مسرحمشاركات شبابية

خلود عماد: محمد جبر يُعيد الحياة لنجيب الريحاني في طيب وأمير

خلود عماد★

من خلال رؤية معاصرة ساخرة، لفيلم “سلامة في خير”، رائعة بديع خيري ونجيب الريحاني، قدَّم المؤلف “أحمد الملواني” المسرحية الكوميدية “طيب وأمير”، التي تعتمد حبكتها على فكرة الموظف البسيط، الذي يجتهد في عمله داخل شركة من الشركات الكبيرة، ليجد نفسه في لحظة تحوَّل إلى أمير، عن طريق انتحال شخصية الأمير الحقيقي، وارتداء ملابسه،  بأمر من الأمير الحقيقي، وهذه القصة أيضاً ظهرت في فيلم “صاحب الجلالة” من بطولة فريد شوقي، وإخراج فطين عبد الوهاب، وأيضاً، مسرحية “الملك هو الملك”، للكاتب سعد الله ونوس .

في جميع الرؤى التراثية، ظهرت تيمة انتحال شخصية الملك، نتيجة لوجود مؤامرة تستهدف حياته، أما “طيب وأمير” فكان الِانتحال رغبة من الأمير في معرفة مدى حب رعاياه له، وهل هذا الحب لشخصه، أم لمنصبه.

ولكن بالرجوع إلى الحبكة، التي استند عليها العرض، وهي حبكة بديع خيري والريحاني، نرى أن استخدام هذا النوع من الكوميديا، هو ما يعيد استرجاع روح الكوميديا التراثية البعيدة كل البعد عن الإسفاف، بل اتجهت إلى كوميديا الحوار والموقف، وبالرغم من وجود أسماء رنانة في عرض “طيب وأمير”، إلا أن الخروج عن النص والحوار الدائر بين الممثلين، الذي ليس له علاقة بالنص، لم يكن ضمن الخطة الكوميدية، التي استخدمها أبطال العرض المسرحي في إضحاك الجمهور،  كما يحدث في بعض العروض الأخرى .

“طيب وأمير” من بطولة: هشام إسماعيل، وتامر فرج، وعمرو رمزي، وشريف حسني، وأحمد السلكاوي، ونهى لطفي، ورشا فؤاد، وبالحديث عن هذا الجمع، فلقد أظهروا حالة كوميدية مترابطة، فالفنان هشام إسماعيل جسَّد شخصية سعيد، الموظف البسيط الطيب، الذي يدخل في متاعب بسبب عمله، والفنان عمرو رمزي قدَّم شخصية الأمير، الذي يريد معرفة مدى حب شعبه له، والفنان تامر فرج، الذي قدَّم شخصية الوزير، بشكلٍ مقارب لشخصية “عسقلاني”، التي قدمها الفنان القدير فؤاد المهندس في فيلم “صاحب الجلالة” .

وكل هؤلاء النجوم قدَّموا صورة جيدة على المسرح، ساعدهم فيها حرفية الديكور، وبراعة الأزياء، والإضاءة، والِاستعراضات .

فالديكور من تصميم “حمدي عطية”، صمم بشكل مرن، كان سهل التحريك والتغيير بين المشاهد، وتم تقديمه بصورة رائعة، متماشية مع كل مشهد، فمثلاً الشركة، ومنزل سعيد، والفندق، وغرفة الأمير، كل هذه المشاهد، كانت ذات صورة واقعية تماماً، بسبب واقعية الديكور، أما الأزياء من تصميم “أميرة صابر”، فتميزت بدقتها في تصميم ملابس الأمير والوزير، وأنها اعطتها طابعاً مميزاً، بابتكار زي خاص بالدولة، والإضاءة من تصميم “أبو بكر الشريف”، كانت بسيطة دون استعراض، مما جعلها مميزة، فلكل مشهد  إضاءته الخاصة، التي تعبر عن حالته.

أما الِاستعراضات من تصميم “أسامة مهنى”، فقد أعطت للعرض الطابع المعاصر، الذي عمل على إدخال الحماس على الجمهور المتفرج .

و على الرغم من طول المدة الزمنية للعرض، إلا أنه كان من الممكن اختزال بعض المشاهد الزائدة، التي لن تؤثر على حبكة العرض، فالمؤلف هنا اعتمد على حوارات كوميدية بين شخصيات العرض، منها الأساسي ومنها الفرعي، كان يجب على المخرج “محمد جبر” الِاستعانة فقط بما يخدم فكرته ورؤيته، والمخرج جبر أثبت كفاءته في تقديم عرض مسرحي، جميع عناصره مترابطة تكمل بعضها البعض، وبيَّن جدارته في خلق جو كوميدي خالٍ من الإسفاف، يتناسب مع تقديم التراث بشكل معاصر، فهو لم يختزل التراث، ولم يقلده، بل عصرنه بما يتماشى مع  المتلقي في وقتنا الحالي.

طيب وأمير

تأليف: أحمد الملواني، إخراج: محمد جبر تمثيل: هشام إسماعيل، تامر فرج، عمرو رمزي، شريف حسني، أحمد السلكاوي، نهى لطفي، رشا فؤاد، ديكور: حمدي عطية، إضاءة: أبو بكر الشريف، أزياء: أميرة صابر، استعراضات: أسامة مهنا، موسيقى: كريم عرفة، توزيع موسيقي: أيمن التركي، أشعار: طارق علي، دعاية أحمد نور، سوشيال ميديا: محمد فاضل، مخرج منفذ: محمود عبد العزيز

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبــة ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى