العلم، ونستنتج من ذلك أن العلم لا يصارع الدين بل يصارع اللاهوت المذهب القائم على استنتاجات بشرية تتعمد نزول الدين لأفق العلم وتسعى لجعل العلم ديناً لذلك نشأ الصراع بينهما (١)

انقسم اللاهوتييون وأبناء الكنيسة لآراء متعددة ومختلفة بخصوص العديد من الأمور أهمها علم الفلك، فكل منهم كان له رأيه في الأجرام السماوية والنجوم وكيفية نشأتها وماهيتها، فمنهم من كان يعتقد انها بيوت تسكنها الملائكة وهي من تحركها وآخرون يرون أن معتقدهم بشأن تكوين الأرض والسماء أو هيئتها معتمداً على تفسيرهم لما قد جاء في التوراة والإنجيل قائلين أنها قبة صلبة القوام رُكبت فوق الأرض وأن الأجرام السماوية ما  هى إلا مصابيح تنير السماء معلقة وقد قال القديس (فيلاسطوريس) ان انكار احضار الله للأجرام السماوية كل يوم من خزائنه ليعلقها في السماء هرطقة صريحة، وقد دعم نظرية كوزموس التي ظهرت في القرن السادس بهذا الشأن وجاء من بعدها القديسييون يؤيدون ذلك من خلال تفسيرهم لبعض آيات الإنجيل وبناء على ذلك تكونت نظرية حركة الشمس ومركزية الأرض وأخذوا يدعمون النظرية الأرسطية في بناء نظام الكون حتى أصبح ذلك الفكر دعامة مهمة لديهم، وبناء على ذلك ظهرت نظرية الجيوسنترية، وهي نظرية تنص على مركزية الأرض ودوران الكواكب و الشمس حول الأرض وقد عززها القديس كليمانت بقوله أن المذبح في الهيكل اليهودي هو رمز للأرض ووجودها وسط الكون

ظهر العداء بشكل كبير على مر العصور على العلماء لكن على وجه الخصوص كان في عهد جاليليو، بدايته كانت منذ إختراعه للتليسكوب وإكتشافه لأقمار جوباتير(المشتري) فخافوا لتتحول حقائق كوبرنيكوس القائلة بأن الشمس مركز الكون والأجرام والكواكب تدور حولها حقيقة، كانت محاكم التفتيش تتربص لجاليليو فأتهموه بتهمتين الأولى الكفر بدوران الشمس والثانية الكفر بفكرة ان الأرض ليست مركز الكون وتدور حول الشمس، فتعهد جاليليو بعدم تكرار تلك الأقوال مجدداً وألا يتناقله لا شفاهياً ولا كتابياً لكنه حاول بعدها الأبتعاد بعد تحذير الكنيسة له عن سقفها فرحل لروما حتى تولى صديقة آرباب الثامن منصب البابا فشجعه على استكمال أبحاثه حيث كان مؤيداً لمنهج كوبرنيكوس الذي أصدرت الكنيسة من قبل حظراً لكتبه ونظريته ومنعت أي شئ له من التداول، فعاد من روما لفلورنسا مجدداً لكن الكنيسة حاربته، فظل برغم تأيد العديد من الناس له في حالة كر وفر ذهني بين الكنيسة وبين دراساته حول علم الفلك ونظريته حتى أنه قد كتب مقاله أخذت حوالي ثمان سنوات لتحصل على موافقة الكنيسة بنشرها وكان قد جمع بها صور ومحاول لها براهين تؤيد نظرية كوبرنيكوس والتي تؤيد أيضاً نظرية بطليموس المعاكسة كما وضع البراهين التي تنقض كليهما حتى يظهر بنظرة المحايد عندما يعرض وجهتي النظر وأعلن خضوعه لكل أوامر الكنيسة في مقابل نشر تلك المقالة وكادت أن تنشر لكنها لم تنشر بسبب شرط وضعته الكنيسة لنشرها وهو أن يكتب الأب ريتشارد دني مقدمة يصف فيها نظرية كوبرنيكوس بأنها أضغاث أحلام لكن جاليليو لم يوافق فلم تُطبع(١)

سرعان ما أنقلب أرباب الثامن على جاليليو بعدما نشر كتابه (حوار حول النظامين الرئيسيين للكون) وأمر بخضوع جاليليو ومؤلفاته لمحاكم التفتيش فذهب أولاً لمكتب التحقيقات ثم بعد ذلك أُدين وحضر ٤ جلسات أستماع وحكم عليه بعدها في كنيسة (سانتا ماريا) بالهرطقة و الزندقة والإلحاد وهددوه بالتعذيب و الحرق فجثى على ركبتيك وأقر معترفاً (٢)

“انا غاليليو، في السبعين من عمري سجين جاثٍ على ركبتي وبحضور فخامتك أمامي الكتاب المقدس الذي ألمسه الآن بيدي، أعلن أني لا أدعم بل ألعن وأحتقر خطأ القول وهرطقة الأعتقاد بأن الأرض تدور” (١)

ويقال إنه فور عودته لزنزانته ضرب الأرض بساقه وقال جملته الشهيرة” لكنها تدور” وفي عام ١٦٣٣م اعلنت الكنيسة معاقبة أي مؤيد لجاليليو

لم يسجن جاليليو نظراً لكبره في السن ومرضه فقد بدأ يفقد بصره لكن حكمت عليه محاكم التفتيش والكنيسة بالإقامة الجبرية وألا يخرج من بيته مدى الحياة في فلورنسا، لكنه أخذ يستكمل دراسته سراً وكان يبعث بمقالات وكتب ومخطوطات للخارج ليعرف العالم بأسره الحقيقة التي تحاول الكنيسه اخفائها، حتى توفته المنية عام ١٦٤٢م.

