مسرحمشاركات شبابية

فجر صباح: “المحترمين” مسرح يحترم فكر، ووقت جمهوره

فجر صباح★

(المحترمين) كلمة لها خطان إما أن تحمل المعنى الحقيقي، أو معنى السخرية، وهما معنيان متناقضان، ولكنهما متواجدان في نفس المكان.

فلقد استشففنا من مسرحية (المحترمين) المعنيين بشكل منصف، وبطريقة صعبة وبفوضى مرتبة جداً.

فمنذ بداية العرض نرى التنظيم يعمل بكامل جهده، ليرتب الحضور بابتسامات بدأت منذ إجراءات دخول الجمهور، ونقلت عدوى البشاشة إلى الجمهور، الذي لم يتوقف عن الابتسامة، بل والضحك أثناء مشاهدة المسرحية، التي بنيت على نص كتب بطريقة محكمة، منذ بدايته في التعريف على الشخوص إلى النهاية.

فقد بدأ  بقصة لقاء صحفي، كأنه استخدم الراوي الذي يسرد الأحداث على أحدهم، ونرى ما يسمعه على المسرح، فنرى ما يرويه الراوي، وما حدث في الفعل في قصة تتحدث عن زمن، وفي مكان  من  الماضي، ولكنه أسقط على واقعنا الحالي، بفلسفة عميقة لا تخلو من كوميديا سوداء، قدَّمها الممثلون بطريقة ماتعة، وتوليفة شكلها المخرج، لينسقها مع أزياء تناسب أدوار طاقمه، وديكور صُمِّمَ بشكل مبدع، والديكور هنا لا يناسب المسرحية فحسب، بل وحتى حركتهم وحواراتهم، خاصة طاولات الاجتماع التي دخلت وتبدلت في سياق العرض، لتشكل مع العناصر الأخرى سينوغرافيا متناغمة، ومّطَعَّمَة بأغانٍ حافظت على إيقاع المسرحية طوال عرضها، لتربط الأحداث ببعضها، وتظهر بشكل أنيق وسلس للمتلقي، الذي استمتع في العرض، واستقبل الكثير من الرسائل المبطنة، التي طُرحت بشكل مهذب ليضحك على واقعه المؤلم، فكان في الفعل مسرحاً يحترم عقل جمهوره، ووقته بما قدم، ومسرحاً قدَّم التشخيصية المتضادة للمحترم جداً، ليظهر لنا كم تعاني تلك الأنماط من الكثير من سوء الأخلاق، ومدى ضعف القوي الذي يعيش على حقوق الآخرين، وهنا يبرز المعنى الأخر لكلمة المحترمين، فقد استُخْدِمَتْ وكأنها إهانة، ويظهر لنا أيضاً كل جانب من شخصية كل متلقٍ موجود في صالة العرض، ليشعر تارة بأنه المظلوم المضطهد، ويشعر بأنه الظالم المستبد تارة أخرى، ولكن هذا المتلقي، ظل طوال الوقت مستمتعاً، وهو يشاهد مسرحاً راقياً وماتعاً، جمع له بين الفن والترفيه، ليحظى بتجربة ترفيهية، ذات قيمة فنية عالية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبة ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى