رأي

نهى إبراهيم: هو في إيه؟!

نهى إبراهيم★ 

يعتبر (هو في إيه؟) أحد أفلام الفنان محمد فؤاد، والتي سبقتها مجموعة حافلة من الأعمال الرومانسية، التي برع فيها محمد فؤاد خلال أفلامه فى تلك الفترة، بذاتها الخلطة التى تجمع البطل الرئيسي بصديق، ذات طابع كوميدي بكل تأكيد كعادة كل أفلام المطربين، حتى حل الموعد مع فيلم محمد فؤاد الجديد، الذي جمعه بالفنان أحمد آدم، ومن خلال قصة خفيفة، اثنان من الأصدقاء يتوجهان للزواج من فتاتين، وخلال ذهابهما لحفلة الزفاف، فوجئ البطلان بمجموعة من المطاردات، حالت دون إتمام هذا المشوار، لينساقا خلف مشاهد من المفترض أن تجمع الكوميديا بين طياتها، ليذهب بنا العمل إلى منطقة أخرى أقرب إلى الاندهاش، كيف لمحمد فؤاد أن يتجه لمثل هذه الأفلام الكوميدية، التي كان من الواضح جداً، اختلاط مشاهدها بالارتجال أو الاستظراف من قبل محمد فؤاد، قبل أحمد آدم، حتى انتهت القصة بفيلم ضعيف، ولم يحظ بالنجاح المطلوب، لكن بعد مرور أكثر من عشرين عاماً  على إنتاج  الفيلم، فإننا لم نكن ندرك، أننا في الآونة الأخيرة،  نتعرض لموجة عنيفة من الأسئلة، التي تحمل كلها نفس عنوان الفيلم، فجميعنا يكرر بصورة تكاد تكون يومية “هو في إيه”.

مشهد من فيلم هو في إيه

كيف تحولت واجهة الإعلام، لشيء أقرب إلى مسرح للجرائم، وأول هذه الجرائم، هي جريمة الإنسان بحق ذاته، عندما سمح لها بالخوض فى الكثير دون إبداء أسباب، فبتنا نتعرض بصورة يومية لصفعات قوية، توشك بنا إلى السقوط بالهاوية، بل إننا صرنا بالهاوية نفسها، فلم يعد يشغل البشر، سوى مشكلة أحد المستطربين الجدد وزوجته، التي قام بطردها، و سجال من الحلقات التى تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة، لتكشف لنا الهوة الكبرى التي صرنا بمنتصفها، حالة من التوهان، والجميع ينشغل بقضية أحدهم، ممن وضعهم الجهل بمقدمة المجتمع، ثم تصمت الالسنة قليلاً، ليتم فتح إحدى القضايا، التي تم غلقها منذ سنوات عدة، وتم بها إدانة احدى الفنانات، التي ذاع صيتها مع خادمتها، ليعاد الأمر خلال إحدى الفضائيات التي صارت مضماراً لنقاش الموضوعات المترهلة، وكذا المشكلات غير المنطقية، وعرضها أمام الرأى العام، وشهادة حق لم تقل في وقتها، ثم الرد بشاهد عيان.. هو في إيه؟

ماذا يحدث للإعلام؟ وكيف لنا بالسيطرة عليه من جديد، لقد تفشت كل عوامل الفساد والقبح، حتى بات الأمر لا يصدق، حتى سئمنا من تكرار الندم على زمن مضى، كان يحمل بين دفاته الكثير من عبق التاريخ المختلط بالأدب، والرياضة بأسلوب مهذب، يحمل كثيراً من الروح الرياضية، حتى الفن الراقي الذي كان دوماً ينقب عن الإنسان وحده، كي يبرز همومه، ويحاول جاهداً إهداءه الحلول الممكنة.

لقد مرت بنا السنون وعبرنا كل الطرق، كأبطال ذلك الفيلم الكوميدي، الذي نحسبه كأيامنا، وهو غير ذلك بكل تأكيد، وبالفعل صدمنا بكم كبير من العراقيل، التي بدورها تجعل بيننا سداً منيعاً.

ــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبـة ــ مصــر 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى