محمد البحر: إذا صلح التعليم صلحت الأمة
أثارت الكلمة التي ألقاها محمد نواف البحر الطالب الكويتي الذي حصل على المركز الأول على دفعته في الثانوية العامة في مدرسة البيان ثنائية اللغة، الكثير من الضوء على نظرة أبناء هذا الجيل للتعليم وما وصل إليه حاليا، ودعوته لكبار المسؤولين كناطق باسم شباب الكويت للنظر إلى التعليم بنظرة شمولية إصلاحية، وأشاد كثير من المتابعين للقضية التعليمية بكلمة البحر وبحاجة التعليم إلى تجديد للوصول إلى ما وصلت اليه الدول المتطورة.
وكانت مدرسة البيان قد أقامت احتفالها السنوي لتكريم المتفوقين من طلبتها في شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023. 2022.
وكانت كلمة الطالب محمد البحر قد جاءت كالآتي:
“بسم الله الرحمن الرحيم
“قُلْ هَلْ يَستوي الذينَ يَعْلَمونَ والذين لا يَعْلَمونَ”..
أَحبَّتي الحضورُ فرداً فرداً..
كلُّنا قادرون.. واللهُ منَحَنا العقلَ واليدَ لنُعمِّرَ هذه الأرضَ.
كلُّنا قادرون.. طالَما امتلكْنَا العزيمةَ والإصرارَ.
كلُّنا قادرون.. ما دُمْنَا نُفكِّرُ كيفَ نخدمُ وطنَنَا.
كلُّنا قادرون.. حينَ نريدُ أنْ نكونَ مُختلِفينَ عنِ الآخرين.
حَلُمْتُ أنْ أكونَ شخصاً مُميزاً في الحياةِ، لا أَعْني بالتميزِ الاجتهادَ في المدرسةِ فقط، والحصولَ على أفضلِ العلاماتِ وأولِ المراكِزِ..
بَلْ فكَّرْتُ أنْ تكونَ لي حياةٌ مميَّزةٌ في كلِّ الأمورِ الأخرى.
لم أكتفِ بالحُلُمِ، وانتظارِ تحقيقِهِ منْ قِبلِ الآخرين..
ولكوني وُلِدْتُ في بيتٍ يَحُثُّني على إتقانِ العملِ بجدٍّ لتحقيقِ أَحْلامي..
سألتُ والدتي يوماً: هل أستطيعُ أن أكونَ لاعبَ كرةِ قدمٍ؟
فأجابتْ: ما دُمْتَ قادراً على الجمعِ بينَ الدراسةِ والكُرةِ فاتَّبِعْ شَغَفَك.
وهَذا ما كانَ. انضممْتُ إلى فريقِ كرةِ القدمِ في نادي القادسيةِ، وحقَّقْنَا البطولاتِ، وآخرُها الفوزُ في دوري ما تحتَ ثماني عشرةَ سنة، إضافةً إلى اختياري لاعباً في منتخبِ الكويتِ الوطني.
وتعاونتُ مع الهيئةِ العامةِ للبيئةِ في إعادةِ تدويرِ الكمّاماتِ التي كانت تُرمَى في الشوارعِ بِالأطنانِ في وقتِ انتشارِ فيروس كوفيد.
مَثَّلْتُ الكويتَ ونِلْتُ المراكزَ الأولى في مجالِ الاختراعاتِ في أمريكا وتونسَ والشارقةِ من خلالِ الهيئةِ العامةِ للشبابِ والرياضة.
تعلّمْتُ الموسيقى، وعزفْتُ في دارِ الأوبرا في الكويت.
وأنا مُستمِرٌّ في الدراسةِ، ودائماً في المقدمة.
نعمْ، كلُّنا نستطيعُ أنْ نمارسَ شَغَفَنَا وهواياتِنا، ونجتهدَ في دراساتِنَا، وهذا ما يريدُه اللهُ ودينُنا، وما تنتظرُه الكويتُ مِنَّا هو إتقانُ العملِ، والسعيُ لتحقيقِ الأحلامِ لا انتظارُها.
مِنْ هنا، أوجِّهُ رسالتي إلى حكومتي الحبيبةِ في عهدِها الجديدِ؛ مُمثّلةً في شخصِ سموِ رئيسِ الوزراءِ الموقرِ والقائمينَ على التعليمِ، وأعضاءِ مجلسِنا القادمِ الكرام.. وأنا ألمَسُ لديهمُ الرغبةَ والأملَ في الإصلاحِ.. لأوصيَهم وأنا ناطقٌ باسمِ جيلِ الشبابِ الذي يستحقُّ الدعمَ والمساندةَ، وأرفعُها لمعاليِهم بكلِّ صراحةٍ: اللهَ اللهَ في التعليمِ، إذا أردْنَا للكويتِ أن تعودَ لعصرِها الذهبي، وتنافسَ الدولَ المتقدمةَ، فلْنبدأْ بإصلاحِ التعليمِ، ومنحِه الاهتمامَ الكافي، فإذا صلُحَ حالُ التعليمِ صلُحَتِ الأمّةُ، وأعطى الشبابُ وطنَهم أضعافَ ما يُعطيهِ اليومَ، ليردُّوا الجميلَ لهذا البلدِ الذي منحَهم الكثيرَ من الخيرِ والأمنِ والأمان.
ختاماً.. شكراً من أعماقِ القلبِ لأهالِينا على منحِنا وقتَهم وجُهدَهم كي نصبحَ في مواقعَ أفضلَ منهم. وكلُّ كلماتِ الشكرِ عاجزةٌ عن أن توفيَ حقَّ مَن قدّمَ لنا يدَ العونِ والمساعدةِ في مدرستِنا الحبيبةِ، وبخاصةٍ مُعلِّمونا الأحبّة، وصولاً لمسؤولي الأمنِ حتى أصغرِ عاملةٍ وعاملٍ فيها، فقد كانَ لمساندِتهم وصبرِهم علينا الأثرُ الكبيرُ لما وصلْنَا له.
أُمّي سارة.. أُحبّكِ بحجمِ الكونِ، فلولا دعمُك لم أصلْ لما أنا عليهِ الآنَ.
والدي الحبيبُ نواف علّمْتَني الصبرَ والتعاملَ الراقيَ معَ كلِّ البشَرِ.
جدّتي لولوة علَّمْتِني أبجدياتِ الحياة.
جدتي إقبالُ الحبِّ والحنانِ.
أخي الغالي عبد العزيز رفعْتَ سقفَ طموحي دونَ حدود.
أخواتي الحبيباتُ دانة وفرح مصدرُ سعادتي.
ومحبتي لرفاقِ المسيرةِ الجميلةِ بكلِّ ذكرياتِها الحلوةِ وانطلاقاتِها، وحتى انكساراتِها.
حفظَ اللهُ الكويتَ وأميرَها وشعبَها مِنْ كُلِّ مكروهٍ.
وجَعَلَنا اللهُ سَنَداً لهذا الوطنِ لنصنعَ مستقبلَه مثلَمَا صنَعَ الأجدادُ ماضيَه والآباءُ حاضِرَه.”
ومن الجدير بالذكر أن محمد البحر الذي يحظى بدعم كبير من والده رجل الأعمال نواف البحر، ووالدته سيدة الأعمال سارة الوزان سيرتحل قريبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا إلى إحدى الجامعات الراقية في نيويورك لدراسة برمجة الكمبيوتر.
________________
★ الكويت ــ خاص