لم ينكر جاليليو الكتاب المقدس ولم يكن يهدف لمعاداته بل كان يحارب الفكر اللاهوتي ويرى أن الحقائق التي كانوا ينكرونها حقيقية ويجب أن يعيدو تأويل نص الإنجيل بما يتناسب مع تلك الحقائق فضلاً عن ان تأويلات الإنجيل في نظره من اتباع الكنيسة كانت اجتهادات شخصية يمكن البث في امرها واعادة تصحيحها وليست كلاماً منزلاً من عند الله لا جدال فيه.

وختاماً، على مر التاريخ كانت محاكمة جاليليو موضع لنقاشات عديدة لدى الجهات العلمية والدينية أنتهت برد أعتبار جاليليو من قبل الكنيسة فبعد قرن تقريباً في عام ١٧٤١م أصدر البابا بندكيت امراً بطباعة جميع مؤلفات جاليليو وأكد البابا بيوس الثاني عشر على صدق نظرية كوبرينيكوس وقام بصادار قرار بطباعة مؤلفاته كونها واقعاً طبيعياً عام ١٨٢٢م، وقي عام ١٩٨٣م قدمت الكنيسة أعتذاراً رسمياً  لجاليليو بعدما فُوضت الأكادمية العلمية الباباوية من قبل البابا يوهانز باولو عام ١٩٧٩م بمراجعة تحليلية لمحاكمة جاليليو  والحقائق المثبتة، وقد أكدت الفاتيكان في ٢٠٠٨م على إعتذارها لجاليليو وتراجعها عن الحكم الذي صدر ضده وقد أشادت الكنيسة بعد ٤٠٠ عام بإنجازات جاليليو في علم الفلك حيث أصبح أشهر علماء هذا المجال.

المصــادر و المراجــع:

  • بريتولد بريخت، ترجمة.بكر الشرقاوي، حياة جاليليو،دار الفارابي، لبنان، ١٩٨١م
  • بيتر كولز،ترجمة.محمد فتحي خضر، علم الكونيات(مقدمة قصيرة جداً)، هنداوي،مصر،ط١، ٢٠١٥م
  • عبد الحميد محمود سماجه، مقدمة في علم الفلك، مطبعة الشرق، مصر، ط١، ١٩٤٩م
  • بيتر ماشيمر، ترجمة.محمد صديق آمون، موسوعة ستانفورد جاليليو جاليلي، الحكمة، ٢٠١٧م
  • على مولا، ترجمة.أ.د/كمال السيد وفتح الله الشيخ، أكتشافات وآراء جاليليو، دار الكلمة العربية، الإمارات، ٢٠١٠م
  • فريدريك أوين،ترجمة.ابراهيم العريس، برتولد بريخت (حياته وأعماله وعصره)، المركز القومي للترجمه، مصر، ٢٠٠٠م
  • أندرو ديسكون وايت، ترجمة،إسماعيل مظهر، بين الدين و العلم (تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى)، هنداوي، مصر، ٢٠١٤م
  • خالد القشطيني، جاليليو وبريخت، الشرق الأوسط، ٢٠٢٠م ، https://2u.pw/40J1Wp
  • جاليليو جاليلي العالم الإيطالي الذي حاربته الكنيسة بسبب أكتشافاته، الحزيرة، https://2u.pw/uMFimc
  • جاليليو جاليلي عالم الفلك الذي سجن بسبب اكتشافاته، اليوم السابع، ٢٠١٩م، https://2u.pw/SGFoW3
  • هيثم عمايره، ماهو علم الفلك؟، موضوع، ٢٠١٨م، https://2u.pw/A9Bbos
  • – Holy_bible، جاليليو جاليلي(الرد على إدعاءات الكنيسة وإعدامه، الكتاب المقدس، https://www.drghaly.com/articles/display/12307
  • جوزيف ممدوح، هل أعدمت الكنيسة جاليليو؟، مشروع الكنوز القبطية، https://2u.pw/zAHP4u
  •  علم الكونيات- بيتر كولز – ص٩ : ١٥
  •  مقدمة في علم الفلك – عبد الحميد محمود سماجة – ص٢٨: ٤٣
  • موسوعة ستانفورد (جاليليو جاليلي) – ترجمة محمد صديق آمون – ص٣: ٢٠
  • آراء وأكتشافات جاليليو جاليلي- علي مولا- ترجمة.أ.د/ كمال محمد وفتح الشيخ- ص٣٤: ٤٠
  •  برتولد بريخت (حياته، أعماله، وعصره)- فريدريك أوين، ص٩: ٣٢٢
  • صراع العلم والدين- أندرو ديسكون وايت- ص٩: ٨٣
  • موسوعة ستانفورد(حياة جاليليى)- ترجمة محمد صديق آمون- ص١٦

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبــة ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى